|
العراقيون : هل هم شعب صدامي ؟ 2/2
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2415 - 2008 / 9 / 25 - 02:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عندما اسمع فيروز تشدو بحب بغداد .. لا أختلف معها بالطبع . كل محب للحضارة . يحب مواطن الحضارات الأولي ومنها العراق .. / طبعا نقصد حضارة جنائن بابل المعلقة لا حضارة بول البعير وارضاع الكبير ، لا حضارة الجواري و القيان وشعراء المديح والغلمان بقصور الخليفة امير المؤمنين .السلطان .. فتلك دعارة لا حضارة .. وكل محب للشعر والغناء والموسيقي يحب العراق..
ولكن هل ترك التاريخ الدموي الذي عاشه العراق والعراقيون طوال تاريخه منذ ألفي عام آثاره علي الشخصية العراقية والمزاج العراقي ؟ احتلال فارسي للعراق منذ قبل التاريخ الميلادي ، احتلال البدو العرب ومجازر رهيبة بلا حصر سواء علي ايادي صحابة محمد صلعم ، أو طوال عصر الخلافة الاسلامية الاموية او العباسية .. حمامات دماء واسر ونهب وسلب واسترقاق واغتصاب النساء ..حسب الشريعة السمحاء ورسولها الكريم ! .
بالتاكيد .. يكفي ما رآه العراقيون علي أيادي العرب الذين احتلوهم بزعم نشر رسالة هبطت من السماء .. من صحابة صلعم الغزاة المحتلون الصلعميون الاوائل ، و الحجاج بن ابي يوسف الثقفي - قائد جيش الدولة الاموية - فالعباس عبد الله السفاح - الخليفة العباسي .. و.. و.. فضلا عن المغول وما فعلوه بالعراق – وهم مسلمون ذهبت جيوش الخلافة العباسية لبلادهم وفعلت بهم الافاعيل وفرضت عليهم العقيدة السمحاء .. فعادوا الي بغداد عاصمة الخلافة واقتصوا .. وكل تلك كانت مجازر ومذابح فوق رؤوس العراقيين .. كان من الطبيعي جدا أن تدخل في تكوين المزاج والشخصية العراقية ..
قبل سفري للعراق – 1977 – وكان اسم " صدام حسين " وقتها أبرز الشخصيات السياسية العراقية كثيرا ما كنت اسال نفسي : كيف لأب عراقي أن يسمي ابنه : صدام ؟؟؟!! وكيف لأم عراقية أن تقبل أن يكون اسم ابنها : صدام ؟؟؟! وبعدما سافرت للعراق كانت المفاجأة الاعجب : اذ رايت رجلا اسمه : صداع ...! ولم تلبث دهشتي أن تخف حتي وجدت : أسماء عراقيين آخرين : جبار ، صعب ..! وصخر ..! و رعد ، هجاج ، عجاج ..! ثم الطامة الكبري وجدت مالم يكن بامكاني ان اصدقه .. وارجو أن يصدقني القاريء فيه . رايت وعرفت رجلا عراقيا . وكان زميلا في العمل . اسمه : سفاااااح !!! سفاح ( س ، ف ، ا ، ح ) !
كيف لشعب تجري ببلاده نهران كبيران ومعهما الخير والحدائق الغناء ومعهما تقوم اعرق الحضارات ويسمي ابناءه بمثل تلك الاسماء التي لا تعرف الرحمة ولا الانسانية – جبار صدام صداع سفاح ! - ؟! لقد جاءته تلك الأسماء مع المحتل الذي جاءهم من الصحراء القاحلة المجاورة للعراق حيث القحط والجوع والعطش الذي يجعل قبائل هؤلاء – بدو الجزيرة – ياكلون بعضهم البعض ويقومون بغارات يخطفون فيها بنات بعضهم سبايا ويفخرون بذلك التوحش وتلك الهمجية في شعرهم أو يزعمونه أمر من السماء وتصريح من وحي ونبوة لا تنطق عن الهوي !.. من هؤلاء المحتلون تعلم العراقيون القسوة والشراسة والاسماء الفظة ..
لعل شعب العراق هو الشعب الوحيد بالعالم الذي يستخدم : السحل .. ، ويستخدم ابناؤه كثيرا تعبير : نسحله سحل ...!
ولعل في شعب العراق من هم الوحيدون من بين أبناء الجنس البشري من الهند وحتي البرازيل ومن تايوان وحتي الدانمارك .. الذين يعاقبون انفسهم عقابا فظيعا مجنونا.. لاجل واحد مات / الله يرحمه ...- منذ 1400 عام . !! لماذا وقد مات – الله يرحمه - منذ مئات السنين ؟! يقولون : لقد كان شهيدا .... كل شعوب الكرة الأرضية لها شهداء .. ولكنها لا تظل 1400 سنة – ولا حتي 1400 ليلة .. يضربون أنفسهم بالسكاكين والسيوف والجنازير حزنا علي شهيد استشهد من 1400 سنة ..!
هل لأنه كان وليا وليس مجرد شهيد عادي ... هناك أنبياء لا مجرد أولياء .استشهدوا أيضا - النبي يحيي " يوحنا المعمدان " - الذي قطعوا راسه أيضا . جزرا ولكن لا يوجد شعب بالدنيا ينتقم من نفسه هكذا حزنا علي ولي او نبي وطوال14 قرن من الزمان . ولا يزال الانتقام من الذات جاريا .. الا عند هؤلاء العراقيون . أغلبية الشعب ..! . هل لان شهيدهم كان قد غدر به .. وتعذيب النفس ضربا بالسوف والجنازير والسكاكين . نوع من الاسف والحزن والتكفير الهستيري الذي لا يتوقف ابدا ؟؟؟!!!..؟
= ان يهوذا غدر ايضا بالمسيح وخانه .. ثم شنق نفسه احساسا بذنبه ، وانتهي الموضوع .. ولا أحد من أحفاد يهوذا يفعلون بانفسهم مثل ما يفعله غالبية شعب العراق .. ..
الشعب الذي يستخدم السحل عملا وقولا .. ويفعل بنفسه كل تلك القسوة المجنونة حزنا لمقتل واحد وليا أو نبيا حتي منذ 1400 سنة مضت ! والشعب الذي يسمي أبناءه بمثل تلك الأسماء التي لا تعرف الرحمة .. لابد وأن يلد صداما .. يسقيه دماءا كثيرة من حروب لا عدد لها بالداخل ومع الجيران ومع دول العالم البعيدة فيدمر العراق باكمله ويشرد الملايين من ابنائهم بكافة بقاع العالم ويرمل مليون امرأة وييتم ملايين الاطفال ..
ليس امام شعب خرجت من أرضه أعرق الحضارات الانسانية . لكي لا يخرج منه سفاحون آخرون ولكي ينهض . سوي ان ينفض عن نفسه ويوقف الاسماء الفظيعة والافعال البشعة والمعتقد – بل واللغة – وكل ما جاءهم به اشرس المستعمرين الذين استعمروا العراق : بدو الصحراء ..
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراقيون : هل هم شعب صدامي ؟!
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 12
-
تهاني شهر رمضان 2
-
غراميات الكتاب والمفكرين والابتزاز السياسي
-
اعتذار
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! -11
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 10
-
الناس والحرية 13
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 9
-
ومتي يعتذر القذافي للشعب الليبي ؟!
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! 8
-
معارضون . في الفضائيات .
-
النضال بالبيانات وجمع التوقيعات!
-
عن التحول الديني والمؤرخين الامناء .
-
شاعر الجغرافيا ! افسد علما فجعلوه رمزا ! – 7
-
الناس والحرية -11
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! / 6
-
دين الرحمة . نبي الرحمة - 2
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علماً فجعلوه رمزاً! - 5
-
الاستنجاد بالشعب !
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|