وأيضاً الفنان نور الشريف رفقاً ببلادنا!!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 03:29
المحور: الادب والفن
    

الفن رسالة إنسانية رائعة من خلالها يتم تهزيب وتثقيف المجتمع وإلقاء الضوء على أي سلبية داخل هذا المجتمع ولكن الصورة تغيرت أنماطها بعد المد الديني الذي اجتاح الحياة العامة في مصر وسيطر على كل مؤسسات المجتمع لتتحول مصر من دولة مدنية إلى دينية بشكل فاضح.

الفنان نور الشريف واحد من أشهر فناني مصر ولكنه للأسف الشديد متأثر تأثر شديد بالقومية العربية وله اتجاهات دينية متطرفة لا يستحي في أن يخفيها في كل لقائاته وأحاديثه الإعلامية.
ففي واحد من أحاديثه الإعلامية في التليفزيون المصري وجّه رسالة إلى كل مَن هو خارج الدين الإسلامي أنه مشفق عليهم لأنهم مساكين ومضحوك عليهم ويدعوهم إلى الدين الإسلامي الحنيف، متخذاً لنفسه دور الداعية والمبشر الإسلامي وكأن الساحة خالية من الدعاة والأئمة والذين يزدرون بمعتقدات الآخرين في عنصرية سافرة كما الحال مع المدعو أبو الزغاليل عالم الإعجاز والذي يمثل عاراً لا يمحى في جبين العلم والعلماء من المسلمين.

وامتد استخفاف العقل عند الفنان نور الشريف أن يدعي أن فيلمه الأخير (ليلة البيبي دول) تم استبعاده من المشاركة في مهرجان (كان) بحجة أن هناك أيدي خفية كانت وراء الاستبعاد بسبب مشاهد سجن أبو غريب وسياسة المؤامرة المسيطرة على عقله، المنهجه من وجهة نظره ناحية الأمة العربية والإسلامية، ولا يعلم أن أغلب الأفلام التي تقدم داخل مهرجان (كان) هي مناهضة للسياسة الأمريكية والغربية وتقدم اعتراض صريح لفكرة الحرب.
ولكن هذه حجة البليد الفني والذي يظن أنه يقدم فن راقي، ولا يعلم أن كل أفلامهم وأفكارهم هي مسروقة من الغرب حتى الألحان والأغاني لم تسلم من السرقة من أصحابها الأصليين في الغرب كما الحال مع أغلب الفنانين وعلى رأسهم المطرب عمرو دياب والذي يعاني كم هائل من القضايا المرفوعة ضده في أسبانيا بسبب سرقته لبعض الألحان والأغاني من الفلكلور الأسباني والمطربين الأسبان.

والقائمة تمتد إلى الكثير من المطربين والملحنين الذين يستولون على مجهود الغير بطريقة القص واللصق فهذا هو الحال في مصر الآن ومع فنانيها الذين أصبحوا أبواقاً للتيارات المتطرفة حتى يكسبوا تعاطفاً شعبياً يزيد من شهرتهم بعد أن شاخوا، وخطف الجيل الصاعد من الفنانين الأضواء منهم بعد أن اكتسحت موجة الأفلام الكوميدية البساط من تحت أرجل الجيل القديم والذي يمثله الداعية نور الشريف.
فالمتابع للكثير من المسلسلات التي يقدمها يجد الاتجاه القومي الذي دائماً ما يجسده كما الحال في سلسلة السير الذاتية لبعض أبطال الإسلام كمسلسل (عمر بن عبد العزيز) وغيره من هذه المسلسلات التي قدمها شيخنا الجليل.
ونحن لا نعترض على ذلك في شيء ولكن اعتراضنا على تزييف التاريخ في هذه المسلسلات والتغافل عن السلبيات التي تملأ جنبات هذه الشخصيات.

ولا عجب في ذلك، فالساحة مفتوحة لكل مَن هب ودب لكي يركب الموجة رافعاً شعار الدين بين يديه ليستعيد بريقه ولمعانه ولكن بلادنا لا تتحمل هذه الدروشة ويكفي ملايين المتمشيخين الذين يملئون أرجائها فمن أجل مصر والمصريين عزيزي نور الشريف رفقاً ببلادنا.

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات