لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)
الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 05:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
كثيرا ما يفلت من لسان مسؤول كلام غير مسؤول وكثيرا ما يزيغ قلم محلل سياسي أو بالجملة مهتم بالشأن العام فيبني كلمات غير ذات معنى يتركب منها كلام غير مرغوب فيه. أخطاء الكلام كثيرة مادام اللسان خاليا من العظام كما يقول المثل المغربي و أخطاء القلم كثيرة إن لم يحافظ الكاتب على رشده ويكظم غيظه لكي لا يحرف الكلام عن مواضعه. و رغم الوقع القوي للكلمة في النفوس فإنها لا ترقى أحيانا إلى مستوى الجنحة إلا في الدولة التي تصادر الحريات العامة. و رغم ذلك فإن لكل مقام مقالا. لذا لا يجوز ارتكاب الخطأ المقصود أو غير المقصود في بعض المناسبات.
كلنا سمع خطأ الوزير النمساوي سابقا لما قال مفتتحا الجلسة الوزارية:( باسمكم نختتم هذه الجلسة). و كلنا لم يستحسن فلتة لسان وزير في إحدى الدول العربية لما خاطب البرلمانيين قائلا:( أيها البرلمانيون المحتمرون). فالوزير النمساوي لم يرغب في الاجتماع الذي يشكل مناسبة لانتقاده لذلك ود لو يختتم بسرعة و الوزير العربي كان يحتمر النواب عن غير قصد أو بالأحرى ينعتهم بالحمير في نفسه دون أن يبديها لهم . وقي جميع الأحوال فاللسان يزيغ لما تنعدم سلامة القصد. و يحدث في الجنوب الشرقي المغربي تعيين بعض المسؤولين ابتغاء تأديبهم مما ينتج عنه غياب النيات الحسنة لدى هؤلاء وفلتات لسان متكررة. ففي يوم الخميس 25 شتنبر الماضي عين مسؤول إقليمي لرئاسة وفد يشرف على تنصيب قائد ملحقة ايت يزدك وباشا مدينة الريش بشمال إقليم الرشيدية. و كما هو معتاد لدى بعض رجال السلطة إظهار الوفاق عملا بما يسمى المفهوم الجديد للسلطة و إضمار النفاق حفاظا على طبائع الاستبداد التي تتناسب والمفهوم القديم للسلطة. فمن بين مظاهر الوفاق الذي يظهره هؤلاء اعتبار أنفسهم خدام الشعب ومساعدي المواطنين أما مظاهر النفاق فمن الأحسن ألا نقول فيها كلمة واحدة. فالنفاق هو الذي جر على الكثير من هؤلاء الويلات كالتوقيف والعزل و الالتحاق بالإدارة المركزية و في أحسن الأحوال يؤتى بهم إلى أقاليم الجنوب كإقليم الرشيدية ابتغاء التأديب. و ما لا ينفع التأديب في شيء فيكون التوقيف والعزل حلا للتخلص من هذا المسؤول أو ذاك. و بعبارة أخرى فالتوقيف وارد يهدد كل مسؤول عينوه بإقليم الرشيدية ابتغاء التأديب. لذلك تراهم سكارى لا يميزون أحيانا بين كلمة التوفيق و التوقيف. ففي الكلمة الافتتاحية لحفل تنصيب باشا مدينة الريش وقائد ايت يزدك ذكر للتوفيق لكن المسؤول الإقليمي كاد يقرأها التوقيف قائلا: ( أتمنى له التوقي ي عفوا التوفيق). إن الذين حضروا الحفل يدركون جيدا أن هذا المسؤول يحمل في ذهنه التوقيف و يخشاه. و كل أبناء إقليم الرشيدية يعلمون أن التوفيق غير حاضر لدى كل من يقضي عقوبة التأديب بين ظهرانيهم و بالأمس القريب نشرت بعض الصحف الوطنية خبر تنقيل شرطية إلى الرشيدية لما ثبت في حقها خيانة الأمانة بإفشاء سر أمني . إن المسؤول الإقليمي الذي تمنى لزميله التوقيف عن غير قصد لم ينج مما يتمناه في السر. لقد كان قدر الجنوب الشرقي المغربي استقبال المنفيين و المهددين بالعزل والتوقيف. فكيف يتوفق هؤلاء في مساعدة المواطنين؟
#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)
Ait_-elfakih_Lahcen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟