بدر التمام
الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:04
المحور:
الادب والفن
عندما ينهكني ما يدور في صومعة رأسي ينتابني شعور بان آمالي وئدت ولم يبق منها سوى وجه متسطح يبتسم الى السماء وهو يتأمل في خيال مجهول يفرض سلطاته البشعة على رغباتنا ويقحم اذرعه الاخطبوطية الممتدة في عقول البشر بجيوبنا ليصادر جميع حقوق افكارنا المحفوظة ويكيلها بمكيال الاضطهاد والاستعباد حتى نفقد رجولتنا امام النساء وهو يحيطنا بكامرات المراقبة المنتشرة في كل الانحاء فقد تكون اجسادنا تحت المراقبة في اي لحظة فنحن محاطون بملايين الجنود المدججين بسجلات الشر الملأى بحوافز الاقصاء.
لم يعد هناك مفر من مذاهب المواويل الاسطورية وملاحم الصراعات الدنيئة التي دونها الانتهازيون ويرددها البائسون على مسامع آلات السير على الاقدام.
هل هذا هو الواقع؟ ام انه وجه مختزل من ذلك الواقع الشرس؟ ام اننا فقدنا توازننا فوق صهوات الحبال المستقيمة؟ وهل هناك حبالا من تلك؟
كفى ......... فلا يجوز لنا حتى التفكير باطلاق هذه الاسئلة.... ما هذا العالم المجنون......... يصيبني الدوار حين اقرا ......... ربما كان اباؤنا هم سبب ذلك ..... كانوا يرددون دائما اقرا اقرا اقرا ، تاركين في قعور ادمغتنا هواجس ما وقع على مسامع احدهم في الظلام قبل ان يولد المئات من اجدادنا ...
هل نحن مكبلون بالارتياب من معاقبة السلاطين؟........ واي سلاطين اولئك الذين ينحرون بياض الثلج بسواد صفحات التاريخ المخجل.
.......ولكن ، هل يعقل هذا الكم الهائل من مستعمرات التخلف؟....... وهل يعقل ان الخندق المقابل هو اقل تخلفاً؟........وهل وهل وهل؟
تتزايد الهلهلة بابتعادنا عن نقطة انطلاق فلاسفة اصطناع المخيلات الغيبية....... وربما الهلهلة هي تساوؤل عن ما سبق وربما الهلهلة هي ما تطلقها امهاتنا في الافراح وسنطلقا نحن او احفادنا احتفاء بفقدان تاريخنا ذاكرته.
#بدر_التمام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟