رباب العبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 04:58
المحور:
الادب والفن
** إهداء إلى الراحل محمود درويش...
أرحـــــــــل...
أرحل
ولكننا سنشتاق إليك
سنشتاق إلى أحمد العربي
إلى الثورة والعزة والمجد الحقيقي
كنت مجداً حقيقياً
وسوف تضل مجداً أبدي
يسطر دفاتر أولادنا
ويهتف بشعاراتك الثوريون
ومحرومون الخبز...
أرحل
سنقرأ قصائدك في الصباح
كميعاد فيروز
أنت أيضاً أصبحت في الصباح
تشاركنا صباحانا
نشربُ القهوة معناً
صباح مثير
صباح مدهش
يحمل رائحة عجيبة
رائحة قصائدك الذهبية
وكلماتك التي تهزُ عرش الكيان...
أرحل
رحيلك الأول
أصابنا بالهلع المؤقت
أصاب يومنا بنزيف
شنقت أرحامنا
لن تلد الأيام طفلً يشبهك
لن تلد الأيام رجلاً يشبهك
لن تلد إلا فساداً وعهراً
لن تلد إلا خونه
يبيعون النساء والوطن
يبيعون الخبز
بسعرً باهظ الثمن...
لن تلد إلا الجوع الكافر
والأطفال المشردون
والنساء الثواكل
والآباء المنهزمون
المصلوبون..
تقف فوق رؤوسهم الطيور
تنقر رؤوسهم
يضحك المهرجون
ويضحك الجنرال البائس
الخونة يضحكون !
تباً لهم
تباً للأرحام التي حملتهم
وللمياه التي كونتهم...
أرحل
فرحيلك علمنا الحزن والاشتياق
علمنا البكاء
علمنا أشياء كثيرة
علمنا كيف نرحل فوق جسرً مهدم الأساسات
كيف نطلق رصاص الكلمات من بعيد ومن قريب
كيف لا نقبل مصافحة الأيدي المتعفنة ...
رحيلك - يا محمودنا – أطلق أسراب حمام
حب , اشتياق , تأملات
أحقاد , إضغان , وتمرد لم يهدأ
لم تقفل أوراقه
إلا بعد رحيلك !...
***
بقلم : رباب العبدالله ...
24 أيلول - 2008 م ...
#رباب_العبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟