أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - الاستخراب الامريكي














المزيد.....

الاستخراب الامريكي


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعطي السياسة الخارجية الأمريكية إنطباعات مشوشة للمتابعين والمحللين السياسيين .. إذ يعجز الكثيرون في ولوج مناطق العمى في السياسة الأمريكية لأن الضبابية تسود التوجهات الأمريكية في المنطقة لاسيما على مستوى تفاصيل أجندتها ومراميها .. لقد تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الشأن العراقي تحت يافطة وجود أسلحة تدمير شامل في العراق تهدد المنطقة والعالم برمته .. حتى إذا تبين بطلان وزيف هذه المزاعم راحت تجري عملية زحزحة لشعاراتها وأهدافها في العراق .. ولعل من نافل القول أنه في الوقت الذي عزمت أمريكا على تخليص العالم من أسلحة التدمير الشامل المزعومة في العراق .. ظهرت دولتان نوويتان جديدتان في المنطقة هما الهند والباكستان تلتهما إيران كقوة نووية صاعدة .. ثم طورت أمريكا أجندتها في العراق ليكون هدف تدخلها فيه هو تحرير العراق من خلال إسقاط النظام السابق .. ولما لم يحتفى بالأمريكيين كمحررين بل عاملهم الشعب العراقي كغزاة مفسدين .. صارت أجندة الأمريكان الى مجلس الأمن لإعطائهم شرعية دولية ولكن كمحتلين للبلد .. وليس محررين له !
وإذا كانت أمريكا تسعى لجعل (( تحرير )) العراق أمثولة مقتداة لشعوب المنطقة ، فإن مآسي الإحتلال أضحت أمثولة مقززة في نظر شعوب المنطقة التي ربما فضلت بعد الذي جرى الإستبداد الداخلي على الإحتلال الخارجي .
وبعد يأس الأمريكان من نظريتهم التحريرية .. طرحوا نظرية مواجهة الإرهاب الدولي والقضاء عليه في العراق لأن الإرهاب يهدد أمن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين .. أما الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة فلم يكن له وجود في العراق قبل الإحتلال إلا في جيب صغير في شمال العراق كان خارج سيطرة الدولة العراقية .. وكان بإمكان القوات الأمريكية المتواجدة هناك منذ حرب الخليج الثانية تطهير ذلك الجيب من عناصر الإرهاب .. ولكن ما أن تدخلت القوات الأمريكية لضرب الإرهاب المزعوم في العراق .. حتى تداعى الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه الى أرض الرافدين .. خاصة وأن الأمريكان سهلوا له هذه المهمة من خلال تفكيك الدولة العراقية وحل مؤسساتها العسكرية والأمنية والإدارية وفتح الحدود لكل من هب ودب .. وبان الأمر وكإنه إتفاق ضمني بين الإحتلال الأمريكي والإرهاب الدولي لتقاسم النفوذ في العراق .
ومع تصاعد المد الإرهابي وتقاسمه خطط قتل الناس وتدمير البنية التحتية مع الإحتلال الأمريكي .. ومع إنكماش دور الدولة ومؤسساتها الأمنية ظهرت قوة المليشيات المسلحة والتي عجزت هي الأخرى في تأمين الأمن للناس لذلك صارت الى أساليب الإرهاب تتبادل معه النفوذ والهيمنة . والشعب وحده من يدفع الثمن من دمه وماله وعرضه ووطنه وهو يئن تحت الكابوس الثلاثي ، الإحتلال والإرهاب والمليشيات ناهيك عن العصابات والتدخلات الإقليمية والدولية الأخرى .
وإستطراداً لنظرياتها المتتابعة والتي لم تحصد منها سوى الفشل تبنت أمريكا قضية الديمقراطية وتطبيقها في العراق كنموذج يحتذا من شعوب المنطقة مستقبلاً .. ولكن بعد ثلاث سنوات ومع إجراء العديد من الإنتخابات فقد تحول العراق من نظام دكتاتوري الى نظام فوضوي تتقاذفه دكتاتوريات وتحول من رئيس واحد الى رؤساء كثيرين وتحول من دولة واحدة الى أقاليم .. وتحول من مركز قوة واحد الى مراكز قوى كثيرة جداً (( ناس تجر بالعرض وناس تجر بالطول )) .. ولم نحصد من الديمقراطية سوى خراب (( البصرة )) ، لذلك إضطر فرانسيس فوكوياما الى نقد السياسة الأمريكية في دمقرطة البلدان المتخلفة – وعلى رأسها العراق طبعاً – ودعا الى تحديثها أولاً .. من هنا إهتمت الولايات المتحدة بوضوعة إعادة بناء العراق وإعماره أخيراً بعد أن تبخرت مليارات الدولارات المخصصة لهذا الغرض من قبل .. وقد قيل أن بريمر دخل العراق كخبير في الإرهاب وخرج منه كخبير في توظيف رؤوس الأموال .. أما ذيول بريمر فلا تعد ولا تحصى !! .. بعدما تقدم هل فهمتم شيئاً عن السياسة الأمريكية في العراق ؟ أنا والحق يقال لا أفرق بين الإستعمار والإستخراب كما قال من قبل جمال الدين الأفغاني ! .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنية كتابة الرواية
- رقص الكهرباء
- صناعة الجوع
- الاستقواء الطائفي
- هواجس
- سقوط امة من صفحات التاريخ
- وادي الشعب .. ووادي السياسة
- التكامل بين الفلسفة والادب 2
- التكامل بين الفلسفة والادب 1
- مأزق الحداثة
- اضمحلال مفردات البطاقة التموينية
- الاصول الفكرية للسياسة الامريكية
- ما بعدالحداثة ومفهوم الاختلاف
- ابعاد الهوية
- دور المثقف
- فصل المقدس لصنع التطور
- المصالحة المتعثرة
- المبدع .. وقيم الجمال
- ديكارت .. من الشك الى اليقين
- العنف المتوازن .. ام التقاء الارادات


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - الاستخراب الامريكي