أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يحيى الشيخ زامل - العيد في العراق ..... طقوس ودروس















المزيد.....

العيد في العراق ..... طقوس ودروس


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 05:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحتفل العراقيون بأعياد كثيرة ومتنوعة ، وإضافة إلى احتفالهم بأعيادهم الوطنية التي تخصهم فهم يحتفلون أيضا ويشاركون العالم الإسلامي والعربي بعيدي الأضحى والفطر المباركين ، ويسمونهما بالعيد الكبير والعيد الصغير، والعيد الكبير هو "عيد الأضحى المبارك" والعيد الصغير هو "عيد الفطر " .
ومثل كل الشعوب لهم طقوسهم الخاصة التي يتميزون بها بهذه المناسبة عن غيرها ورثوها عن أجدادهم وعن تعاليم الدين الإسلامي التي أكدت على تقوية العلاقات الأجتماعية والإنسانية في المجتمع المدني ، وبهذه المناسبة يتزاور العراقيون فيما بينهم ، الجيران أولا والأقرباء والأصدقاء ، وتكون هذه المناسبة فرصة لطيفة لإصلاح الود بين المتخاصمين ، سواء كانوا جيران او أقرباء او أصدقاء بمساعدة أهل الخير والوجهاء من الناس .
العيد هذه الأيام :
وتختلف استعدادات العراقيين لاستقبال عيد الفطر، بين ملتزم بالطقوس الاجتماعية والأسرية التي أعتاد على تأديتها ، وآخر يجد أن طعم العيد قد تغير عما كان عليه، وتواصل العوائل العراقية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لاستعداد لاستقبال عيد الفطر، ومع اليوم الأخير من شهر رمضان تقوم بإعداد الحلوى والمعجنات العراقية وشراء الملابس الجديدة إلى تنظيف المنازل ليستعدوا في اليوم الأول من العيد لاستقبال الزائرين من الأصدقاء ، من خلال بقائهم في البيت ،وفي اليوم الثاني بزيارة الأقرباء ،أما اليوم الثالث فيخصصوه لعائلاتهم حيث يذهبون لزيارة العتبات المقدسة للائمة والأولياء الصالحين او الذهاب إلى الحدائق العامة ومدينة الألعاب لترفيه الأطفال أو ربما العكس وكل حسب رغبته.
العيد في الماضي :
يؤكد الكثير من الناس ان استعدادات العراقيين كانت أكبر في السنين الماضية ،وان أكثر من نصف طقوس العيد قد ألغيت ولم تمارس ، وكل شخص حسب ظروفه المادية والمعنوية ، فيما حافظ البعض الأخر على هذه الطقوس لظروفه المعاشية الجيدة ، بينما هنالك من ألغيت عنده بالكامل ....... والى الآن يتذكر كبار السن في الأعوام الماضية كيف كان الناس في العيد ، أكثر تكاتفاً وتقارباً ، وهم يتحسرون على فقد الكثير من خصائصه وطبيعته ، ولم تبقى من هذه الطقوس تقريباً سوى عمل "الكليجة" وإعطاء "العيدية" للأطفال .
" كليجة " العيد :
ما يميز العيد العراقي هو " الكليجة " وهي حلوى من الدقيق والسمن والسكر محشوة بالمكسرات والتمر والسمسم في قوالب صغيرة ومتنوعة أعدت لهذا الغرض وبحجم الجوزة أو أكبر ، يجلس معظم أفراد العائلة لصنعها بمتعة كبيرة مع إطلاق النكات والتهاني بهذه المناسبة الجميلة ، وبعد إكمالها توضع في صفوف متراصة في صينية كبيرة ، تحملها النساء الى الفرن الذي في المحلة ، وبعد نضجها تقدم مع الشاي أو المشروبات الباردة تبعا للموسم اذا كان صيفا او شتاءا ، لإفراد العائلة ولزائريها وإضافة " للكليجة " يقدمون أيضا الحلويات و" الجكليت " والمثلجات للضيوف والزائرين .
عيدية العيد :
يقدم الكبار من أفراد العائلة وزائريها المبالغ النقدية البسيطة والهدايا للصغار،ويسمى هذا المبلغ أو الهدية بـ ( العيدية ) وتكون هذه العيديات مبلغ فرحهم وسرورهم ، ويتباهون في جمعها أمام الآخرين من أصدقائهم ، وليشتروا بها ما لذ وطاب من الحلوى والمأكولات وشراء الألعاب الأخرى ، وبعد ان يذهب الكبار لزيارة الجيران والأصدقاء يتخلف الكثير من الصغار بعد ان امتلأت جيوبهم بالنقود ، الى اللعب واللهو وخاصة ركوبهم " المراجيح " والدواليب والدرجات والحيوانات او العربات التي تجرها تلك الحيوانات ، مع الغناء والتصفيق والردات مثل ( هذا سايقنه الورد هسه يوصلنه ويرد ) و ( يا عيد يابو ماشه خذنه وياك للشاشه ) و ( ياعيد يابو نمنمه خذنه اوياك للسينمه ) ، إضافة لترديدهم للأغنيات المشهورة والشعبية المميزة .
طقوس خاصة :
تختلف بعض طقوس العيد في شمال العراق و جنوبه ، وفي البصرة مثلا يتميز أول أيام عيد الفطر بطقوس خاصة ، أبرزها تقديم وجبات الطعام المكونة من الرز واللحوم ،حيث تتفق العوائل في الأحياء الشعبية على التجمع صبيحة العيد وتتناول طعامها بشكل جماعي لإشاعة البهجة وتبادل التحية والتهاني،والتأكيد على رفض الاختلافات النابعة من الحسابات الدينية والسياسية.
وتظهر هذه الطقوس بشكل كبير في منطقة الزبير(35 كم) جنوب البصرة حيث اعتاد أهلها ،ومنذ قديم الزمان على أن يكون فطورهم صباح كل عيد على طعام مكون من الرز واللحم، ويكون الفطور جماعيا في شوارع الأحياء حيث يجتمع رجال المنطقة وشبابها ، ويكون الفطور بعد صلاة العيد مباشرة ، بقصد إشاعة البهجة وتأكيد الألفة والمحبة والاختلاط بين أهالي المنطقة .
ويطلق على هذا الطعام اسم (المُطبك) وهو تقليد ورثوه عن آبائهم وأجدادهم أعتادوا أن يكون الرز واللحم (المُطبك) هي فطورهم الصباحي بداية كل عيد سواء كان عيد الفطر، أم عيد الأضحى ، ويرجح البعض من كبار السن أن أصل هذا التقاليد جاء من الجزيرة العربية وأرض نجد والحجاز،لان من المعروف أن أهالي منطقة الدمام والرياض في المملكة السعودية العربية عندهم نفس هذه التقاليد ، وللقرب بينها وبين مدينة البصرة اخذتها منطقة الزبير كونها على احتكاك وتواصل مستمر مع المجتمعات في الخليج العربي وخصوصا الكويت والسعودية ، و إما تكون أصلها من الزبير وانتقلت إلى الخليج .
زيارة الأموات :
وهناك طقس مهم لا يفارق العيد دأب عليه أكثر العراقيين وهو الذهاب إلى المقابر لزيارة الموتى ورش القبور بالماء وإشعال الشموع والبخور وقراءة القران والأدعية المخصوصة بجانبها ، وهو طقس يمارسه العراقيون في العيد وبالتحديد في أول أيامه وخاصة في المناطق الشعبية حيث تتوافد أعداد هائلة إلى المقابر أول أيام العيد ، وهو تقليد توارثوه ليعبر عن حالة من الوفاء مع الراحلين ..... خصوصا مع كثرة الضحايا نتيجة للحروب والكوارث التي مرت بالعراق .
الرابح الوحيد في كل الاعياد
ويبقى الأطفال هم الرابحون الوحيدين في كل مناسبات العيد سواء كان قديما أو حديثا ، فهم لا يعرفون من العيد إلا شراء الملابس الجديدة وارتدائها ، ومن ثم الذهاب إلى مدينة الملاهي والألعاب في صبيحة يوم العيد ، بعد أن تمتليء جيوبهم من مبالغ العيديات، ولا يعودون إلى البيوت حتى يصرفون أخر دينار، وربما عادوا مشيا إلى بيوتهم لأنهم لم يبقوا حتى أجرة العودة إلى البيت ، لينتظروا يوم غد بفارق الصبر، ليلبسوا ملابسهم الجديدة ويأخذوا "عيديات " أخرى لقضاء يوم أخر .
أمنية أخيرة
وعلى الرغم من اختلاف اليوم الأول لبداية الأعياد الدينية ،إلا إن العراقيين يتمسكون بالفرح الجماعي ، والتقاليد التي تلم شملهم ،خصوصا وان الأعياد الدينية في العراق تحظى باهتمام الناس بشكل كبير، ويجري التركيز فيها على العلاقات الاجتماعية والقرابية ، وتقديم المأكولات والمشروبات والحلويات النادرة ، والمحافظة على الطقوس والاحتفالات الجماعية...... ومع حلول كل عيد تبقى أمنية الكبار بجانب أحلام الصغار ، هي تحقيق الأمن والاستقرار والعيش الرغيد من صروف الدهر وتقلباته لذلك يقول الواحد للأخر في كل عيد راجيا له السلامة...... ( كل عام وانتم بخير ) .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت صحفي ....أذن أنت في خطر
- كركوك إخطبوط نائم .... حذار أن توقضوه !!!
- ظاهرة المسلسلات التركية ....مسلسل نور أنموذجاً
- عزيزتي حواء.... هل أنت ِ حقا مسترجلة؟
- مدينة الصدر والحلول المستوردة
- لو كان النفط رجلاً لقتلته
- أنها مؤسسة الشهداء ياسيدي المسؤول
- لا زلت في ضلالك القديم !!
- مجهولي الهوية
- الكتاب الذي أسعد إبليس !!
- مقابر نصف جماعية
- كنا
- خسارات
- بيت الطين بين المسرح والتلفزيون
- أبله
- الإرهاب ..... والهجرة العكسية
- أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي
- ستة أصابع
- جدلية العلاقة بين الحكومة والمواطن
- التجربة الصينية والتجربة العراقية


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يحيى الشيخ زامل - العيد في العراق ..... طقوس ودروس