أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد عبد القادر احمد - سي السيد الفلسطيني وشجرة الزيتون














المزيد.....

سي السيد الفلسطيني وشجرة الزيتون


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 08:45
المحور: الادب والفن
    



تصور شخصية سي السيد التي رسمها الكاتب المصري الكبير, الراحل رحمه الله , نجيب محفوظ , روح وجوهر البناء الديموقراطي الذي كان سائدا في حركة المجتمع القومي المصري في المرحلة الانتقالية من نظام الانتاج الاقطاعي واسلوب الحياة التي كان يفرضها على الحياة فيه الى اسلوب الانتاج الاسمالي , لقد كانت شخصية سي السيد هي تجسيد لنسب توزيع حصة الديموقراطية والحرية في اصغر لبنة من لبنات بناء ذلك المجتمع ( الاسرة ) , وقد نجح الممثلون المصريون الذين اعادوا تجسيد هذه الشخصية من حالة فكرة المؤلف عن وضع الديموقراطية في مصر ذلك الوقت الى صورة حية متحركة سينمائية نجاحا باهرا , حيث كان مردودها في نفسية المشاهد التقزز من النفاق واللاعدل والاخناع والاحباط والاستسلام الذي تحدثه في الاسرة وكونها في النهاية احد العوامل التي تدفع الى الثورة بل وتكون من الاهداف الرئيسية لها

لم تكن صورة سي السيد في اسرته سوى الانعكاس الموضوعي لصورة الخديوي حاكم مصر في مجتمعه , والحكومة المصرية واجهزتها لم تكن سوى الاساس الذي عكسه صورة افراد الاسرة في عائلة سي السيد , لقد عكست هذه الصورة القصصية صورة ظلم الواقع الديموقراطي الذي لحق بطبقات الشعب المصري في حياة وظل اسلوب الانتاج الاقطاعي , رغم ان سي السيد نفسه لم يكن بواقعه الاقتصادي ينتمي مباشرة لهذه الطبقة , فهو تاجر , يتعامل بمنطق الراسمال الذي تجسده مقولة ( ن-ب-ن) وهذه كانت اشارة رمزية ذكية من المؤلف يشير بها الى الحالة الانتقالية , التي لا تتغير بها تلقائيا مفاهيم المرحلة السابقة من التطور , فتغير هذه المفاهيم يحتاج الى مواجهة حاسمة لا يمكن لها ان تتحقق في الواقع الا بعد حسم السيطرة على النظام في المجتمع لصالح نظام الانتاج الراسمالي

ان الحالة العامة لوضع مصر في تلك المرحلة ومكانها من التطور والصراع العالمي , انها كانت تمر بمرحلة التحرر الوطني الديموقراطي , حيث شكل التخلص من الاحتلال البريطاني / الهدف القومي المصري ذي الاولوية الحاسمة / الذي يتوجه كل المجتمع المصري لانجازه وان بنسب اهتمام متفاوتة , حيث يهم الطبقة الاقطاعية /مثلا/ ان تتخلص من مشاركة بريطانيا لها عائدات الانتاج القومي المصري ,والاستفراد بعملية توزيع هذا العائد , لكن خشيتها من ثورة الطبقات الشعبية في مصر , وعلى التحديد البرجوازية الوطنية المصرية كان يدفعها بقبول استمرار وجود هذا الاحتلال حماية لاستمرارية مصالحها الخاصة , لذلك كان طابع موقفها من الحالة الاحتلالية هوبهدف ان تتخلص من مشاركة هذه الحالة الاحتلالية لها في سيطرتها اجتماعيا واقتصاديا , في حين ان الطبقات الشعبية المصرية الاخرى كان لها مصلحة في التحرر الكامل من الحالة الاحتلالية , لان التحرر منه يعني الاستفراد بطبقة الاقطاع ومواجهتها منفردة , وكان ايضا يعني رفع الكاهل الضريبي المرهق عن الفلاحين والعمال , وفتح افاق التطور الصناعي اساس نمو وسيطرة الطبقة البرجوازية , وهي الطبقة الاكثر ادراكا للصورة القومية التي يجب ان تكون عليها مصر من حيث كونها وطنا ( الجوهر النظري السياسي للاستقلال والسيادة الطبقية الاجتماعية ) وكسوق( الجوهر النظري السياسي للاستقلال والسيادة الاقتصادية ) ,
لقد احسن نجيب محفوظ , رحمه الله , تصوير حركة الواقع المصري في مرحلة من اهم مراحل التطور والصراع المصري , بقدر ما يمكن لروايات ان تحتويه , والذي يعكس وعيا ذي وزن وحجم معتبرين للكاتب بها , وفي كيفية اختصارها الى صور ورموز ودلالات , ونتمنى ان نجد في المستوى الثقافي الفلسطييني القدرة على هذا التجسيد الادبي النظري السياسي لتاريخ حركةالواقع الفلسطيني الذي يمارس حركته الان في ظل تشوش كبير لرؤية الذات الفلسطينية من حيث حدها القومي واستقلالية حركتها وخصوصيتها وكيف تتقاطع مع الصراع العالمي ومع مطالب التحرر الفلسطيني

في الرؤية الفلسطينية يزول الحد القومي , ففلسطين جزء من السعة الدينية والسعة القومية العربية , والفلسطينيون جزء من هاتين السعتين , فليس من خصوصية في اساس القضية وليس من خصوصية في تركيبة الحالة الاحتلالية وليس من خصوصية في انعكاس تعدد اطراف الحالة الاحتلالية وليس من خصوصية تركيبة طبقية فلسطينية وليس في النهاية من خصوصية في مطلب التحرر ان وطنيا اوديموقراطيا

مطلبنا الوطني ليس استقلاليا يجسده شعار / فلسطين حرة عربية / ومطلبنا الديموقراطي ليس له جوهر استقلالي/ حل السلطة الوطنية الفلسطينية والغاء منظمة التحرير الفلسطينية / ولا مانع ان يبقى الحال كما هو عليه وكانها قضية تنظرها محكمة صلح بين افراد من نفس المجتمع المجاكرة هي روح الخصام بينهم

لا طبقات عندنا / الطبقة هي ياسر عرفات او محمود عباس او اسماعيل هنية او احمد بحر / من نحن , لست ادري ,ربما نكون السكان الذين اشار اليهم قرار التقسيم , او المسلمون الذين يسكنون ارض وقف اسلامي منَ عليهم بها عمر بن الخطاب , او السكان العرب الذين تقترح الصهيونية ان يترحلوا الى عمقهم العربي , نحن هؤلاء في الرؤية الفلسطينية السائدة والمسيطرة فاذا كان الحال كذلك فلست ادري ما علاقة الفلاح الفلسطيني بشجرة الزيتون ؟




#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم نحن صغار أمام الكبار
- خلق الله شامل وعلى التفسير والافتاء اخذ ذلك بعين الاعتبار
- الاعلان عن تنظيم(كتائب حزب الله في فلسطين) ماذا يعني؟
- المشرد المطلوب للحركة القومية الفلسطينية
- حركة اليسار الاجتماعي في الاردن / يسار الحيثية
- وتستغربون تعبير ( سقوط الوعي)؟
- الوطني والديموقراطي جناحي الحركة القومية
- السيد الرئيس لماذا تتحمل مسئولية تاريخية سلبية؟
- الحوار الفلسطيني ما بين حتمية الفشل واحتمال التجمع الانتهازي
- المؤتمر العام لحركة فتح بين الضرورة السياسية والالتزام البير ...
- الامانة في الكتابة حول المفاوضات والمقاومة
- حول ولاية الرئيس/استجابة لنداء الاخ عدنان العصار
- هل الصلة مقطوعة بينكم....؟
- قضايا امام ليفني في سياق تشكيل الحكومة
- قراءة في مقال الدكتور ابراش/حكومة تسيير اعمال ام حكومة طريق ...
- النية السياسية تفسد العمل الصالح
- ولاية الرئيس بين الموقف الدستوري والنوايا السياسية
- طالع اسرائيل السياسي في ظل انتخابات كاديما
- دياليكتيكيات في الحوار الفلسطيني
- الموقف من اوسلو....ليس بيضا فاسدا.. لكن كيف ؟


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد عبد القادر احمد - سي السيد الفلسطيني وشجرة الزيتون