|
اقتلوهم انهم يحلمون
حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 00:54
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
لقد سيدتكم أسلحتكم القذرة وأصبحتم وحدكم من يتحكم بالبلاد والعباد ولم يبق لنا إلا انتظار المصير المحتوم بقراركم انتم ،تعجلون بمن تشاءون إلي نهاية الحلم ضمن سلم أولوياتكم في تحديد (الرؤوس التي أينعت وحان قطافها ) ،أنها لعبتكم والزمان زمانكم فافعلوا ما شئتم أيها الطواغيت الصغار ....إنكم أتفه من أن نوجه اليكم الدعوة لقراءة التاريخ ومعرفة ما آل إليه مصير أمثالكم ممن سبقوكم علي طريق امتهان الإنسان ،لأنكم لا تجيدون القراءة ولا الاستذكار والاستعبار ،انتم حيوانات شرسة استطعمت لحوم البشر وفتحت شهيتها للدم وما زالت تعب من شرايين أساتذة الجامعات والأطباء والقضاة وأهل الصحافة ورواد الثقافة ... فاقتلوا هذه الحمائم وتجنبوا صقور الاحتلال لأنهم يعرفون كيف يسحقون رقابكم بأحذيتهم الثقيلة ويمرغون أنوفكم في وحل الشوارع التي حالت إرادتكم الشريرة بين عمال التنظيف وإمكانية تنظيفها ....اقتلوا ولكن لا تدعون إنكم أبطال ،فانتم اجبن حتي من الجبناء ،تفرون ذعرا كالعصافير أمام هيلكوبترات أمريكا ومدرعاتها وجنودها ،لكنكم اسود كواسر أمام كامل شياع ومن قبله قاسم عبد الأمير عجام وسواهم من العزل الذين لا تحيط بهم الحمايات ولا يسيرون في الشوارع بارتال مسلحة ،لأنهم بسهولة تسلحوا بسلاح المعرفة وتمنطقوا بنطاق النضال الوطني وهما اللذان سيدخلانهما وأمثالهما في قلوب الناس بعد أن دخلوا اللحود. أنهم لا يؤمنون بما انتم به مؤمنون ولا يحترمون أسلحتكم برغم قدرتها علي اختراق أدمغتهم المملوءة بالمعارف من علوم وآداب وقلوبهم المكتنزة بحب الوطن والناس ولا تثير فيهم الرعب قسمات وجوهكم الكالحة وما يخفيها من أقنعة لأنهم شعروا بطمأنينة صوفية إلي ما انصرفت اليه مشاعرهم الطاهرة ووجدانهم النقي .... اقتلوهم لأنهم عنكم يختلفون ،فقد اجتمعوا حول قواسم لا تعرفونها واعتنقوا سياسة معالجة الواقع وليس الإقرار به والتسليم للمنطق المفلوج - منطق الأنانية والقتل الجماعي وثقافة سرقة المال العام -إن استطعتم أن تمحوهم من وجه الأرض فافعلوا ،لأنهم لا يطيقون التعايش معكم والإقرار برغباتكم المهووسة ،فسوف يحاربونها بأقلامهم علي صفحات صحفهم ووسائل إعلامهم ويستمرون بإلقاء المحاضرات علي مسامع طلبتهم ضد أحزمتكم الناسفة ومفخخاتكم الرعناء وسيكتبون علي جدران كلياتهم الدعايات المضادة لأفعالكم والبوسترات والصور المناوئة لكم وان تمكنوا منكم ،فسوف يضعونكم في أقفاص الاتهام ليحاكموكم ويسمون (واجباتكم الشرعية )التي تؤدون ،جرائم يحاسب عليها القانون ،وسيستخدمون مباضعهم في المستشفيات لمعالجة جرحي عملياتكم الهستيرية ويعيدوهم الي الحياة من جديد ،وبذلك ينقصون من عدد ضحاياكم وانتم الذين تمتلئون زهوا وفخارا مع كل زيادة في أعداد هذه الضحايا ...الم اقل لكم أنهم يختلفون عنكم في كل شيء...فلماذا لاتبذلون قصاري جهودكم لإزالتهم عن طريقكم ..؟ أنهم يسفهون أحلامكم ويسقطون أصنامكم ويفككون أفكاركم وينشرون آراءهم بذلك جهارا برغم بطشكم . لا توفروا مثل هذه النماذج التي تعلقت بالحياة والفضيلة لأنكم تعرفون ما هو دور إرادة الحياة في إحباط إرادة الموت الذي تصدرون وما هو اثر الفضيلة في قمع الرذائل التي تنشرون ...فاقتلوهم ...أنهم يشعرون بان هذا الوطن الذي تريدون العبث به ،أمانة في رقابهم لا تأخذهم في الدفاع عنه لومة لائم ،أنهم يتبنون مطالب الناس ويعلمون من يريد التعلم ويقاتلون الأوبئة والإمراض ويعلقون خلف ظهورهم صورة ميزان الحق بينما يرتدون أروابهم الرسمية ويبدأون معكم بالسؤال :لماذا قتلت ولماذا سرقت ولماذا أحرقت ....الخ ،أنهم يريدون إزالة كل خطا عن وجه الأرض ،يقمعون بداوتكم بتحضرهم وينشرون وعيهم في أوساط الشعب بديلا لتخلفكم ويتمترسون في خنادق تقابل خنادقكم ،انتم بأقنعتكم السود ولثامكم واعتدتكم وبنادقكم وكل أدوات القتل والخراب ، وهم بصدرياتهم البيض ولوائحهم القانونية وصحفهم وأقلامهم وطباشيرهم ، انتم تستندون الي من يقف وراء الحدود يوفر لكم ما تحتاجون من أموال وأسلحة واعتدة ، وهم دونما سند إلا من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة ...هي أذا ،معركة غير متكافئة سينتصرون هم في نهايتها فما عليكم الآن إلا أن تنزلوا بهم اكبر عدد من الخسائر عملا بنصيحة سيدكم آخر طغاة العصر (اخو هدلة ) الذي قال سوف اسلم العراق ترابا خاليا من كل أسباب الحياة ...أليسوا هم رموز الحياة العصرية ؟ إذا، فليس أمامكم إلا القضاء عليهم لكي تنفذوا الوصية ،وهنا لا بد لي أن اعترف بانكم كنتم بقتلهم أدق في التشخيص من أسيادكم الأوائل ،فقد عرفتم إن العراق لن يكون ترابا خاليا وفيه كل هذه العقول من العلماء والأساتذة والقضاة والأدباء والفنانين والأطباء والصحفيين ،فبرغم ما فعله تجار الحواسم من إفراغه من بناه التحتية وبرغم ما قام به أبطال الفرهود وسراق النفط والمال العام من إضعاف اقتصاده وحرمان شعبه حتي أصبح نصف كيلو غرام من العدس مكرمة يعلنها الوزير ولا ينفذها المدير ، وتحولت الكهرباء الي مشكلة المشاكل التي ضاعت حلولها وغدت الكوليرا موضوع مهاترات وتجاذبات وادعاء وتكذيب ،وهذا كله سيوفر لكم الغطاء ويضاعف فينا العناء ...لكننا سننتصر برغم أنوفكم أيها الأوغاد . حميد حران السعيدي
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقتلوهم أنهم يحلمون
-
العراق زراعيا
-
جلد الشعب
-
نضوب الذاكرة
-
أريد...
-
مانريده من الديمقراطيه
-
احمد الله انه حلم
-
عبر الماضي وافاق المستقبل
-
النفط وأيدي العابثين
-
عبر الماضي وأفاق المستقبل
-
الحصة والخصخصة والمحاصصة
-
فوبيا المصالحة
-
ظلم الطغاة...وأنوار الشهداء
-
الأشجار وحياتنا
-
كلمه بمناسبة العيد الرابع والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العر
...
-
الانتخابات والمأزقه والتوريط والتكتيكات الميكافليه
-
العراق,صومعه المثقف وانفتاح الواقع
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|