صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 07:19
المحور:
الادب والفن
5
.... ... .. .. ....
طاروا إلى الأعالي
تاركينَ براكين القيرِ
تزلزلُ جبهةَ الحياةِ ..
تقلَّصَتْ خصوبةُ الرُّوحِ
عربٌ من لونِ الهشاشةِ
عربٌ قهروا الكونَ بالسَّلامِ
عربٌ في لبِّ الحضارةِ
لا يهمّهُم لو قُصِفَتْ بابل
لو تهشّمَتْ جثث الفراعنة المحنّطة
يلوِّحونَ أيديهم باستهزاءٍ
هامسينَ للجنِّ
شَبَعْنَا من الحضارةِ
شبعنا من الحروبِ
شَبعْنَا من العلمِ
شَبعْنَا من كلِّ شيءٍ
سوى الغباءِ!
هبطَ اللَّيلُ
فوقَ خُوَذِ الجنودِ
أجسادٌ مشتعلة
ارتعشَتِ الأرضُ
خرّتْ دموعُ القمرِ
فوقَ نجيماتِ الصَّباحِ
ذُهِلَتْ مياهُ المحيطِ متسائلةً
لِمَ كلّ هذا الإرتصاص؟
زمجرَتِ المياهُ
من أعماقِ القاعِ
وجعٌ مشنفرٌ
فوقَ هاماتِ المحيطِ
تأوَّهَ المحيطُ باكتئابٍ
زيحوا عن رقبتي
أطنانَ الرَّصاصِ!
أكادُ أن أُسْلِمَ الرُّوحَ
زيحوا عن رقبتي
رغوةَ طيشِكُم ..
أرهقْتُم كاهِلِي!
*****
غيمةٌ سوداء
موشّحة بالدمّ
غولٌ فوقَ أراجيحِ الطُّفولةِ
برقٌ فوقَ جسدِ المدائنِ
زنازينٌ غير مرئيّة
شيوخٌ مجنّحونَ بالحسرةِ
تخشى احتراقَ أحلامِ العمرِ
أحلامُ البنينِ
أحلامُ السَّنينِ
تاهَتِ الحضارةُ
عن لُجينِ الطِّينِ
زاغَتْ عن دربِ الملوحةِ
.... ... .. ... ... ....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟