أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (1)















المزيد.....


متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (1)


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 06:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك فرق بين الفكرة الفلسفية والمنظومة الفلسفية .. كما أن الخلق والإبداع لا يأتي بشكل دائري كإعادة إنتاج لأفكار سابقة .. والفكر العربي يتأرجح في دائرة مغلقة لا يمكن الإبداع فيها ..أما الخط الصاعد هو ما يميز الفكر الغربي .. ومن ثم نجد أن الفكر الغربي فكر خلاق ومبدع .. فإذا ما تحدثنا عن المنظومة الفكرية أو متى يحق لنا أن نتحدث عن منظومة فكرية فلسفية عربية هو مدخل لنقاش طويل أو جدل مازال يفرض نفسه على الساحة العربية رغم كل العناوين الكبيرة والأسماء البراقة التي تحاول أن تجد لها مكانا ما في وسط فكري متضائل الإنتاج نسبة ما يتم إبداعه وإنجازه على ساحة الفكر الغربي .. بشكل عام وخاص معا .
تأتي الفكرة حسبما يتأتى لمبدعها تأصيلا لفكر جديد أو مقدمة لمشروع فلسفي أصيل ولكن كيف السبيل لتجاوز أرض الفرقة والنزاع بين الأفكار الفلسفية لتكوين منظومة فلسفية تنبع من واقع الحال والبيئة والمنظومة الفكرية العربية أو الشرقية بشكل عام .. من الملاحظ أن بلاد الغرب أصبحت اليوم تهتم بالفكر الاجتماعي بل وبلاد الشرق أيضا حسبما يتراوح الخطاب المجتمعي أو الفكري بين مسائل المجتمع المدني والحياة السياسية .. أما الفكر الفلسفي فبقي معزولا عن التفكير فيه أو الاهتمام به وأيضا بعيدا عن الحياة الاجتماعية برمتها .. وقد يأتي وقتا فيه يكون الفكر العربي وقد أصبح مجرد وعاء احتواء لأفكار ما تقدمه العقول الغربية من فكر اجتماعي وفلسفي بالدرجة الأولى .. ولكن سؤالنا متى من الممكن أن نقنن أفكار فلسفية لتكون في النهاية منظومة فلسفية خاصة بالعقل العربي .. أو هي منتوجا واعيا لواقع الحال العربي .. كيف لنا بداية أن نحدد شروط نجاح إنتاج وقراءة النص الفلسفي .. وكيف لنا أن نحدد إن كان هناك ضمن هذا النص أو ذاك فكرة فلسفية جديدة ..؟ ماهي الشروط التي يجب توافرها أو المنظمات الموجهة التي يجب توافرها لذلك ونحن ضمن سياق معرفي مشكل مسبقا أو يتم تشكيله الآن ..؟ أو يتم إعادة تشكيله تبعاً لما يتم من عولمة للفكر وتبادل الأفكار في مجال سياسي واجتماعي واقتصادي مترابط الأطراف في نظام معولم الاتجاه ..؟
كان هذا السؤال قد طرح نفسه علي وأنا في سياق تحليل شروط التغيير والتبعية والتوافق وعدم التوافق في مسألة الديمقراطية .. كما أن الجانب النفسي كان بالضرورة مسألة شاقة في التحليل لأنها منبع ومتوسط التغيير والتحول والثبات .. فكان لي بالسؤال أن يأخذني لأبد من حدود البحث في مسألة الفعل السياسي وإنتاجه إلى مشارف تأسيس الفكر وتسييسه .. لمفاضلات الذهنية العربية من خلال قراءات الكتاب العرب والمفكرين العرب الذين أخذوا بمحاولاتهم الجادة والشاقة في ذات الوقت الكشف عن مناطق الخلل وتجاوز السقوط في دائرة الظلام .. ومن هنا كانت فكرة تنشيط استقراء الكتابات والإبداعات مجالا لي لتوسط العلمية الإبداعية نفسيا واجتماعيا إلى جانب الفعل المجتمعي على سبيل القراءة بشروطها الوجودية الخاصة بها ..
عند تحسس عملية الخلق والإبداع لا يكون هناك مشروطية للإبداع أو الخلق هذا .. تأتي الأفكار تلقائية أي بصورة لمحات أو ومضات ذهنية نتيجة لفعل الصدمة .. أي مخالف عادة لما يسمى بطرح الفكرة بصورة مباشرة ضمن سياق أو نطاق مفكر فيه .. ولكن يكون الكشف عن جديد ما في مجال ما هو غير مفكر فيه في العادة .. على أن يكون هناك سؤال ما يطرح نفسه على عقل المفكر أو المبدع .. ومن ثم يكون البحث عن إجابة لهذا السؤال أو هذا الإشكال أو هذا الاستفهام هو ما يدفعه للتفكير فيه ومن ثم محاولة الإجابة عليه .. هذه الإجابة هي علامة معينة على اشتغال الذهن ومحاولة إيجاد مخرج من إلحاح السؤال .. ويكون السؤال عادة فلسفيا بقدر ما يمثل إعجازا ما في حركة الذهن وانسياب الأفكار وبعيدا عن العادي والاعتيادي والمبتذل والا متميز .. وبذل المحاولة للخروج من مأزق السؤال هو بداية الطريق للفكرة الفلسفية .. ومن الملاحظ أن طبيعة العقل العربي أنه فكر دائري الحركة بمعنى أنه يبدأ من نقطة لينتهي إليها دون خروج عن هذه الدائرية في حركة الذهن والفكر .. ولكن الخط الطولي والصاعد هو الفكر المبدع والذي يخرج عن إطار التقليدية .. والذي يبدأ من نقطة ويأخذ بالتواصل لمناطق لم يبدأ منها من قبل .. بل ينتهي إلى جديدة مع فرض احتمالات سابقة .. فلا ينطلق لإثبات ما بل لكشف ما .. فهو بغير حاجة لمراجعة نقاطه وثابتة بل لكشف الحقيقة في سياق ممتد ومتواصل ومن ثم وإن كانت هناك عودة لسابقه فهي لتغييره أو تنشيطه بما يتناسب وكشفه الجديد هذا ما لاحظته في مجال الموسيقى وأيضا كما الأفلام التي ينتجها تنساق في ذات الكشف والتمدد .. فالموسيقى الغربية تذهب معها بعدية عن نقطة بدئها .. فتكشف عن مناطق ارتحال جديدة لم تتوقعها مع البداية .. أما الموسيقى الشرقية أو العربية فهي تتبع ذات الخط الفكري .. تخاف الهروب من مبتدئها الشرطي لتكوينها فهي ريتم واحد يتخلله التغيير ولكنه في ذات الحركة الدائرية .. فلاحظت وكأنه ذات السياق الرؤيوي الذي اشترط الموسيقى والفكر معا .. أو الفكر والإبداع ..
إن المقدس والثابت والمرجعية الفكرية التي يرتهن لها العقل العربي تحجم من حرية حركة الإبداع والخلق والإنجاز .. بما لا يتم الخروج من خلاله عن هذه المرجعية .. فهي تبتعد لتعود أكثر التصاقا والتحاما دون قراءة جديدة .. أو إفادة تفيد التفعيل والتنشيط أو الحركة التصاعدية الارتقائية .. ودون كشف مناطق جديدة للقراءة تتواءم وحركة الحياة .. وإنما تغيب في مستنقع راكد وتتماهى مع حقيقة واحدة .. تستجدي نفعها دون فائدة .. إن عملية تدوير الفكر العري عملية سلبية في حد ذاتها .. ورغم أن هناك من خرج عن هذه الحركة الدائرية واتخذ لنفسه منهجا في البحث والكشف مغايرا تماما .. وبالطبع لا أقصد هنا التعميم بقدر ما أشير إلى من تأثرت بهم عمليا مثل محمد آركون وعلي حرب والمفكر الفيلسوف محمد زكي نجيب ومحمود أمين العالم رغم تحفظاته الماركسية والفكر اليساري .. إلا أنني كنت أجد محاولة للخروج من قالب العقل القديم .. وأيضا المفكر اللبناني الذي تأثرت به عمليا في تشكيل النص النقدي علي حرب .. من خلال كتابته المختلفة عن طبيعة الإلقاء والتميز فيما يطرحه من خلال مقولاته التي تأثر هو بها ضمن سياق النقد التفكيكي والبنائي .. ولذا لا يمكن النظر إلى مجمل النص العربي على أنه يدخل في دائرة التقليد أو حتى الخط الدائري .. إنها محاولات للخروج عن طبيعة هذه الذهنية التي تتأرجح ما بين الإسقاط الفكري وأيضا التبعية المنهجية في إيجاد حلول للكثير من أسئلة الواقع حولنا .. وممن تكمن محاولاتهم في دائرة النجاح أو الفشل مثال صارخ على التأرجح بين الإبداع ومحاولاته التي ربما تأتي نفعها في وقته .. مثل أي قراءة تفيد التغيير والتبديل .. على أرضية الواقع المحلي والعالمي .. ربما تغيير الواقع وجدلية القياس عليه تفيدني في تغيير وجهتي الفكرية وأيضا استطيع أن أبدع خطي الفلسفي غير الواضح للآن ولكني في طريقي لقراءة واقعية أو هي أكثر واقعية من واقع الحرف والكلم .. هذا هو حال كل من يبدأ استقراء خريطة وعيه وواقع محيطه وما يحكمه من منظومات تثير لديه أسئلة بقدر ما تثير لديه القلق أحيانا .. على أن الخروج من ورطة الذهنية التابعة ودائرية الفكر العقيم لا يمكن إلا من خلال يقين بتراكمية وفاعلية هذه التراكمية المعرفية وأيضا دائمية ومواصلة السؤال حول ثوابت قد تستهلكنا دون أن ندري .. أو هي تفعل فعل التعمية عن هوامش لخلق جديد يكون تأكيدا لهذا الثابت أو ذاك .. وهذه التراكمية تفيد فعل الطفرة في التكوين والتأسيس على أن تكون طفرة حقيقية لأسئلة حقيقية تخرجنا عن طور التدجين والتثمين .. على المستوى الفردي والعام .. في محاور التحول ونقاط التركيز على واقع جديد كل الجدة ويختلف في محتواه النفسي والفعلي والعملي عما سبقه .. من هنا تتحول الفكرة الأولى او طرح السؤال إلى تكوين نسق ذهني وفكري يبات يتخلف فيه محتوى لفكرة فلسفية .. تفوق في جديتها وتفرض سلطتها وقناعاتها وأيضا هوامشها ..
ومن خلال قراءة بعض النصوص الفكرية والإبداعية كان لي بعضا من الدخول إلى عوامل اللامفكر فيه في العادة .. مما فجر مناطق جديدة تثير الصدمة منها ما قدمه محمد آركون ورغم الحجر على فكره ونصوصه والتعامل معها معاملة الخارجين إلا أنها استرقت انتباه الكثير من المفكرين والقراء .. وقراءته كانت قراءة مفككة ومخلخلة للعقل العربي الإسلامي وملابسات قراءة النص الديني من وجهة تحليله الخاص .. ضمن مشروعه الكبير وقد راعني هذا الأسلوب في التحليل .. لبنية العقل والذهنية العربية الإسلامية وتحليل المرجع الديني ودوره في ترسيخ أو توكيد التبعية لمفردات استهلكت مراجعة ومراوحة في المكان .. ولاحظت أنه يحاول أن يستجد أفكار التجديد من خلال عدم تسطيح المشكل الفلسفي وتهميشه في سياق الفعل الديني أو المرجع الديني أو عدم محاولة فصل العقل عن النقل .. على مستوى النص القرآني على الأخص .. وتفكيك بنية الضمير الجمعي والخاص من خلال التفكيكية والبنائية التي قرأت لها من خلال الكثير من المفكرين العرب جميعها تمثل مراحل أولى ولبنات لتكوين حركة معاكسة للجمود والتراخي عند نقطة واحدة ثابتة .. إلى جانب ما قدمته وتقمه فلسفة اللغة التي كانت بداية طريق تحول ذاتي وتأكيد نهج جديد للتعامل مع النصوص الإبداعية والفكرية بشكل عام ويبقى السؤال الملح .. متى يكون بالإمكان خلق فكرة فلسفية وكيف يكون لهذه الفكرة مبدأ الوصل والاتصال لتكوين اتصال ذهني راقي المستوى ومن ثم تشكيل منظومة ترتفع رأسيا حيث اللا مقيد أو مرهون سوى بحدود قراءة تتوازى وواقع إنتاج الفعل الإنساني ومن ثم تكون هناك علاقة جدلية بين الفعل والفكر كل منهما يرتقي بالآخر وكل منهما يسقي الآخر ماء الحياة والتواصل ..



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكو دراما
- كريزما ..
- كشف .. مغاير
- معسكر .. أشبال
- أحبك ..
- شقائق .. النعمان
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- إرادة المختلف والمتحول غي ديوان ( لعلك) للشاعر الفلسطيني الش ...
- كريمة الدعاء ..
- تمرد ..
- قراءة نقدية لنموذج إنساني مغاير - تجليات تراتبية في رحلة الس ...
- الولد ..
- المطر ..
- دراية ..
- خوف .. يتردى
- متاع .. الردى
- في انتظار ..
- برق ..
- موعد ..


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (1)