أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟















المزيد.....

ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مخاض عسير و خلافات و اختلافات كثيرة في الرؤى و المواقف و الاراء، اقر مجلس النواب العراقي قانون انتخابات مجالس المحافظات ، شاهدنا ما شابت النقاشات من السجالات و التلاسنات الحادة و حتى عند بيان بعض المواقف و اعلان التوجهات المتشنجة و التحركات الكبيرة و خروج الكتل المتصارعة من قاعة البرلمان العراقي لاغراض عدة توضحت العديد من المسائل المخفية و النوايا و مستوى العلاقات بين الكتل و ثقة الفئات المكونة للشعب العراقي بعضها ببعض من جهة ، و مدى ايمان البعض بالتعايش السلمي و قبول الراي و المواقف و الافكار الاخرى ، و كيف يمكن ان يعتلي الحق من جهة اخرى! الجدير بالذكر ان كل يوم مر على هذه النقاشات و اعلان المواقف و ما نُشرت في الصحافة و الاعلام من التصريحات و الكتابات استوضح للجميع امور جديدة و نوايا و العقليات السياسية للاطراف و كيف يفكر اي طرف و باي شكل يريد تطبيق ما يجول و يصول في الاروقة الخلفية و مؤثرات اللاعبين و خططهم من وراء الستار، الى غير ذلك من ما تفرضه المصالح السياسية البحتة لكل جهة او حزب او تيار فيما يخص كل بند من بنود هذا القانون ، و تكشفت المناورات العديدة السرية و العلنية في مجرى سير المناقشات و المستجدات على الساحة السياسية في هذه المدة القصيرة من حرارة العمل البرلماني العراقي، و توضح لجميع المتتبعين مدى بدائية و انتهازية و انانية المواقف و ربما لحداثة هذا النوع الالية في سير العملية السياسية السلمية كما يجري منذ امد في لبنان . الامر الاخر في هذا الامر ان هذه الفترة القصيرة استكشفت العديد من الامور السرية و كيف تفكر الجهات ، و منها ما هو المستندات التي تعتمد عليها الاطراف في علاقاتها الثنائية و ما موجود بين التكتلات و مدى الفروقات الواضحة بين اطراف الكتلة او الائتلاف الواحد ، و ما يعلن و ما موجود في السر و هو الحقيقة و ما المظاهر العلنية الا لتغطية سياسات اخرى، و اختلطت المواقف و الاراء بشكل كبير ، بحيث شهد الوضع الراهن من ابتعاد اقرب المقربين من بعضهم في ارائهم حول ما جرى و ما هو موقفهم منه في يومه ، في حين اقترب ابعد المبتعدين من بعضهم في مواقفهم حول ما يهم مصالحهم المشتركة على الرغم من اختلافاتهم المبدئية، و هذا ما يستعجب و يستغرب منه حتى السياسيين و اصحاب الشان انفسهم، و ان كنا صريحين يمكن ان نقول فيما جرى توضح مستوى العشوائية لاكثرية القوى في سياساتهم و انعدام الثوابت المشتركة فيما بينهم ، و هذا يعكس ما هو عليه العراق اليوم، و كل تلك المواقف المتناقضة و الاراء التي اعتمدت على الكيل بالمكيالين و المعايير المزدوجة في هذه العملية تؤكد لنا عدم وجود الاطر و الخطوط الوطنية المشتركة العامة لكافة المكونات العراقية، و كل ما بدر منهم كان مستندا على اعتقادات و افكار فئاتهم و احزابهم و معتقداتهم و مصالحهم الذاتية و نظرتهم غير المدروسة علميا الى مستقبل العراق و ما يؤول اليه الوضع في المستقبل القريب.
من تابع سير جلسات مجلس النواب و اراء النواب و مناقشات اللجان المنبثقة منه و ما توصلت اليه هذه اللجان و قارنه بما اعلنوها من ما يدور على الساحة و ما هو فحوى مواقفهم اليومية المتغيرة باستمرار تجاه المستجدات و ما كانوا ينظرون اليه ، و نظرتهم الى الاخر و افكاره و مواقفه، يتبين لديه مستوى ايمان ممثل الشعب بمباديء الديموقراطية و الحوار وقبول الاخر على ما يفكر و يريد و يؤمن و الذي كان لا يخرج من اطار مصالحه و عقيدته و فكره الذاتي الضيق ، و يظهر جليا اين العراقيين من الديموقراطية الحقيقية و مقدار ايمانهم بها ، و هذا ما يرعب النخبة المثقفة المؤمنة بالمباديء العلمانية .
ان قارننا ما هو عليه الوضع العام في العراق الان مع ما كان عليه قبل الانتخابات السابقة من حيث العلاقات بين الاحزاب والتكتلات والتيارات و التغيرات الحاصلة و المؤثرة عليها نتاكد بان هناك تغيرات جذرية كبيرة اخرى ستحصل في هذه المدة بعد اقرار قانون الانتخابات و بعد اجراء العملية الانتخابية ايضا من جميع النواحي. ان الغريب في الامر هو ان التغييرات تحصل في الاستراتيجية العشوائية التي يعمل عليها بعض من هذه التكتلات من دون علمهم او هم متقصدين فيها و نشاهد تراجعا في العمل على الاساليب التي تعودوا العمل عليها و التي تخص الثوابت على حد ذاتها ، و من الممكن ان تفيد الدولة بشكل عام كتحصيل حاصل لما تفرضه الظروف على هذه الجهات من تغيير مواقفهم انسجاما مع المستجدات و الواقع الجديد ، غير ان هذه التغييرات تحصل تحت تاثير التداعيات و الافرازات السياسية نتيجة استمرارية العملية السياسية ، و من الممكن ان لا تستقر على حالة معينة لحين تهدئة الامور العالقة و ننتقل الى مرحلة سياسية عامة اخرى.
و في هذه الفترة ستظهر الى السطح مواقف حول القضايا العديدة بشكل واضح و تتكاثر المزايدات و التقلبات للاراء و تُستغل ابسط الامور للدعايات الانتخابية، و يستعين البعض بالجهات الداخلية و الخارجية التي لديها الخبرة في هذا الشان ، و تثقل كاهل المواطن بكثير من الاعمال الثانوية من جهة ، و من جهة اخرى يمكن للمواطن العاقل بشكل شخصيان يستفيد من ما يدور على الساحة .
ستظهر تحالفات و ائتلافات مؤقتة لحين اجراء الانتخابات و تكون في هذه المرحلة مختلفة عن سابقاتها ، ربما تخف التحالفات الفئوية الطائفية او العرقية شيئا ما و ربما تتحالف الجهات التي كانت بعيدة عن بعضها حتى الامس القريب ، و تزداد التحالفات المصلحية الحزبية و ربما تقترب اصحاب الايديولوجيات البعيدة من بعضها ،و العكس صحيح ايضا و حسب ما تمليه الظروف الذاتية عليهم.
من المفروض ان تكون العملية السياسية للعراق الجديد مبنية على مجموعة من الاهداف العامة لما يفرضه الوضع العالمي الجديد من حيث ضمان حقوق الانسان و العمل على تحقيق شيء من العدالة الاجتماعية و تامين المستلزمات الضرورية لحياة الشعوب، و اعتماد السبل التقدمية و السلام و الامان في سير العملية السياسية ، و العمل على رفع مستوى الثقافي و العلمي للمجتمع، و هذه كلها تتم بعيدا عن التزمت و التشبث بالافكار و العقليات التي لا تتلائم مع المستجدات، ويمكن ان يتحقق بعيدا عن التدخلات الدول و القوى الخارجية. الا انه بعد التمحص في الواقع السياسي الثقافي الاجتماعي للشعب ، لا يمكننا ان نتفائل كثيرا فيما تؤول اليه الحال و ما نحصل على النتائج في الحال هذه ان استمرينا على هذا النهج المتبع، و المهم ان نتذكر و نذكر هنا ان النتائج الانتخابية لا تكون على هوى جميع القوى و باية طريقة كانت و ربما ستحصل المفاجئات ، و لكن القوى الخارجية و الداخلية المسيطرة تعمل ما بوسعها من اجل ضمان مصالحها ، و لكل طرف ارائه و اجندته و يعمل وفق ما يفرضه فكره و ايديولوجيته و مصالحه، و من غير الواقعي ان نعلن العكس و نقول حسب تقييمنا في الوقت الحاضر ما يهدف اليه اي طرف ، بل نتاكد من انه لا يمكن لاي طرف ان يضحي من اجل المصالح العليا التي يعلون انهم يعملون من اجل الحفاظ عليها في العلن، و من الواضح ان تكون للصراعات الدولية الجارية الان على ارض الواقع و تاثيراتها المباشرة على العملية السياسية في العراق دور هام فيما يمكن ان تكون عليه الخارطة السياسية و ظهور بوادر الصراع الدولي المتعدد الاقطاب و تداعياتها. اما الظروف الموضوعية و الذاتية لما هو عليه العراق بشكل عام يستوضح لنا كيف تسير الامور بعد مدة معينة، و بالاخص نحن نعرف ماهو العراق عليه من المستوى الثقافي العام للشعب و العادات و التقاليد و المعتقدات التي يمكن ان تُستغل والتاريخ الذي له كلمته العليا و هو المؤثر على العملية السياسية بشكل خاص. و كل ما يمكن ان نعلنه هنا هو استمرار عدم الاستقرار الموسوم و بقاء الاوضاع هشة من كافة النواحي و بقاء العوامل العقيدية الفكرية هي المؤثرة الاولى على عقلية المواطنو لفترة غير قليلة ، و على اثره تكون حال الشعب كما هو عليها او ربما تسير نحو تغيير طفيف من حيث الامان و الوضع الاقتصادي فيما بعد المرحلة الانتخابية المقبلة. و من هذا التحليل نتاكد من ان العراق و شعبه بحاجة الى العمل على تطور و رفع المستوى الثقافي و العلمي بشكل طبيعي الى جانب التطور في العملية السياسية و في مقدمة هذا العمل تصفية النيات و تطوير الذات و الايمان العميق بالتصالح و التعايش السلمي و الحوار و قبول الاخر و اخذ الدروس من تفاعلات العملية السياسية بعيدا عن التعصب العرقي الطائفي معتمدين على المباديء الانسانية و احترام القانون و هو الذي يبعدنا عن كل الخلافات و عن اية انانية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (7 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية( 6 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (5 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (4 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (3 ...
- كادحوكوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى القوى اليسار ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (1 ...
- متى يستقر الفكر التسامحي في عقليتنا
- هل استفادت امريكا من افتعال ازمة القوقاز؟
- هل تسليح الجيش العراقي يعيد السلام و الامان الى الشعب؟
- دور القادة في مهزلة السياسة العراقية
- افتعال ازمة خانقين امتداد لازمة كركوك بوسيلة اخرى
- الاستناد على الاخلاق و المباديء في السياسة و التحزب
- كفاكم الحكم من طرف واحد و تفهموا الحقيقة
- كيف يُنظر الى المطلقة في الشرق الاوسط
- حول ماجرى في القوقاز،اسبابه و نتائجه
- دور التيارات اليسارية في المجتمع الدولي و مواقفها تجاه المست ...
- لماذا التمييز بين البشر على اي اساس كان؟
- طبيعة الانسان و تفكيره و اهتماماته من نتاج الواقع بشكل عام
- نعم لاجتثاث البعث و لكن كيف؟!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟