أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار موزان - انقراض الديناصور الاخير في نص الشاعرسعد جاسم














المزيد.....

انقراض الديناصور الاخير في نص الشاعرسعد جاسم


ستار موزان

الحوار المتمدن-العدد: 748 - 2004 / 2 / 18 - 06:13
المحور: الادب والفن
    


النص الشعري الذي حمل العنوان ( الديناصور الاخير أيضاً) للشاعر سعد جاسم يمثل بُنية شعرية جديدة ضمت في حركتها وملامحها عناصر أكثر إثارة من تلك البُنى التي غدت تقليدية في الكثير من النصوص الشعرية والنثرية الحديثة التي تناولت الرمز المسخ باعتباره تكوين شيطاني متعدد المعاني والابعاد في النصوص, ويبدو أن الشاعرجاسم عمل على بث نصه الشعري الجديد وفق رؤية لاهوتية وميثولوجية متناغمة شرطياً مع المحور القصصي أو الروائي الحديث الذي أظهر النص نفسه على هيئة صورة حديثة والذي استوحاه الشاعر من قراءة لحكاية من حكايا الكائنات المنقرضة والعائدة الى عالمنا في ظرف سياسي أحمق. عناصر عديدة اشتركت في تتويج نص سعد جاسم على معاني واحتمالات حركة النصوص الحديثة التي استولت على الرمز المشوه في عالم مشوب بالفطرة الطيبة واظهرته من الناحية النثرية والشعرية على اساس إنه قوة فتاكة يتعين مقارعتها والقضاء عليها وفق الرؤية الملحمية الشعرية القديمة لكن عناصر نص (الديناصور الاخير ايضاً) أعطت مناخاً شعرياً أخراً حيث إجتماع عناصر مثل الصلاة, الميثولوجية, الحوارية والوصفية والجمل المسترسلة في مذهب نص الشاعر نفسه جعلت من موضوعة القضاء على ذاك الديناصور المسخ الذي يعيش في اطراف قرية منعزلة ,منسية, ثلجية في القطب, فكرة صعبة اذا ما قورنت بالملحمية الشعرية التي تؤكد على ضرورة ارسال البطل القومي للقضاء على ذلك المسخ الذي كان يقبع في منطقة معتدلة تقع في الشرق وهنا أشير الى موضوعة ملحمة كلكامش التي جسدت فكرة القضاء على الشرالمتمثل كما نعرف بالوحش خمبابا فكما يبدو نحن الان بحاجة الى قوة نصية هائلة وليست جسدية للقضاء على ماتبقى من الديناصورات الصغيرة التي خلفها الديناصورالمسخ بعد انقراضه من قبل سنة تقريباً . إن النص الشعري الذي كتبه الشاعر سعد جاسم في غفلة من الزمن الديناصوري الضئيل جاء ليعطي لنا معنىً أركيولوجياً في الوقت نفسه حيث العلاقة مابين الرمز المسخ و مابين ا لحيوانات الممسوخة الاخرى هي علاقة جوانية وبرانية في كل معنى من معاني المساخة ,إذ  عمل الديناصورعلى مسخ حتى الحيوانات الاليفة عندما قربها منه والتقط معها صور تذكارية في اكثر من مناسبة ثم نشرها في اعلامه بالرغم من انه على علم بالحالة المسخية فهو يحضن كلباً ليس حبا بوفاء الكلب بقدر مايريده هو مسخ حالة الوفاء عند الكلب وتحويله إلى كائن مسعورذلك لان المسخ وهو صغير قياساً بالتطورات التكنلوجية والذهنية المعاصرة تجاه فكرةالقضاءعلى الشر, يريد في تقديرات النص الشعري للشاعر سعد جاسم أن يمضي تجاه مسخ كل الاشياء الجميلة التي تحيط البيئة والفضاء والمديات والكائنات الجميلة ومع ذلك انا اعتقد ان النص الشعري هذا تناول فكرة رائعة مبعثها رصد كل الخطوات المفزعة التي يتقدم بها الديناصور وهو الاخير على حد قول الشاعر وهذا امر مفرح ذلك لان الشاعر زف لنا في الوقت ذاته خبراً مفاده ان الديناصور في طريقه الى الانقراض وهذه المرة عن طريق قوة الشعر وليس قوة السلاح وفكرة الانقراض هنا تعني في اعتقادي اضمحلال ورحيل الديناصور ومايخطط ويرسم له وخاصة مايتعلق بتشويه الحياة من خلال قوة النص الشعري واللغة من غير  ان نحدث ضجةً فنفزع الاطفال إذا ماسمعوا صراخ الديناصور وهو يتلاشى في حالة إستخدام الآلة.  حسناً… إنها فكرة صائبة ورائعة إذا ما خلصنا الى القول بأن النص الاخيرتفرد في شرح معالم وميزات ذاك الديناصور الذي يمثل بقايا بغايا التاريخ المشوه الذي انحدر فيه الانسان نحو ادنى مستويات العيش وفقدان الحرية حيث تقصّد الشاعر في رصد إعلاء الوصفية الشعرية في النص إذ يقول(الذي لم يخلص من زعافه الشاعر,والقاضي,والسيد,والرسام والحكيم والمنفي والرؤيوي والاركيولوجي والوطني والحبيبات والاخوات والامهات ومنهن امي الثكلى بابنائها القتلى, والشهداء المنفيين وحتى الطفل الطاعن في البراءة, والحليب الامومي الظهور كذلك لم يخلص من مخالب هذا الديناصور). نعم إنه إرسال الجمل الوصفية اللاذعة التي تهشم وثوب المسخ الذي استعار اللغة المتدنية في مدح شذوذه الإجتماعي والاخلاقي في عالم عاصف بالمتاهة ولانحلال , انه نوع جديد من النصوص الشعرية الذي يقلب المعادلة الوضعية ليحيلها حلم وردي محقق أي إنه نوع من الغزو الجمالي ضد مستعمرة الممسوخات, لا بل إنه فكرة تصدير النص الشعري بكل مايحتوي من إثارة شعرية إلى مساحة القبح لتجميدها وحلها فيما بعد ومن ثم نشرسعة القوة الجدية الجديدة بكل ماتحتوي من عناصرجمالية وفاعلة ومتفاعلة في العهد الجديد الخالي من الديناصورات وحتى المتبقي منها ولو خيال. لقد اقفل الشاعر سعد جاسم في نصه الجديد على اخر لعبة يلعبها الديناصور ورموزه في خضم اللعب على الغرائز الدينية التي استخدمها في حركته ووظفها لصالحه حيث مضى الشاعر والنص إلى القوة العظمى في النسب والمطلق ليصليان ويرجوان منها ان لاتعيد هذا المسخ مرة اخرى الى الارض بدافع الامتحان والتجربة وقياس الايمان الانساني حتى يمكن أو يتسنى لحركة الانسان والمجتمع ان يتقدم في الخلق والابداع بعيدا عن هذه المسوخ التي لاترحم وكانت الدعوة التي اطلقها الشاعرالتي جاءت على هيئة صلاة في غاية الاصراروالمحبة وهنا ختم نصه قائلاً….( إلهي….أيها الجميل,المتعالي,المطلق,لماذا أبليت الالى والانام بهذا الديناصور الاحمق, إلهي… أرجوك لاتزد المشهد ظلاماً وسخاماً وخراب, إلهي أرجوك تدارك أرضك حتى لاتصبح مستوطنة للديناصورات والكلاب). هنا يمكن القول من ان الشاعر استطاع ان يوصل الفكرة الشعرية الحامية داخل نصه المشع, الاكثرإتساعاً من مامضى من نصوص في الوصف وحبكة الفكرة والتنافر في المعنى أيضاً حيث أدى كل ذلك إلى انقراض الديناصور في نص سعد جاسم.



#ستار_موزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في نثريات نجم عذوف


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار موزان - انقراض الديناصور الاخير في نص الشاعرسعد جاسم