محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 07:21
المحور:
الادب والفن
اختفاء
سيارة متوقفة على حافة الطريق ،ظلمة موحشة تزحف على المكان، بضعة ركاب ينزلون وغيرهم يصعدون ...، تعب يسير في الشوارع ، الظلام ينزل وينزل ثقيلا على المدينة يوشحها بفراغ هائل ..، الجميع يختفي، صفير حزين يخترق ليل الدروب والمنعطفات، ومئذنة وحيدة ( الله...أكبر ..الله. .... ) !
لحظات
بضعة رجال يخترقون صمت الجبال ،طائر ( القبج )* يبعث نشيدا عن العزلة والحزن والذكريات البعيدة ، ثلج يلف المكان ، الطيور تتكور على حواف السواقي ، ذلك هو المتبقي من زاد في قسوة الطبيعة الهائجة....ترك الرجال الغرباء أثار بارزة على ثلج يعانق القمم والممرات والدروب الملتوية ووحشة الأمكنة ..كل شيء يبدو على تصاف مع سماء زرقاء وشمس لاهثة ...بضع طلقات عكرت صفو المكان، دم أحمر قان يلوث نصاعة البياض، الضحية طير أم احد الرجال ..؟ وحده الثلج، الثلج، الثلج الأبيض من طبع تفاصيل الجريمة وأدخلها الزمن....!
* القبج – طائر جبلي
ستارة
ستارة شفافة حمراء تلون الغرفة المقابلة، مطر يهطل غزيرا، رياح هائجة تعصف بالمكان..مصباح الغرفة والشارع يعطيان بعدا مثيرا للشخص الذي يتحرك خلف الستارة...تيقنت انها فتاة ...ترى هل تفكر مثلي ...؟ صدفة أنقطع التيار الكهربائي واعتلت العتمة سكون المدينة الغارقة في ليل بارد وموحش إلا من صراخ الطبيعة الغاضب.....قيِلْ ان الحرب قد بدأت ... بدأت ...!
انتحار
على مسلات سدة الكوت الحجرية العملاقة كتب بخط ضعيف ولكن واضح التالي:-
( يا قارئ كتابي ابكي على شبابي ، اليوم كنت هنا وغدا تحت التراب )
حكاكه*
( مشروع انتحار ...)
تكرر النص وتكرر وجود ( حكاكه العابث ) على كورنيش المدينة ولكنه أدخل هذه العبارة المخيفة عن الحياة والموت والغموض الإنساني ضمن تفاصيل الحياة اليومية للناس والشط والذكريات وعبث الأقدار القادم ...!
* حكاكة احد شقاوات مدينة الكوت في السبعينيات
حالة تسمم
هدايا متكررة من محرمات النضال إلى المسئول الأول ،مرة قنينة ويسكي ( كرعها ) الرفيق الوسيط طمعا ، فأصابه العمى فارتاح من تجسسه البقية...!
هروب
فُتحت الجنازة فلم يعثر على الميت ...فقط بقايا روح دُفنت على عجل ...! ؟
سجن
- 24 -04 تم إعدام سمير...
- 16 -03 تم تسفير محمود....
- 12-05 وجد سعيد ميتا في فراشه ...
....
....
كل التواريخ تتكرر دون الإشارة إلى سنة الحدث...فكل سنوات السجن والعباد والبلاد متشابهة ...!
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟