أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كاظم جواد - الأخضر بن يوسف














المزيد.....

الأخضر بن يوسف


محمد كاظم جواد
شاعر

(M0hammad Kadom)


الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 08:27
المحور: الادب والفن
    


أول ديوان قرأته للشاعر سعدي يوسف هو (الأخضر بن يوسف ومشاغله)وقد صدر عن وزارة الثقافة والاعلام العراقية في بداية السبعينات ،كان اخراجه جميلا وغلافه أنيقا ،يظهر فيه وجه سعدي وهو غارق باللون الأخضر ،فتساءلت ....ماالذي يجمع بين الاسمين ؟...سعدي والأخضر كنت وقتهاطالبا في المرحلة الاعدادية وبالتحديد في بداية خطواتي على طريق الشعر....وجدت صعوبة كبيرة في ادراك وفهم مايقوله سعدي في هذا الديوان ...ربما بسبب فقر ذائقتي الشعرية والتي تدربت على قصائد السياب ونازك الملائكة والبياتي وشعراء آخرين ممن كانوا يطرحون همهم بشكل مباشر ويعتنون بالقافية و بجرسها الساحر . ومن كثرة الحاحي في فك طلاسم الديوان حفظت معظم قصائده عن ظهر قلب .....وبعد زمن قصير بدأت ذائقتي الشعرية تتغير فتحسست جمال الصورة الشعرية التي تشترك فيها جميع الحواس ...ورحت أبحث عن الدواوين الصادرة لهذا الشاعر فوجدته شاعرا متجددا ،ماأن يشتغل على مساحة معينة حتى يغادرها باتجاه منطقة اخرى تختلف تماما عن سابقتها ..ليؤسس قارة مجهولة المكان . وفي منتصف السبعينات كنت ارتاد المكتبة المركزية في الحلة لمراجعة كتبي المدرسية في المرحلة الاعدادية وبما ان المكتبة مخصصة للقراءة الصامتة ينتابني شعور بالملل فاضطر لمغادرة المكان كي لايوبخني المشرف على القاعة عندما يسمعني وانا اهمس في اذن احد الأصدقاء فأحمل خطواتي الى المقهى المجاورة للمكتبة وهي عبارة عن بستان من النخيل المنتشر على ارض واسعة وضعت عليها بعض الأرائك القديمة والمائلة وكثيرا ما تنقلب هذه الأرائك عندما يرمي أحد ما جسده المتهالك بصورة مفاجئة ....مكان المقهى جميل رغم فوضويته واهماله ،حتى الشاي الذي يقدمه صاحب المقهى كان فوضويا ايضا ...السكّرملتصق بجدار القدح ،بالاضافة الى لونه الغرائبي كنت ادس بين كتبي المدرسية ديوان الاخضر بن يوسف لأتجنب ملل مراجعتي الكتب...وذات يوم وبينما كنت ساهما بالنظر صوب الشارع توقفت سيارة بيضاء اللون ترجل منها شخصان أنيقان الأول ابيض الشعر والثاني اسمر نحيف بعض الشيء يتوسطهما طفل، دخلوا المقهى وجلسوا على أريكة تستند على جذع نخلة ....انتبهت الى الرجل الأسمر الذي لم يكن غريبا عن ذاكرتي ...انه الشاعر سعدي يوسف لاأدري لماذا اعتراني الخوف والارتباك ،حاولت أن أستجمع كل قواي وأذهب اليه لأحييه ...وأقرأ أمامه بعضا من قصائده التي أحفظها وأتحدث قليلا عن شعره ....بلا شك سيفرح وربما يحتفي بي ...وقبل الشروع بهذه المهمة الصعبة غادر المكان وهنا بدأ صراع الندم والألم ورجعت الى بيتي منكسرا وحزينا بسبب هذه الخسارة الكبيرة ....عرفت فيما بعد من الناقد الراحل عبد الجبار عباس ان الشخص ذو الشعر الأبيض الذي كان برفقة سعدي هو خالد السلام أما الطفل فهو ابنه الراحل حيدر( كم تألمت لرحيله) ....وفي عام 1978 ...استضافت مدينة الحلة الشاعر سعدي يوسف في امسية رائعة ومتألقة ،حرصت أن أكون أول الحاضرين وامتلأت القاعة بالحضور مما اضطر البعض الى الوقوف قرب مدخل الباب .....ماان دخل سعدي حتى فاجأه الجمهور بتصفيق حاد فبدى على وجهه الارتباك والخجل ..مما اضطره قبل بدء الأمسية الى الاعتذار عن ارتباكه وحيا هذا الحشد البابلي واصفا بابل انها مدينة الخمرة والقانون والألسنة المشتبكة وعندما طلب منه ان يتحدث عن تجربته الشعرية قال أنا شاعر بلا تجربة وهذا دليل واضح عن قلق روحه التي تبحث عن مقترحات تجريبية .......وقرأ قصائده الجديدة في ذلك الوقت (الأعداء،كيف كتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدةوقصيدة الخراب التي اثارت جدلا واسعا عن حيثيات انتماءه السياسي وفي نهاية الأمسية فتح باب الحوار فبادرته بالسؤال عن الوصايا العشر في قصيدة كيف كتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدة؟....اتذكر نص السؤال:هناك عشر وصايا ..لماذا تناولت اربعا شعريا؟ فأجاب عن سؤالي وكانت اجابته انتصارا سجلته في صفحة القلب......وتمر السنوات وسعدي يتنقل من عاصمة الى اخرى بحثا عن وطن يأويه بعيدا عن تعسف الأنظمة فيدفع ثمن غربته التي تطبق بفكيها على سنين عمره ....وطالت هذه الغربة دون ان يتمكن من العودة الى ارض الوطن فوجد في ريف لندن وطنا بديلا بعد أن قاوم الحنين الذي عذبه ..سعدي الذي احب العراق ودخل من اجله السجون وشاهد( مراكز توقيف يملأها الرمل وأخرى يملأها القمل) ...واستمد معظم كتاباته من معين ذكرياته ....اخيرا أدرك ان لا فائدة من هذا الحنين فاقامته على الأرض أصبحت قليلة ..وبقي مرتديا سترته الأولى ولم يقلبها (لا تقلب سترتك الأولى حتى لو بليت) وسار مع الجميع وخطوته وحده وتيقن أخيرا انه حزب نفسه( الشيوعي الأخير.).لقد امتدت قامته الابداعية من خلال منجزه الكبير فهو لا يشبه احدا لكن يشبهه الكثيرون على حد تعبير الشاعر محمود درويش أليس من حقنا ان نفتخر به اقول هذا للذين يصطادون في الماء العكر ويأولون تصريحاته الجريئة عندما يذكر بعض الحقائق بشكل شفاف ..أقول احتفوا بمنجز هذا الشاعر الذي اقتربت كتبه من السبعين ،فكل مايكتبه سعدي للعراق ..فهو الذي رأى كل شيء فغني بذكره يابلادي
بابل
فبراير 2008



#محمد_كاظم_جواد (هاشتاغ)       M0hammad_Kadom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليالي نصفها
- نياشين
- نص شعري


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كاظم جواد - الأخضر بن يوسف