أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محسن صابط الجيلاوي - في يوم الشهيد الشيوعي …وجهة نظر أخرى للحفاظ على الحياة















المزيد.....

في يوم الشهيد الشيوعي …وجهة نظر أخرى للحفاظ على الحياة


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 745 - 2004 / 2 / 15 - 07:42
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أن تكون شهيدا يعني انك كمن يزرع للحياة ولادة جديدة، شجرة جديدة، مستوى جديد من الأمل.. ليس سهلا أن يقودك فكر أو قضية إلى مستوى رفيع من العطاء المدهش، ذلك وحده دليل على ان الإنسان قادر على المأثرة دوما وبشكلها العالي والمتناهي بحدود من الصعب تصورها في البذلوالعطاء وتقدم الصفوف... شئ ما يوحد الحسين(ع) ولولمبا وجيفارا وفهد وأبو محمد وأبو سحر وأبو كريم وأبو تغريد ومهدي برهان… هو التضحية بالجسد مقابل الحياة، في غرس ذلك في الذاكرة والمخيلة المحتشدة بجموع من التاريخ والبشر والأوطان...كلهم قدموا تلك الحياة مقابل سعادة الآخرين، مقابل الحق والتقرب الشديد حد الالتصاق مابين الفكر والسلوك...والشهادة أيضا تخضع لتعريفات مختلفة طالما البشر مختلف الرؤيا والمشارب والتوجهات..وهناك بقدر ما للشهادة من رمزية في الوجدان فانها تقدم أيضا مستويات من البطولة فالحسين عليه السلام سجل هذا الوعي الكبير في مغزى الشهادة لأنه خاض حتى الرمق الأخير معركة كان يعرف ان لا تكافؤ فيها اطلاقا.. لكن جدلية الحق في ضمير الحسين شهيدا هي التي أعطته هذا الخلود ليس فقط في ضمير مريديه وأتباعه بل في ضمير العالم الحر كرمز للعطاء والشجاعة والأمانة على الذود الباسل حد الرمق الأخير عن العقيدة...والشهداء باقون طالما هناك ظلم وفقدان للحرية .. وكثرة الشهداء في مكان ما هي إدانة للقتلة وطريق صعب لإزالتهم...أقول إن التجلي الواضح في المقابلة ما بين الجلاد والضحية هو ما يعطي للشهيد وللشهادة هذا التألق في الوجدان وفي صياغة الخلود، كما ان القضية التي يضحى من اجلها الإنسان قد ترتفع من قضية محدودة إلى قضية تهم سائر البشر في مكان ما، اعتقد جازما ان الشهداء الذين واجهوا جلاديهم القساة في مديرية الأمن في بغداد، حيث وصلنا الشئ البسيط عن أدوات الموت القاهرة، اعتقد لحظتها إنهم جميعا توحدوا خلف فكرة تحرير الوطن من هكذا أوباش وذابت مع نزيف دمائهم تلك المفردات التي صنعت شئ من الفرقة عندما كانوا في زحمة حياة عادية، وستضيف مخيلتنا الشعبية دائما أشياء أسطورية على عمق وشدة المنازلة وكيف أن الشهيد خلف قاتلا ووحشا مذعورا يتلفت كل العمر، وبذلك حرروا وطن وشعب من عقدة الخوف والعيش الذليل…
قد تُقتل وأنت في الطريق إلى العمل، أو في أداء مهمة حزبية عادية، أو في حادث سيارة ومن حق الفريق التي تنتمي إليه أن يطلق عليك لقب شهيد... لكن في وجدان الناس محفوظ بشكل مختلف شهادة الحسين وجيفارا وفهد وسلام عادل والصدر وبنت الهدى وصفاء الحافظ وحميد الجيلاوي حتى في ذهن المخالف لهم فكرا وقضية فالعدو كان واضحا والقضية تستحق هذا الفداء...هم باقون كرمز للرجولة والتضحية فارضين احتراما على مستوى عال في الذهن الجمعي للناس بمختلف مشاربهم لأنهم واجهوا الجلاد بتلك الفرادة، بالجسد الأعزل عندما يتحول إلى طاقة خارقة تخيف بلا حدود، لهذا ليس عبثا أن تتساوى مخيلة الجلادين في تشويه جسد الشهيد وإخفاء رفاة الشهداء وعدم تسليمهم لأهلهم كما حدث مع الإمام الصدر وصفاء الحافظ وحميد الجيلاوي عند سلطة العفالقة وأبو محمد وأبو سحر… والعشرات من شهداء الغدر على أيدي قطعان الاتحاد الوطني. لأنهم يعرفون ان الشهداء يتسامون للخلود... 
 
القتلة متساوون في فن الرعب لإخافة الذين يمشون فوق الأرض...عندما تكون شهيدا في قضية شعب موحد تختلف عندما تكون شهيدا وأنت في موقع التنفيذ السيئ للفكر…، لهذا يتساوى في القامة والأثر ضحايا الحرية في العراق لتضحياتهم العظيمة في إزالة نظام الهمج...نحن نقول عن شهدائنا في بشتاشان رغم انف القومجي جلال الطالباني شهداء ، لا اعرف ماذا أطلق هو على قطعانه الذين سقطوا في المعركة ذاتها؟ نحن مجاميع من العرب كان وجودنا في كوردستان كسب رائع للشعب الكوردي فلقد فهمنا وعلى الطبيعة ما عاناه هذا الشعب الأبي، ونحن اليوم نشكل قوة لا يستهان بها في كسب الشارع العراقي لقضية شعبنا الكوردي.. في حين جلال ذبح أجمل ما فينا تحت شعارات قومية (العربكان ) واليوم يواصل نفس سياسة الثعلب ليحرق العراق والجميع في افتعال قضية كركوك وحدود حمرين...
أقول ليس فخرا أن تعطي الآلاف بلا مبرر وليس في المكان والزمان المناسب.. كثرة الشهداء هو إدانة للقاتل وكذلك إدانة للحزب( الضحية) لأنه لم يستطع أن يحافظ على الناس كما يجب...
أن لا يتحول الشهداء إلى مانشيتات للكسب العاطفي للناس لتزويد ماكينة القتل. كان قائد شيوعي يصف عطاء الحزب بشكل عجيب، الشيوعيون كالثيل كلما قصصته ينبت من جديد انظر قص!!!، هل هناك فرق بين الثيل والناس في المخيلة ؟ ويقول في مكان اخر عندما يسقط شيوعي يتقدم عشرة، في حين وجدناه هو وجماعته يخدع هؤلاء العشرة دائما بفن( الشردة)، أ و القول الحزب كالقطار نازل صاعد، هو غير متأسف على النازل فهؤلاء لا قيمة للبشر عندهم، في حين الصاعد يمتلك جسدا سمينا قادما لاستمرار مسلسل الذبح لماكينة حزب البطيخ …
 هم جيدون بتجميع مبالغ باسم الشهداء لكي تتحول إلى نثريات لأولادهم في مدارس الباليه، بعضهم اليوم يدق أبواب الشهداء بيتا بيت للبحث عن وقود، أجساد، مشاريع شهادة، … عندما يتفقون تمحى أسماء الشهداء الذين سقطوا في سفر خلافاتهم كما نسيناها أيام الجبحه الوطنية، وننسي اليوم اكبر مجزرة طرية الدم وهي بشتاشان…، وعندما يختلفون ثانية تتحول الأجساد إلى بيانات أدانه الآخر وتشويهه… سبحان مغير الأحوال، انه لعب بالناس على كل عراقي التحذير منه فالدم غالي وغالي جدا، وزهق الروح هي جريمة بكل المعايير التي وضعتها الحضارات والأمم والشعوب.....
الشعوب التي تصل نحو الأفضل تلك الشعوب التي وهبها الرب أفراد وزعامات ذكية ومحبة لأوطانها بحيث اختزلت عذابات الناس ووصلت إلى مرحلة تحترم الإنسان وإرادته بأقل الخسائر..لا اعرف كم هو عدد شهداء الأوطان الرحيمة كالسويد ، والنروج ، فلندا ، سويسرا…؟
معيب أن نستمر بتلك العقلية ونتلذذ بتلك الرغبة لتقديس الموت والغياب الجسدي للناس ـ بالقول نحن حزب الشهداء، وطن الشهداء... ونتشي على أغاني( البزخ) المفرطة بعد احترام الإنسان (اليمشي بدربنه شيشوف- لو موت لو سعادة ) لا بد من الاعتراف ان كل طريق يحتاج إلى تضحيات وهناك ظروف تستدعي من الشعوب الجاهزية لتقديم التضحيات و لكن السؤال الكبير هل كل التضحيات كانت مشروعة وغير ممكن تجنبها في وطن مثل العراق.؟ أعطوني حزبا في العراق حتى الذي تأسس أمس بلا شهداء كُثر ؟ لقد ساوى صدام ضحاياه بهذه الهبة من القتل بلا رحمة؟ وخلق بموازاة نظامه صغار من القتلة، مستعدون دوما للقتل...كم هي معارك الأخوة وثارات الأحزاب….؟ وكلا الطرفين أو الأطراف يعتبرون ضحاياهم شهداء...انه العقل الملوث للاستبداد الشرقي الممزوج بفن الهمجية المتفنن في السنوات الأخيرة بمعايير من الذكاء والد وغما وسلاح الايدولوجيا والحروب العبثية التي جللت وطن كامل بالسواد... ليمت الآخرون طالما حزبي سالم والمافيات المتسلطة سالمة والقائد العفن سالما...لنسال أنفسنا لماذا هذا العدد من الأيتام والأرامل والأمهات المنتظرات عودة الأبناء..؟ان ذلك جرح عراقي يمتد بسعة لا حدود لها...مالذي سنقوله عن ملايين الجنود الذين زجوا قسرا في حروب العبث، وسمتهم مخيلة العوجه شهداء..مع التحرير ما المفردة الصالحة لتطمين عذابات أهلهم ومحبيهم..؟ مالذي نقوله للذين لازالوا يفتشون عن بقايا أمل في ابن أو أخ مفقود…؟ ما الذي سنقوله لدم مسفوح حتى ماء دجلة والفرات شح تاركا مكانا هادئا لدم صاف ينساب بهدوء وبعذاب وبأنين وبكاء وخوف وقهر كل تلك السنين، سنين المذابح والسجون وبعدها سجون، لقد حولنا الوطن إلى لعبة لأحلامنا المريضة ولا يكفي أبدا أن نصبح في منظمات حقوق الإنسان طالما القتلة يسيرون بكل صلافه، والآخر تحت التراب …يا روحي وين ابني العديت أيامه…
من الذي يعيد طيور القطا، والحباري، والحذاف، والبط البري، والقبرات الجميلة، والعصافير، والدراج، والحمام البري، والغطاس، ونعجة الماء، والخضيري، واللقالق البيضاء، والبرهان، والكراسيع، والزرزور، وحشود الضفادع، والأرانب في الحقول..لقد سألت أهلي وكان جوابهم لم تنسى ذلك.؟  لقد اختفت وفي أوج عذاباتهم وزحمة أيامهم المليئة بالمخاطر لم يفكروا بالسبب، وعندما نزلت دموعي ساخنة قلت لهم لقد هربت احتجاجا على وساخاتنا نحن البشر، فنحن لم نكن بذلك المستوى من الحياة والخلق لكي تعيش بيننا..لقد رحلت..حينها بكى الجميع بكاء حار سيستمر نازفا في داخلي حتى الموت…والسؤال الكبير من يعيد روعة التفاصيل الصغيرة للحياة…؟
أطمح لوطن فيه قليل من الشهداء حيث لا نذبح بعضنا البعض...كفى …
وطن يبنى على أيدي نظيفة …انتظر اعتراف الجميع بالخطيئة، انتظر من يقول تعالوا أيها الشباب فالوطن لكم، لنتنحى جانبا …هل هناك من براءة واعتراف بالإثم. اشك بذلك والله …!!!
الشهيد ليس له يوم واحد بل مفتوح أمامه المجد والوطن والزمن وبيوت الناس وأسرارهم وليس كما أراد قمئ أن يصور أنني انظر عكس ذلك، فنحن ننحني لكي يمروا بكل ذلك البهاء والاحتفال الذي يليق بهم وحدهم…
لم يكن صعبا وجود أصدقائي معي اليوم أبو ندى، عطا جبر، ميثم عبد القادر، أبو تغريد أبو محمد، أبو سحر، عادل، سليم الرائع، أبو ندى،اوميد ، والعشرات من أجمل ما أنجبه العراق لو كنا نمتلك تلك الحصافة وشئ من حب الاخر...
تحية ليوم الشهداء…زمن الشهداء
آه كم أنت قاس أيها الوطن



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى عالم المترجم والقاص الدكتور علي عبد الأمير صالح
- خيون حسون الدراجي – أبو سلام
- شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام
- ملف عن الشهيد ، ملف عن الإبداع المقاوم…
- حول قرارمجلس الحكم 137 الرجعي
- إلى رجل الايروتيكا السياسية سعدي يوسف
- خيول
- نصوص عراقية / العدد الثاني
- من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق
- خيول
- حوار هادئ مع شاعر النشيد الطويل… برهان شاوي
- مقاومة الأيتام…
- المقاومة يا عرب…!!
- بدون تعليق
- عن أي مقاومة تتحدثون ...؟
- أبو شفيع...
- مشاهد واعترافات
- سوالف مزعل الدواح الجزء -2
- سوالف مزعل الدواح جزء -1
- الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري و ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محسن صابط الجيلاوي - في يوم الشهيد الشيوعي …وجهة نظر أخرى للحفاظ على الحياة