الصمود الاستراتيجي في وجه الشر الاستراتيجي

محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 2421 - 2008 / 10 / 1 - 01:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

" محور الشر" "الدول المارقة" "الدول الراعية للارهاب" "الارهاب الاسلامي" "دول خارجة على القانون" "الشرعية الدولية" "مطاردة فلول القاعدة" " استئصال الارهاب" "نشر الديمقراطية" ... وآخر ما تفتقت عليه ذهنية اليانكي الامريكي مصطلح جديد لم يعرفه العالم من قبل ألا وهو مصطلح " الصبر الاستراتيجي" الذي اخترعه كروكر امس فقط ... مصطلحات مبهرجة وغريبة استمرأ لصوص امريكا من المحافظين الجدد على تسويقها الى الراي العام الامريكي والعالمي لتمرير سرقاتهم لجهود وعرق وخيرات الشعوب حيثما وجدت حتى ولو في الولايات المتحدة نفسها، ولقتل وتشريد من يرفض هذه المسوغات او يفضحها على الملأ قبل ان يحققوا بها مآربهم، أما بعد أن يحققوا أهدافهم فإن جرأة وبذاءة هذه العصابة تجعلهم يتسابقون ويفاخرون ومن على منابرهم الإعلامية على فضح حقيقتها وإخبار العالم بأنهم انما كانوا يكذبون للوصول الى أهدافهم..

بالأمس طالعنا المسؤول الامريكي الكبير الذي يدعى كروكر بهذا المصطلح " الصبر الاستراتيجي" داعيا الشعب الامريكي الى التحلي بهذا النوع الجديد من الصبر، فالصبر التقليدي وكما هو باد قد نفذ، ذلك أن ما تقترفه هذه الادارة وسابقاتها ضد الشعب الامريكي كل يوم من جرائم تهتز له الجبال، فباسم الصبر والمصالح الامريكية ذبح آلاف الشباب الامريكي في فييتنام وفي العراق وفي افغانستان ، ناهيك عن المئات الذين يقتلون هنا وهناك، وبعد كل هذه المذابح، هاهي الشرذمة الشريرة من اللصوص المحافظين الجدد المتحالفين مع شيطان المال ، ها هم يذبحون أبناء ضحاياهم من الأمريكيين وأراملهم على أعتاب المصارف وشركات الرهن العقاري التي سرقوها ويطالبون الفقراء والضحايا بدعمها لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي كي يتسنى لهم سرقته مرة أخرى..

الصبر الاستراتيجي وحسب مفهوم اللصوص الجدد أعداء الحرية وأعداء الانسانسة، هي أن تستمع وتنفذ ما يقولونه لك بصمت مطبق ودون مناقشة، أن تذهب الى الموت بصمت، بل بفرح!! أن تدفع عرقك وقوتك لذلك المنتفخ الكرش الذي يسرقك كل صباح بقرارات ومشاريع تتم فبركتها تحت سقف ذلك البيت الاسود، وكر الشر والارهاب الذي يهدد العالم بالفناء.. الصبر الارستراتيجي ايها الامريكي هو أن تقتل وتقتل وتقتل وتدمر وتحرق وتنهب و تبدد وتشرد وتنتهك وتحتل أي بلد واي شعب واي ثروات واي ارواح بريئة ولو كانت ارواح اطفال ؛ حتى يرضى عليك سيدك وعصابته القابعين في بيت الشر الاسود ويشبعوا نزواتهم الشريرة..

الصبر الاستراتيجي ايها العراقيون والافغان والفلسطينيون والباكستانيون والصوماليون والسودانيون وكل شعوب العالم التي يسيل لخيراتها لعاب ذلك الشيطان القابع في بيت الشر الاسود، هو أن تشرعوا بوابات بلدانكم وابواب مدنكم وبيوتكم لليانكي وتتقبلوا كل قباحات وانتهاكات وجرائم وسرقات ونزوات ونزعات إجرامية يبديها جنود وضباط ولصوص ومصاصي الدماء الذين يرسلهم لكم ذلك المجرم العالمي وحاشيته وعملاءه.. هو أن تصفقوا لهم تباركوا جرائمهم وتعلنوا للعالم أنها بلايا من الرب يجب علينا أن نصبر عليها، وانها جالبة للخير ومبشرة بالحرية..

الصبر الاستراتيجي هو أن تتخلوا نهائيا عن كل خياراتكم ومبادئكم وقيمكم وكرامتكم وحريتكم وخيرات أوطانكم ومستقبل اجيالكم واحلامكم وتضحيات اجدادكم واديانكم وانسانيتكم ، وتتحولوا الى كلاب تهز أذنابها فرحا كلما قابلها ظل من ظلال ذلك الشيطان ، وأن تتسابقوا وبوحشية لتنفيذ أوامره الشريرة في أي وقت وفي أي مكان وضد أي كان ولو ابناءكم واسركم..

تلك هي بعض الملامح التي تحضرني لمشهد الصابرين الاستراتيجيين الحامدين والشاكرين لأمريكا على ما تصبه عليهم كل يوم من شر وبلاء تعجز السموات والأراضي عن تحمله ، ويدعو كروكر الشعب الامريكي الى الصبر عليه لحقيق مشروعه الاجرامي في العراق وفي العالم، فنزوات الشر المتمكنة من هذه الشرذمة لا تعرف حدود ولا تقف عند أي نقطة،، وما يوقفها ويضع حد لها هو صبر الشعوب الاستراتيجي وصمودها في مقاومة هذا الشر المسمى امريكا واستئصاله من الارض نهائيا.

#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات