اليمن , السعودية , أفغانستان و ايران : مربع اضطهاد المرأة

محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 09:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

مما لا شك فيه أنّ المراة في العالمين العربي والاسلامي تعاني أشد المعاناة - وان بنسب متفاوتة من بلد الى آخر - من جميع أشكال الاضطهاد والانتهاك والاستبعاد والاستعباد .
وهذه الحالة اللاانسانية للمرأة العربية والمسلمة تعود , بكل تأكيد , الى ثلاة عوامل أساسية , متداخلة ومتكاملة
, وتشكل أساس التخلف الفكري والثقافي والحضاري والانساني للعرب والمسلمين .
وهذه العوامل الثلاثة متجذّرة أكثر ما يكون في البلدان الاسلامية الأربعة : اليمن , السعودية , أفغانستان وايران .
انها : الدين المحمّدي والقبيلة والأنظمة السياسية .
فالدين هو العامل المشترك التخلفي الأوّل بين المسلمين جميعا , عربا وغير عرب . وتأثيره السلبي على المجتمعات العربية والاسلامية تأثير واحد ومتساو , وانما يعود الاختلاف في النتائج الى دور وفاعلية العاملين الآخرين : القبيلة والسلطة السياسية .
انّ الدين المحمّدي يعمل على تكريس الثقافة الغيبية وثقافة الماضي وثقافة الحلال والحرام وثقافة الطاعة لله والرسول وأولي الأمر ( الملك والرئيس والشيخ والأب والزوج ... الخ ) .
وكل ذلك يساهم مساهمة كبيرة في انتاج الخرافة والشعوذة و... الجهل , والغاء العقل , الذي بدوره يؤدي الى التخلف .
أما القبيلة والعقلية القبلية فتكرس في المجتمع ثقافة العصبية القبلية والانتماء القبلي المناطقي وثقافة الطبقية الاجتماعية التي تقسّم المجتمع الى عدة طبقات ...
وهذا بدودة ينتج لنا الصراع والاقتتال المرتكز على القيم القبلية البدائية المعتمدة على الثأر والغزو والسلب والنهب .
بالاضافة الى أن القبلية - كالدين تمانا - عامل معيق لتحقيق الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان .
أما السلطة السياسية , وان كانت مختلفة التركيب في البلدان الأربعة المعنية , فهي في ايران سلطة دينية ثيوقراطية كهنوتية وفي السعودية سلطة شبه دينية وفي أفغانستان سلطة قبليّة وفي اليمن سلطة قبليّة عسكرية , الا أن النتيجة واحدة , فهي جميعها أنظمة سياسية منغلقة , اما دينيا أو قبليا , وغير قابلة للتغيير . عوضا عن كونها أنظمة سياسية ( متحالفة ) مع الدين والقبيلة مما يؤدي الى المزيد والمزيد والمزيد من التكريس للجهل والتخلف لتلك المجتمعات المغلوبة على أمرها .............
اذا , فتلك العوامل اثلاثة تعمل على تجهيل وتخلف المجتمعات الأربعة المذكورة , ولكن تأثيرها على المرأة أكبر بكثير على اعتبارأن الرجل الجاهل والمتخلف يمارس جهله وتخلفه على الكائن الانثوي الضعيف , فأصبحت المرأة بذلك ضحية ( مزدوجة ) , ضحية للدين والقبيلة والحاكم المستبد , وضحية للرجل الجاهل المتخلف ...

#محمد_كليبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات