صفوت بلاصي
الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 07:48
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يبدو أن مقولة المؤرخ الروسي بوقامولوف: "فكرة الاشتراكية مقنعة في حد ذاتها وفي حال تعثرها ستنام لمائة عام ثم تصحو من جديد"، تنطبق إلى حد ما على ما يدور الآن في غير بلد في أمريكا الجنوبية، التي تشهد عودة ومدا يساريا، وهي المنطقة التي كانت محل استقطاب كبير بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي لعقود طويلة، ما يطرح تساؤلات عن السر في صعود "اليسار" هناك ، كما يستدعي جدلا حول المصالح الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة، بالإضافة لمدى التأثير الذي يمكن أن يلعبه صعود اليسار الأمريكي الجنوبي على المعادلة الدولية.
الأمريكيون الجنوبيون، لم تسقط من ذاكرتهم صورة الثائر اليساري أرنستوتشي جيفارا، وربما أكثر من ذلك، باتوا يتطلعون لـ"الاشتراكية" والعدالة الاجتماعية كحل يعوضهم سنوات "الخصخصة" الموصوفة بالإجبارية في بعض دول القارة، وضغوط صندوق النقد الدولي، وآثار العولمة.
لابد وان يكون هناك سر وراء صعود اليسار في هذا الجزء من العالم، وسنحاول في هذه العجالة أن نتطرق لبعض العوامل التي من شانها أن تكون وراء هذا التغير، ومن أهم هذه العوامل، العوامل التاريخية، حيث انه بعد زوال الحكومات الديكتاتورية في غالبية دول القارة في الثمانينات، الأمر الذي أتاح حراكا ديمقراطيا وتطورا في هذا الاتجاه ، فضلا عن انتقال دول المنطقة للديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة، تزامن هذا الانتقال مع اتجاه للاقتصاد الليبرالي بتأييد من البنك الدولي. لكن هذه التجربة ،تجربة اليمين الليبرالي، أدت إلى فشل ذريع في العقد التاسع من القرن الماضي، وباتت الأوضاع الاقتصادية أكثر صعوبة، وسقطت التجربة بكل تفاصيلها، الفشل في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، خلق مناخا جديدا مكن اليسار من تدعيم خطابه واستقطاب الجماهير من حوله.
كما إن المؤسسات والمنظمات المناهضة للعولمة هي إحدى عوامل هذا الصعود لليسار في أمريكيا الجنوبية ، فقد عملت هذه المنظمات بكد كي تحشد الجماهير لمناهضة الرأسمالية والعولمة ، وبالفعل كانت الاستجابات سريعة لهذه الأفكار والمنظمات.
كوبا ، قلعة يسارية صامدة ضد العولمة، كما هو الحال أيضا بالنسبة لهوغوتشافيز الذي شكل حضوره على الساحة، وانحيازه مع غيره من القادة كلولا سيلفا في البرازيل، للفقراء، وانهيار الدكتاتورية في تشيلي هذا كله شكل مسرحا ملائما لصعود اليسار.
#صفوت_بلاصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟