أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني















المزيد.....

الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع السينما الإيرانية سيدرك و بدون كبير عناء مدى معاناة الشعب الإيراني من الفقر و الجهل و الحرمان رغم أن بلدهم هو واحد من أغنى بلدان العالم، و لعل ملالي قم و طهران يريدون الإبقاء على هذه الحالة لحكمة نحن غافلون عنها و هم و الله وحده يعلم ما هي الحكمة في الإبقاء على الطبقة الفقيرة!! ربما كي نبقى على معرفة بمعنى كلمة "فقير" و التي اشتقها العرب من "ألم الفقرات"، و في العراق الجديد يريد بعض المعجبين بالنظام الإيراني أن نقيم مآثر حية للفقراء تكون شاهدا حيا على معنى كلمة يكاد الغربيون ينسونها بفضل إنجازاتهم الفكرية و الثقافية و الاقتصادية و بالتالي فنحن "أفضل" من الغربيين لأننا نعرف ماذا تعني كلمة فقير بينما نسيها الغربيون الساكنون في المريخ.
لطالما أراد علي بن أبي طالب أن يقضي على الفقر و أن يخرج الفقراء من مرض اسمه الحاجة و الطبقية البغيضة و كلماته: لو كان الفقر رجلا لقتلته.. عجبت ممن يبيت جائعا و لا يخرج شاهرا سيفه.. عجبت ممن نام شبعانا و جاره جائع.."!! هذه الكلمات و غيرها تشير إلى أن أهم هدف لأي دولة هو القضاء على المعاناة و الطبقية مع ملاحظة أن لكل مجتمع فقراءه لكن الفقر يختلف من بيئة إلى أخرى، ففي الغرب قد يكون هناك فقراء – و هم بالتأكيد ليسوا كفقراءنا – لكن أفقر فقراء الناس في الغرب ليسوا بحاجة للتسول و الإستجداء و طلب العون، فالدولة تتكفل بكل أساسيات الحياة ضمن مجموعة ضمانات متكاملة تمثل نظام تكافل رائع، و إذا ما وجد متسولون فإن أمرهم يتضح من خلال حوار أجريته مع صديقي الأمريكي، ذات مرة حينما كنت أتحدث مع أحد أصدقائي الأمريكيين و حينما أتينا إلى موضوعة الفقر و الفقراء قال لي معترضا:
ــ نحن أيضا لدينا فقراء يستجدون.." فقلت له:
ــ أليس ذلك الفقير هو ذلك الشخص الذي بدد الإعانات الاجتماعية و الضمان على الخمر أو القمار أو شيء من هذا القبيل.."؟ فابتسم و قال:
ــ هذا صحيح.."
إن المسألة هنا تتعلق بنا كشعب عراقي، فإذا ما استمرينا في التصويت للأتقى و الأكثر ورعا أو للأكثر ترديدا للشعارات الوطنية دون النظر إلى حقيقة كونه مجرد تاجر منافق بهذه الشعارات أو أنه فعلا يطبقها على الأرض، فإن أعداد الفقراء ستستمر في التزايد و معاناة المواطن و آلامه ستزداد، حيث يملك فرد ملايين الدولارات بينما عائلة كاملة لا تملك أصغر راتب من الرواتب، معالجة هذه الطبقية القبيحة و التي أستطيع وصفها بالجريمة لا يمكن أن تتم بأساليب الوعظ و المحاضرات الدينية و ما إلى ذلك، بل عبر محاسبة المسؤولين و استمرار الشعب في تثقيف نفسه و تعلم أساليب التغيير الديمقراطي و كيف أن الشعب يستطيع عبر الانتخابات الإطاحة بأكبر الرؤوس و أكثرها شرها و نهما للسرقة.
لا قيمة للجوامع و الحسينيات و التكايا و المسابح و اللحى و صلاة الجماعة و الأرجل المتورمة من كثرة العبادة إذا كان هناك فقير واحد في البلد فكيف بالملايين من أبناء العراق الذين ينامون على بحر من الذهب "النفط"، إن آفة العراق الأولى هو فئتان من اللصوص، الأولى ترتزق باسم الإسلام و آل البيت و الصحابة و "الأمة الإسلامية المزعومة" و الأخرى ترتزق بالقومية و شعارات الغيرة و الشهامة و غيرها من عبارات عبادة الذات التي هي الشرك الحقيقي في أننا نعبد غرورنا بدلا من أن نعبد فعلا إله الإنسانية المحب الرؤوف الرحيم.
على المواطن أن يتثقف يخط ثقافي محدد و لا يحيد عن هذه الثقافة لأنها المعيار الوحيد للدولة الناجحة، فلست أهتم بصلاة المسؤول و طول لحيته أو إن كانوا ينادونه "يا حـــاج فلان" أو كم دمعة سالت من عينه حينما أتى الواعظ على ذكر الحسين و استشهاده فقد قال صادق آل محمد جعفر بن محمد: الكافر العادل خير من المسلم الظالم.."، المسؤول الحقيقي هو ذلك الذي يقف إلى جانب الفقراء و يصوت لصالح الضمانات الاجتماعية و الصحية و يكون مع تحويل جزء كبير من الميزانية إلى رواتب ثابتة لكل حامل جنسية عراقية، و الجريمة الكبرى التي نعانيها هو أن رجال الدين – سنة و شيعة – حولوا الدين إلى تبرير سخيف للألم و المعاناة و الطبقية، فما دمت فقيرا و مريضا و ما دمت تتألم فإن هذا يعني أن اللـــــــــــــه يحـــــبك، هذا بينما الحقيقة الدينية تقول أن أعظم الخير هو في إزالة آلام الناس و تغيير حياتهم نحو الأفضل و نحو حريتهم و كرامتهم.
و هذا الأمر يقودنا إلى بحث آخر، فكون الدين سلبيا في مجتمعاتنا هو ناشيء عن كون رجال الدين ينظرون إلى الدين على أنه أسطورة و خرافة غير قابلة للتصديق و من هنا يلجأ رجل الدين إلى الارتزاق عبر هذه الخرافة و الأسطورة بدلا من أن يكون هذا الدين حلا عقلانيا لمشاكل الإنسان، فهدف الدين من خلال مكافحته للفقر هو خلق الشجاعة و الثقة في قلب المؤمنين لمواجهة ظلم الدولة – بالوسائل السلمية – و ما أنجزه رجالات الكنائس الأمريكية و الأوروبية من تثقيف و تغيير جذري اجتماعي سلمي أكبر بعشرات المرات من كل إنجازات الثوريين الخمينيين و القوميين و منظري الأحزاب الدينية و القومية، و حري برجال الدين المسلمين أن يذهبوا لدراسة هذه التجارب الإنسانية بدلا من كل هذا الكم الهائل من مجلدات الوعظ و النصائح الريائية المخدرة.
نعود إلى بحثنا الأساسي فنقول أن الفقر هو أخطر من الإرهاب لأن الفقر يعني أن تتعاظم كل المشاكل الأخرى، و أذكر أن مرجعا من مراجع "الحوزة الناطقة"!! كان يقيم صلاة الجمعة أيام الطاغية صدام كان يحدث الناس عن "مثالب الحضارة الغربية و مشاكلها"!! بينما كان المصلون الذين يأتمّون به في الدرك الأسفل من المعاناة و الفقر و قبل كل شيء فقدان حريتهم، بالتالي نجد أن من الطبيعي جدا أن الفقير الذي يعرف الكثير عن "مشاكل الغرب" بينما هو يجهل لماذا يملك فلان قصورا بينما هو لا يملك سقفا طينيا فقير كهذا لا يمكن له أن يجد حلا لمشاكله لأنه يعيش خارج هذا الواقع في عالم من الأوهام، الأكيد أن رجال الدين بهذا العمل السلبي يثيرون ثقافة سلبية مقلوبة تزيد الطين بلة، بينما نجد الإمام السيستاني هو الوحيد الذي يطالب الشعب بمحاسبة السلطة و مواجهتها سلميا من أجل انتزاع الحقوق، فيا ليتهم كانوا سيستانيين و لكنني أشك أن يكون وعاظ الأحزاب الدينية و القومية يقلدون شخصا حريصا على العراق، ربما لأن مرجعهم له هموم وراء حدود العراق.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الدين و العلمانية في العراق
- الشعب و برلمان التعليق و العلاق!!
- العراقيون الشيعة – بين العار و العرعور
- دراما للتخدير و دراما للتحرير
- العراق... قائمٌ بذاته
- نحو.. عقل عراقي جديد
- العراق و برلمانه..-النازي-
- جيراننا إرهابيون و حكومتنا جبانة
- حول فكرة -الأب القائد-!!
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية..
- العراقيون اليهود.. المظلومون المنسيون
- مؤتمر الفيحاء.. و إقليم البصرة الإنساني
- المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!
- إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-
- لهذه الأسباب.. أكره البعث
- ثقافة رهن الارتزاق!!
- مبادئ لتنمية الديمقراطية العراقية
- الدعوة.. على مفترق الطريق


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني