|
في اربعينية المفكّر المعروف كامل شياع
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:29
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
اربعون يوماً مضت على اغتيال المفكّر و مستشار الثقافة، المثقف اليساري العراقي المعروف كامل شياع، الأغتيال الذي تسبب بردود افعال شعبية عراقية لا تنفك عن التزايد . . لأنه اضافة الى كونه فعل ارهابي مشين في التعامل مع الرأي الآخر، فإنه جرى بحق شخصية عراقية واضحة المواقف بفعلها و تفاعلها مع حال و مصير البلاد و عملها النشيط بتوظيف خبرتها ومعارفها من اجل غد افضل لها . . وفي المواقع الأمامية للعطاء . اربعون يوماً مضت على غياب المفكر العراقي المجدد . . الذي تسبب بخسارة كبيرة لأهل المعرفة و الثقافة و بخسارة للبلاد . . بضربة لم تكن من ضربات القدر، وانما يتأكّد يوما بعد آخر ان الإغتيال جرى ضمن تخطيط اكبر . . تسبب باستنكار رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و بمسيرة تشييع رسمي و شعبي شارك فيها عدد كبير من وجوه البلاد السياسية و الثقافية والعلمية . . اربعون يوما مضت ولم يُعلن حتى الآن، لا عن مسار التحقيق و لا عن كونه يجرى ام لا ولا عماذا توصّل . . الذي يشير ضمن ما يشير . . الى كونه مؤشراً لمدى قساوة مسيرة الصراع العنيف بين : الجهل والتخلف والظلامية من جهة، والثقافة العراقية التقدمية والحداثة المدافعة عن الشخصية العراقية المستقلة و مُثُلها الأنسانية النبيلة، وسبل تقويمها والنهوض بها و تخليصها من التشويهات ومن مضار تأثيرات العنف، على اسس تواكب التقدم ومن اجل الأستقلال والسيادة الوطنية ومن اجل الخلاص و الوقاية من انواع الإحتلالات . . و مؤشراً الى استمرار الصراع الذي لايهدأ بين انسان البلاد و حقوقه وكينونته و رقيّه وتفتحه على العالم و آفاقه من جهة . . وبين الظلامية والهمجية وسياسات الإحتلال والقمع المتنوع المتعدد الأطراف و الوجهات من جهة اخرى، ويكشف عن مآسي تزايد تباعد المثقف عن السلطة و صراعه مع ادواتها . . وفي ظرف يعبّر الكثيرون فيه عن قلقهم من اشتداد الضغوط على الثقافة الديمقراطية و التقدمية بعد تهدئة ملف الطائفية و لو مؤقتاً . . وعن قلقهم من ان مسلسل الإغتيالات الفردية سيلعب دوراً واضحاً في ذلك المنعطف الذي تعيشه البلاد و هي تواجه مرحلة جديدة في قضايا : المعاهدة، النفط، الأحتلال المركّب . . مرحلة تلعب فيها المعرفة العلمية والفكر التقدمي والحداثة دوراً اساسياً لايمكن تجاهله و القفز عليه . . جاء فيها ذلك الأغتيال كانذار وتوعّد من جهات حاكمة متنفذه و من ميليشيات طائفية ظلامية و ادوات ذهبت بعيداً ـ رغم صراعاتها بينها ـ في محاربة و في محاولات اسكات المثقفين و المفكرين ووجوه البلاد الثقافية والأدبية والعلمية و السياسية . . جهات تسعى لتنفيذ سياسة اصرّت وتصرّ عليها، و واجهت و تواجه رفضاً مواجهاً شكّلت ردود الفعل الكبيرة ازاء الأغتيال سواءً في الداخل او في الشتات، دلالة ساطعة من دلالاته . . رفضاً ينادي بوقف العنف والإرهاب المنفلت بلا رادع ـ ان لم يكن بتوجيه من اقطاب متنوعة ـ مستهدفا القتل و التشريد والتضييع و التحطيم، و بانواع الحجج والإدعاءات . . للصحفيين والكتّاب، اساتذة الجامعات، المحامين، الأطباء وغيرهم وغيرهم الآلاف من الطلبة و الطالبات الذين يواجهون حياة قاسية اليوم ، اضافة الى استهدافه اصحاب انواع الكفاءات و الأختصاصات . . التي شكّلت وتشكّل فكر و علوم و اداب و طموحات و تطلّعات البلاد بكل اطيافها القومية والدينية والمذهبية . . و التي تدلّ على حجم التآمر المتنوع المصادر و الوجهات الذي يستهدف طاقات البلاد و ثرواتها البشرية و الثقافية و العلمية . . و كونه ووفق منظور مخططات كبرى له، يسهّل لها الطريق لإمرار مخطط " حافة الهاوية " القلق المنشغل بادامة جراحات موروثة و وبالتسبب باخرى مستجدة و تتجدد دوماً، في مواصلة لإستهداف ومحاولة اسكات وتكميم عقول و افواه المبدعين العراقيين رجالا ونساءا . . كاستمرار محموم لمخطط استهدف الثقافة العراقية منذ عقود، باستهداف و قمع حَمَلة و دعاة الفكر التقدمي العلمي الحرّ، من شيوعيين و ديمقراطيين ويساريين متنوعين و قوميين تقدميين و اسلاميين متنورين و الكثير غيرهم ممن احبوا العراق واستعدوا ويستعدون لخدمته . . و تسبب بسقوط العشرات والمئات من الشهداء وهم يدافعون عن الكلمة الحرّة وعن حقوق البلاد وابنائها . . فخسرت البلاد طلائع من ابنائها المخلصين و خسرت طاقاتهم و ابداعاتهم و تعريفهم و ارشادهم علناً لماهية حقوق البلاد في الظرف الملموس . . المخطط الذي يستمر اليوم مستهدفاً كل من يتحدى الظلامية و الدجل و الجهل، بالكلمة والإبداع الثقافي و المعرفي وبالإشارة الى الحقيقة . . تغذيه كل القوى التي يغيضها عراق واعي متحرر ذو سيادة . . يعيش فيه ابناؤه رجالاً و نساءاً ومن كلّ الأطياف . . حياة انسانية كحياة باقي شعوب الأرض .
المجد للشهيد كامل شياع شهيد الثقافة العراقية ! والعار لقتلته المجرمين ولمن يتستر عليهم !
ايلول / 2008 ، مهند البراك
(*) القاها نيابة الوجه المعروف ابو فادي في المهرجان التأبيني الذي اقيم بمناسبة اربعينية الشهيد في استراليا ، في 21 ايلول الجاري .
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجد للمفكر الشجاع كامل شياع !
-
هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في العراق والمنطقة ؟
...
-
هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 2
-
هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 1
-
14 تموز . . الثورة التي انحازت للفقراء !
-
الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 2 من 2
-
الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 1 من 2
-
المعاهدة والتغييرات القانونية العاصفة !
-
احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 2 من 2
-
احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 1 من 2
-
لا لتكبيل العراق بنفقات القوات الأميركية !
-
في 31 آذار !
-
هل هي حرب ( شيعية ) ام نفطية ام ماذا ؟
-
شعبنا والأحتكارات النفطية والأسعار !
-
المرأة . . تلك الكلمة الطيّبة ! 2 من 2
-
المرأة . . تلك الكلمة الطيّبة ! 1 من 2
-
احمدي نجاد والأجتياح التركي والأشقاء العرب !
-
وداعاً ابو علي !
-
الديمقراطية السياسية والمحاصصة الطائفية ! 2 من 2
-
الديمقراطية السياسية والمحاصصة الطائفية ! 1 من 2
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|