أحمد الخنبوبي
الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 04:59
المحور:
الادب والفن
بدأ الاخوة "موسير" ،المنحدرون من منطقة تفروات ،مسيرتهم الموسقية في مطلع الثمانينات من القرن الماضي . وقد اتبعوا في بداية مشوارهم، ما بات يعرف آنذاك بنمط " تزنزارنت "، أي ذلك النمط الموسيقي ،الذي أبدعته وتألقت فيه مجموعة "اٍزنزارن".
تفيد كلمة "لارياش" بالأمازيغية الأجنحة، وبالفعل طارت المجموعة في سماء الفن و الموسيقى لتنعش الساحة الموسيقية الأمازيغية بسوس طيلة عقد الثمانينات. إلا إن المجموعة أحدثت ثورة هادئة أولى، في نمطها الغنائي حيث حاولت توظيف بعض الكلمات الشعرية الخفيفة، إضافة إلى الإيقاع السريع في أغانيها ،ربما في مواكبة لذوق الجمهور السوسى، الذي أصبح ينجذب إلى هدا اللون منذ تلك الفترة، إلا أن التغيير الكبير الذي طرأ على المجموعة ،هو التحاق أفراد "لارياش" بالديار الفرنسية، والاستقرار بها. وحاولت المجموعة بفضل ذلك ،الاستفادة من الألحان ،ومن الإيقاعات الغربية ،ووظفتها بشكل جيد في الموسيقى الأمازيغية. كما كان لأفراد المجموعة احتكاكا بفناني منطقتي ا"لقبائل" الجزائرية الناطقة بالأمازيغية .وهو ما جعلهم يمزجون ،بين موسيقى هذا القطب، مع الموسيقى السوسية .
تضم مجموعة "لارياش" بالأساس ،الاخوة المنحدرون من عائلة موسير ،نور الدين ،محمد،مصطفى ،الذين فقدوا أخاهم جمال الذي رحل اٍلى دار البقاء،إلا أن اٍخوته لم ينسوه أبدا، حيث يعمدون دائما اٍلى و ضع صورته على اٍصدارتهم .و تجدر الإشارة إلى أن المجموعة كانت سباقة اٍلى تجربة الإنتاج الذاتي الموسيقي ،وذلك تهربا من اٍبتزازات بعض المنتجين الفنيين ،وقد بادرت عدة مجموعات موسيقية أخرى بسوس اٍلى نفس النهج.
وبه كانت مجموعة" لارياش" فعلا، أجنحة، حلقت بالموسيقى السوسية، إلى عوالم أخرى ،كما مثلت "لارياش" نموذج المجموعة التي تحاول دائما أن تجدد في نمطها، فقد مرت المجموعة من ثلاث أنماط موسيقية ،في ظرف لا يتجاوز عقدين من الزمن.ويذكر مسار المجموعة بمسار الأديب العالمي محمد خير الدين الذي شاءت الصدفة أن يكون اٍبن منطقة تافراوت موطن المجموعة ،حيث هاجر بدوره تفراوت نحو أكادير ،ثم لينطلق نحو فرنسا ، هذا و قد تحدث خير الدين عن المجموعات الموسيقية الأمازيغية العصرية حيث قال بأن أفرادها أصابوا حظا من التعليم،و حازوا معرفة واسعة بموسيقى الشعوب الأخرى فهم يثرون الايقاعات الشلحية القديمة ،على حد وصفه و يسبغون على الدوال التقليدية بعدا عالميا ثم أردف ،أن غنائهم ليس كله حنين الى ماض أبلاه الأسلاف،بل يتغنون كذلك ،ببناء مستقبل،لايزال أمرا متأرجحا ،يداخله الشك.أولئك شعراء النهضة الأمازيغية(51).
51. محمد خير الدين،استهلال رواية أغنشيش،ترجمة عبد الرحيم حزل،ص18،جذور للنشر،الطبعة الأولى،سنة 2007.
#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
