أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الغوّار - مثقفون) من ورق














المزيد.....


مثقفون) من ورق


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 03:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المزايا التي يتحلى بها المثقف عن سواه ,الاستجابة للمتغيرات والمعطيات الثقافية والحياتية,وتفاعله معها ,والتي تنم عن حيوية هذا المثقف وقدرته على هضم ما هو جديد وما تفرزه المتغيرات, برؤية موضوعية , وتصحيح أو تعديل وتطوير في رؤاه وأفكاره وتصوراته , وتوسيع افقه المعرفي والثقافي , دون التخلي عن المرتكزات الرئيسة التي أسس عليها ثقافته , وبالتالي ينعكس ايجابيا على الثقافة بشكل عام ويساهم في تطويرها واغناءها ,حيث أن التفاعل الثقافي مع الأخر أمر طبيعي ومطلوب في الوقت نفسه , يفرضه الواقع ومتطلباته وحاجاته الإنسانية .
لكن ما نراه ونعيشه اليوم من انقلابات وتحولات مفاجئة على امتداد الساحة العربية وتحديدا في العراق بعد الغزو الأمريكي ,للبعض من المثقفين , لا ليحدثوا القطيعة مع ماضيهم وتاريخهم الخاص ,بل التنكر لمسيرتهم الفكرية والثقافية , ليروا فيها عارا تخلصوا منه , وينساقوا باتجاهات خاضعة لأجندة المحتل وبما يخدم مخططاته ويستظلوا بشعاراته البراقة , والبعض الأخر من انساق إلى المواقف الطائفية والمذهبية والفئوية الضيقة, ويغيروا بوصلة مواقفهم واتجاهاتهم بالاتجاه المعاكس تماما ,ليصبحوا أبواقا لهذا الطرف أو ذاك , ويحكم حركتهم إيقاع الدولار,والمنافع الشخصية , ليضعوا ذخيرتهم المعرفية ويسخروها في خدمة هذه الأجندة ومخططاتها .
وإذا كانت هذه الظاهرة التي اقتحمت المشهد الثقافي في العراق وساهمت في تشويهه إلى حد ما , قد أوجدها واقع الاحتلال وأبرزها على السطح , والتي تندرج ضمن مخططاته ومشاريعه في تمزيق النسيج الثقافي والوطني للعراق, بغية تدمير هويته وانتمائه العربي ,فأن ذلك لا يلغي الأسباب الكامنة الأخرى والمتعلقة بأخلاقيات وسلوكيات هولاء المثقفين المتشكلة في بني اجتماعية محلية معينة, ولم تستطع كل ما تزودوا به من معارف وثقافة أن تجتث ما علق بدواخلهم ما تركته هذه البني من أمراض ,فقد بقيت طي المكبوت,ليأتي الاحتلال البغيض ويهيئ لهم المناخات , لكي تندلق منها عفونة هذه المكبوتات . وبالرغم من الدعاوى بالعصرنة والتحضر وتزيين كلامهم بالألفاظ والشعارات والمصطلحات الجديدة , لكن رائحة الطائفية والمذهبية والقبيلة تفح من أفواههم , لينحدروا إلى المستوى المتدني لبعض الناس العوام الذين هم ضحايا الجهل والتخلف , واخذوا يسوقون التبريرات عن هذا التحول والانقلاب ,بحجة أن ما كانوا يؤمنون ويعتقدون ليس إلا حالة عفي عليها الزمن وإنها من مخلفات التخلف والانحطاط وغيرها من التبريرات الواهية , ليمارسوا عملية التجهيل وأشاعته , بل تمادوا في إطلاق التسميات السوقية أو ما يشابهها في ما يقال في المجالس الذميمة فيسمى العروبي ( عروبجي) والقومي (قومجي)وغيرها من الألفاظ التي تنم عن نزعة الإقصاء والإلغاء للآخر رغم الدعاوى التي يتشدقون بها عكس ذلك .
فمتى كانت العروبة نزعة تخلف أو أنها تعبير عن مرحلة الانحطاط ,أليس هي العروبة تاريخنا وثقافتنا وهويتنا,أليس هي الانتماء الذي يجمعنا ويؤكد وحدتنا رغم التنوع الموجود في مجتمعنا والذي يعد حالة صحية وايجابية , ويتغلب على كل الانتماءات الطائفية والمذهبية والعشائرية وكل ما يمس وحدة نسيجنا الاجتماعي والثقافي ,وإذا كانوا هم يرون في النموذج الغربي للديمقراطية هو المثل الأعلى , فلماذا لا يقلدوا الفرنسي حينما يعتز ويدافع عن هويته الفرنسية وقوميته , وكذالك الأمريكي حينما يتباهى (بأمته الأمريكية )والتي تتشكل من أقوام وأجناس وأعراق مختلفة ,ولأنكي من ذلك ينبري البعض من هولاء بدعواهم المريضة ليمارسوا (العهر الثقافي) هو (إن هوية العراق لم تتشكل بعد ), هكذا يروا في العراق وكأنه (لقيطا) لا هوية له ,أليس العراق جزء من الوطن العربي والثقافة في العراق بخصوصيتها هي جزء من الثقافة العربية الواحدة .
إن الذين يعدون ماضيهم عارا , ويتنكرون لكتاباتهم ومواقفهم وينتقلون إلى الضفة الأخرى, بطرفة عين , ويجدون في احتلال الوطن (تحريرا)ويساهمون في تعميق الجراح وتشويه الحقائق , لا يمكن لهم أن يحققوا امتدادا ثقافيا أو يتركوا أثرا مشرفا ,سوى مكاسب ومنافع شخصية وما يفعلوه اليوم سيذهب أدراج الرياح لأنهم (مثقفون من ورق )



#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعذبو الكلمات
- المفترق
- انهم مهزومون
- هيمنةالسياسي ...وتشويه المشهد الثقافي
- امض بنشيدك حتى طرف الروح
- قصائد تحت سماء الرصاص
- مثقفون خارج التأريخ
- السماء تتفتح في اصابعي
- يركضون في قفص
- انهم يثردون خارج الصحن
- ااجعل من جراحك مناديل خضر
- مرايا الغياب
- حكومة في فندق
- اجعل من جراحك مناديل خضر
- انه جرحنا الذي يتلألأ


المزيد.....




- ترامب: لا ناجين في حادث اصطدام الطائرة بالمروحية فوق نهر بوت ...
- مغنية راب سودانية.. صوت يصدح أملا في زمن الحرب
- غزة تشهد إطلاق سراح رهائن إسرائيليين جدد من أمام منزل يحيى ا ...
- سلوان موميكا.. مقتل حارق القرآن في بث مباشر على تيك توك في ا ...
- هل تمكّنت إسرائيل من إضعاف حماس عسكرياً؟
- كيف استطاع أحمد الشرع أن يصل إلى رئاسة سوريا؟
- من دمشق.. أمير قطر يدعو لحكومة -تمثل جميع الأطياف- في سوريا ...
- ترامب: ليس هناك ناجون في حادثة تحطم الطائرتين فوق مطار ريغان ...
- بن غفير: إطلاق سراح الرشق والزبيدي شهادة على الاستسلام ويجب ...
- حافلات تقل سجناء فلسطينيين أفرج عنهم تغادر سجن عوفر الإسرائي ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الغوّار - مثقفون) من ورق