ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 07:22
المحور:
الادب والفن
أيعودُ لي ذاكَ الصبيُّ الذاهلِ النظراتِ
من منفى الزمانْ؟
منفى المكان انفضَّ عمَّن عاد ملهوفاً
وعمَّن سوفَ يأتي
بَعْدَ طمأنةِ المَعادْ.......
وسواهم الباقونَ في المنفى
ازردراءاً للبلادْ
أيعيدُ لي
إنْ عادِ لصٌّ أو نبيّ
ذاكَ الفراتَ القَفْرَ في صدرِ الصبيّ؟
طيرٌ غريبٌ آخرٌ
سيؤَكّدُ النسيانِ:
غِبنا ثُمَّ عُدنا
دونما حرّاسُ ليلٍ أو عتادْ....
مِنْ كانَ يحُرَقُ بالعنادْ
اهوَ الكَتومُ الألعبانْ
أم الغبيّ؟
أيعودُ لي
إنْ عُدتُ للنسيانِ نعناعاً قَديماً في السواقي...
جِلدُ أفعى ناعماً
يتماسُ والجِلْدَ الرقيقَِ
كما العناقِ؟
أيعودُ لي دمعي الذي اغتصبتْهُ فلسفةَ الرفاقِ؟
أنا لم أزلْ وحدي بحشدٍ من صدى
ابكي على نفسي..
وإذ يتجسَّسُ الغُفْلُ المرائينَ انفعالي,
يتقوَّلون عن انكشافي عارياً
تحتَ الندى!!
أيكونُ لي
وأنا الذي برأتْ يدي
من خَزْنةِ الطاغوتِ بُرْءاً مطلقا:
المَحْبَسُ ألبيتيَّ؟!
أما الغارفونَ نَزيزَهُ
يَصَّدرونَ المشهدَ الضوئيَّ كُثباناً لَتِبْنٍ
لا فضائلَ عندها قطعاً
متى ائتلقا...
عُودي إليَّ
مَشاهدَ الصبيانِ
لمّا كانت البُلدانُ امرأةً نُغازِلُها على عجلٍ
وقد نحظى بوعدٍ
ما تعدّى قُبلةً مخطوفةً.....
عُودي إليَّ
لقد رأيتُ اليومَ ما قد شقَّني
أو شاقَني
أرقا !!!....
الِكُلِّ هذا
كانَ موتُ الميِّتينْ ؟
ها نَحنُ أقرانٌ لهم
أحياءَ
نُكْملُ دورةَ الموتِ الأليفةِ
والجريمةُ في الخفاءِ
تُديمُ لهجتها العنيفةَ
والمساءُ هو المساءُ
كما الصباحُ هو الصباح !!
نؤوبُ عشيَّةً صوبَ البيوتِ
ولا يؤوبُ لايَّما جهةٍ قتيلْ !!....
الأجلِ هذا كلّهُ ماتوا
لِنُكْملَ قانِطينَ
شعائرَ الصبرِ الجميلْ ؟
أيعودُ لي
مِن غُربةِ القبر الجَهولِ
حَفيفَ أحبابي ؟
أيعودُ لي احَدٌ أحبُّ
والتقيهِ
بدونِ أنْ يغضا غُرابي؟!
يا أيها الناجي القتيلْ...
حَمَّلْتني ما لم أطقْ نَزَقا !!
عَوِّذْ بمنْ سَبَقا
- اسمي- ومنْ لَحِقا ...
واخْتُمْ على بابي ...
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟