أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصباحى - فى جزيرة ديامو..الأسماك لا تكذب














المزيد.....


فى جزيرة ديامو..الأسماك لا تكذب


هشام الصباحى

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 06:01
المحور: الادب والفن
    


إن الكتابة عند محسن يونس ليست مجرد إضافة كلام بل هي خلق لهذا الكلام والنفخ فيه من روحه الإنسانية حتى يخرج مميزا ومختلفا تماما وليس له وجه تشابه مع كلام آخر أو كتابة أخرى ..إنه اختزال للعالم والأحلام والهزائم والانتصارات وحتى الأساطير في صفحات كتاب يصنعه هو ليعبر عن رؤيته الخاصة والفريدة ويتواصل مع كل الفضاء المحيط الذي يحدده هو من اللحظة الأولى ولا يمنحك فرصة سوى الانتباه والإنصات والدخول بمتعة إلى ما يكتب ويقول..لتشعر وترى وتعيش مع إبداع حقيقي لا يستسهل الكتابة أو إنتاج الكتب من اجل أن تكون الأكثر مبيعا بل لتكون أكثر حميمة وإنسانية,حيث يظل محسن يونس مهموم بالذات الجمعية وما يحدث لها في العالم وفى مصر وفى جزيرة ديامو التي يكتب عن أدق تفاصيلها وحياتها وأحلامها في كتابه الذي يأخذ تصنيف جديد هو موجات قصصية يضيفه إلى تصنيفات الثقافة العربية ,ويأخذ عنوان سيرة جزيرة تُدعى ديامو,وقد صدر في القاهرة عام 2008 في طبعته الأولى عن دار فكرة للنشر والتوزيع
تعتبر سيرة جزيرة هي سيرة حاضرة وآنية للحشد الجمعي حتى أنها تتقاطع مع اعتباره سيرة وطن شخوص الكتاب حيث الحركة والسكون في جموع والحديث والصمت في جموع ,حتى أن المنامات والكوابيس والأحلام أيضا جمعية بمفهومها ودلالتها الأساسية وليس المعنوية
وفكرة أن يكون في ديامو سور حجري مورث يمثل رمز الأجداد وعظمتهم ويكون معلم للأحفاد في ديامو يجعل من ديامو المعادل الروائي لمصر ولكن محسن يونس أراد أن ينتمي إلى بيئة أخرى اقل اتساعا حتى يصل إلى عمق الأثر والالتصاق بذاته وذوات الأسر المعدوده التي تعيش حوله وفى الكتاب أيضا الذي يعتبر رواية في شكل موجات قصصية رائعة,وقد كان لهذا الجدار المكون من حجارة معجزات منها أن كل واحد في جزيرة ديامو إذا وقف أمامه لابد أن يجد حجرا يحمل ملامحه وصورته حيث يحاول الكاتب خلق صور من التواصل بين الماضي والحاضر ,وإحداث ترابط مع هذا الميراث الذي يمثل المعيار
لقد كانت الحكمة لدى شخوص محسن يونس قاتلة ومؤلمة وجارحة,حيث لابد أن تعطيك أثرا لن تنساه ويظل علامة في روحك وجسدك يجعل تفهم الحياة وتتقبل التقلبات والكوارث المهداة إليك حيث في ص22 البهلوان الذي يجعل أهل الجزيرة يضحكون من نكاته وحكاياته عندما يفشل في نزع الحزن من شخص ما (الحزن أقوى من الفرح يا أمنا..الضحك يخرج منا,الحزن يدخل ويقيم) ,كما أن كل الشخوص والمكونات من حيوان وجماد لهذه الموجات القصصية كانت فاعلة ومؤثرة ومهمة ولها نكه خاصة بها حتى أن البحر له دور ورأى وفعل عندما دفع السمك من داخله إلى الجزيرة ليقوم بالتعرية والحديث عن أسرار أهل الجزيرة على الملأ ليفضح البشر عامة وأهل الجزيرة خاصة ويتكلم عن عيوبهم في علانية وخيانتهم لبعضهم البعض ومشاعرهم المخفية إزاء بعضهم البعض,في محاولة لعقاب بسيط لهم عندما حاولوا تغيره واستبداله ببحر آخر يحيط بالجزيرة حيث أنه شاخ وأصبح بحرا عجوزا
إن عناوين الموجات القصصية لها سمه خاصة حيث يكون تساوى التضاد أمر مهيمن على هذه العناوين وهو الجمالية الجديدة التي يكشفها لنا محسن يونس ومن هذه العناوين "السكر يذوب..والملح كذلك","الذي يقيم..الذي يغادر","كُل ساقط صاعد والعكس"
لقد كان فضاء الرواية مكون من قطعة الأرض التي تسمى جزيرة ديامو والبحر والبشر القلائل الذين يعيشون على هذه الجزيرة ,لقد قدم محسن يونس في عمله العاشر في عمره الإبداعي العديد من الأساطير والمعجزات والكوابيس والرؤى في سيرة جزيرته التي نظن أنها جزيرتنا ووطننا


--------------------
الكتاب:سيرة جزيرة تدعى ديامو
المؤلف:محسن يونس
الناشر:دار فكرة للنشر والتوزيع



#هشام_الصباحى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسئلة المصلوبة تنمو تحت شجرة أرز ليال نبيل
- السعاة وعمال البوفية يملكون كل مفاتيح مصر
- « ارتكاتا » صورتنا عند الآخر
- مختارات من ديوان -المشى بمحاذاة رجل يشبهني *
- خروج ..سلمى صلاح.. إلى العالم رافعة ابداعها
- مشاعر الكرسي إزاء ما نفعله
- ذات الشاعر عندما تتقاطع مع ذات القارئ
- كيف ترتل القطط القران
- ممدوح رزق يكشف السيئ في الأمر
- قراءة فى رواية فانيليا
- رواية تظل رائحتها عالقة بنا
- عندما تنتج الكتابة فوق الجدران شعرا
- أن ترحل... أن تترك الأوطان لحاكميها
- عيون البنفسج تاريخ جيل التسعينات حيا وطازجا
- الساحرة التي تحقق سعادتها بقصاصات ورق تبعثرها في الهواء
- إيمانٌ غير كافٍ
- الفاعل رواية من وعن هامش المجتمع المصري
- شعر بطعم ورائحة خبز الفقراء المسكر الخارج حالا من الفرن
- التوحد الكامل.. القارئ والبطل يتألمان معا(لابد أن تتأكد انك ...
- يوتوبيا رسالة أحمد خالد توفيق إلى والى مصر وشعبها


المزيد.....




- المفكر التونسي الطاهر لبيب: سيقول العرب يوما أُكلنا يوم أُكل ...
- بعد مسيرة حافلة وجدل كبير.. نجمة كورية شابة تفارق الحياة في ...
- ما الأفلام التي حصدت جوائز البافتا لهذا العام؟
- سفيرة الفلكلور السوداني.. وفاة المطربة آسيا مدني بالقاهرة
- إيهاب الؤاقد :شاعر يقتل الحظ والفوضى !
- الفنان وسام ضياء: الدراما عليها الابتعاد عن المال السياسي وع ...
- لون وذاكرة.. معرض تشكيلي لفناني ذي قار يشارك فيه نحو 60 فنان ...
- إطلاق الدورة الـ14 من جوائز فلسطين للكتاب
- وفاة المطربة آسية مدني مرسال الفلكلور السوداني
- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصباحى - فى جزيرة ديامو..الأسماك لا تكذب