أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - جهاز كشف الكذب














المزيد.....


جهاز كشف الكذب


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 02:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قالها يوما ريتشارد نيكسون "أنا لا اعرف أي شيء عن كيفية اكتشاف كذب الآخرين غير إنه أسلوب لتخويف الناس من هول الجحيم." .. هناك أصوات تظهر في الوقت المناسب لتنبشنا من الداخل ، فنتفجر صراخاً ، وهناك أصوات نفتقد القدرة على تفجيرها لأنها أقدر من أن نتفجر بسببها ، وغيرها أصوات نتركها لأننا مستغرقين الانشغال بغيرها ، وقد يكون صدى هذه الصرخات ،لا يرتبط بطريقة تفجيرها فحسب ، بل بآلة التفجير ومنشأها وطريقة صنعها ، للسبب ذاتهُ قد نجد أصوات متشابهة لكننا لا نستطيع تفجيرها بدرجة واحدة من القوة .. وهناك أحاديث تبقى كوثيقة ولا يمكن تبديلها من على وجه التاريخ ، فقد وصلت حالت العنف النفسي إلى مستويات جديدة ومراحل متطورة ، ومنخفضة جداً إلى حد التنافس مع بعضها البعض في مستويات الإبداع في تعذيب البشرية ، ومن جديد أعود إلى جانب من جوانب المشكلة التي نشعلها جمرة ونلتزم الصمت ، فإذا في أعمدة الصحف لطخات سود بعثرها الذين خيل إليهم أن الكذب هو طريق الشهرة والنجاح وتعتيم الحقائق ملاذ آخر لمصالحهم وتطلعاتهم ، وإذا بهم يشتمون في مواكب المومياء ويفورون وراء أقنعتهم المتخفية ، وإذا بنا في هياكل حقدهم المتخفية دمى يجب أن تُحرق ، لأننا قلنا ونقول لهم بصراحة نحن بحاجة إلى حريتنا كي نصنع بها فضيلتنا ، إن الفضيلة الإجبارية تقليد لكنها ليست نصرا إنسانيا ، والإنسان الذي يمنع من حرية التصرف ليس بالطبع مجرم ومخالف للقوانين ، ولكنه أيضا ليس فاضل ، لأنه لم يختر شيئاً ولأنه لم يكن مسؤولاً ، والحرية هي الشيء الوحيد الذي يعطي الأحكام الأخلاقية قيمتها الحقيقية ، ويقولون نخاف على الإنسان من الحرية ومن الفسق والفجور ..ولا املك إزاء مثل هذا الرد ، إلا أن أتساءل ؟ هل الحرية أمر قذر إلى الحد الذي يجعلنا نخشى على الإنسان منها ؟
ورغم كل هذا لزمنا الصمت وصلبت ثورتنا في محراب اللامبالاة ، كنا على ثقة من إن حتمية التطور نحو الأفضل ستقودنا إلى المستوى الذي نتحدث عنه ، وستكون كفيلة بإزالة المضاعفات والشوائب التي قد تشوه خط انطلاقنا ..
واليوم ، ما كنت لأعود إلى أثارت الموضوع لو لم ألاحظ إن القضية التي كانت على مستوى أنساني جدي تكاد تتشعب وتتحول إلى مهزلة سطحية كاريكاتورية المظاهر والصور ..
إن الموضوع الذي يمس مشاكلنا الاجتماعية الحالية مساسا مباشرا يكاد يتحول جدلاً سفسطائي حول تبدل أخلاقنا ومفاهيمنا ، حتى بات الجميع يكذب ولا يجد غير الكذب ، مع رئيس العمل ، في البيت ، الشارع ، الصديق ، العدو ، شاشة التلفاز ، الصحف ، الأطفال ، الماء ، الكهرباء ، هاتفك النقال ، حتى الحيوانات باتت تكذب ، وهكذا نضيع في أحجية من الأحاجي التي اعتدنا أن نزوقها عمدا لنخفي وراء طلاسمها خوفنا من مواجهة واقعنا وحقيقتنا ..
أن تشخيص الداء هو جزء هام من الدواء ، ولا ادري حتما سنظل نستر كل جرح متقيح ببسمة ، ونرسم كل افتراء ظل عافية ..
إنها ليست مشكلتنا وحدنا في بلادنا ، وهي ليست ناتجة عن سوء استعمال حريتنا ، ولكنها مشكلة أخلاق عامة ، فلنبدأ بوضع مشاكلنا في إطارها الحقيقي الكبير لنحررها من تسطحها حينما نحولها إلى سلسلة من المقارنات العميقة وتبادل التهم ، ولنبدأ باستيراد جهاز عبقري يسمى جهاز كشف الكذب ، وهو أداة تعمل في تسجيل التغييرات التي تحصل في العمليات الفيزولوجية مثل نبض القلب وضغط الدم والتنفس ، وجهاز كشف الكذب قد يستخدم للكشف عن الكذب من قبل إدارات الشرطة ، ومكاتب التحقيقات الفيدرالية ، ووكالات المخابرات المركزية ، والحكومة الاتحادية وحكومات الولايات المتحدة ، والعديد من وكالات القطاع الخاص ، ومن الناحية النظرية الكامنة لجهاز كشف الكذب هو انه عندما يستخدم فانه يعمل على قراءة الأوتار العصبية بشكل ملموس ، وقراءة زيادة نبضات القلب ، وارتفاع ضغط الدم ، وتغيير إيقاعات التنفس ، وزيادة العرق ، وكل شيء كأساس لهذه الخصائص الفيزيولوجيه ، وتكون القراءة على شكل خطوط ، وفي حالة طرح موضوع السؤال من قبل المحقق والإجابة عليها من قبل المتهم أو الشخص الخاضع للتحقيق ، فإذا كان هناك انحراف عن الخط الأساسي لمسيرته المستقيمة يكون المتوقع هو أن هذا الشخص يكذب .
وبما إن عصرنا عصر السرعة ، المطلوب تجديد قوانيننا ، وتوزيع هذا الجهاز في المحال التجارية والأسواق ، وليحمل كل واحد منا ، أينما ذهب هذا الجهاز فوق ظهره يرصد الكذب ويكشفهُ ، المطلوب لجنة مختصة في لإعادة النظر في استيرادنا لكل مايهدم أخلاقنا ، التي أسقطها التطور بعد أن انفلتت أسباب تشريعها ..
وكما يفعل الكثيرون بسبب مصالحهم بالكذب – وبدون حرج – يظنهم الناس يحاورون مصالحنا ، وكذلك أيضا القنوات التلفزيونية والصحف وفروا لنا حجج لكل كذبة أو تهمة أو خبر ، هي إعلان صريح للكذب ، وهما أيضا جرس إنذار يقرع ، ويقول ، نحن نكذب ، ودوماً يذكرنا بأننا ندفع ثمن دخولنا ولو الشكلي إلى العالم الحديث ، إنها رياح الكذب تهب علينا من كل صوب ، وعما قريب نسقط نهائياً في فخ ما ، جميعنا ، ومن يدري ..
وكما قيل يوماً ربما نكون وحدنا نحتضن مآسي الحضارة ومآسي التخلف في آن واحد ، ونصفه مآسي المدنية الحديثة ..
ياتُرى هل من طبيب لنا ؟
من غير الحب والإخلاص ؟؟؟؟
من يدري ؟









#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدهر
- شهادات للبيع
- منظمات أمريكية تُجنِّد الشباب المصري للعمل بالعراق
- من انتِ ؟؟ من تكونِ ِ ؟؟
- خلف الذاكرة
- (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا
- ( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما ...
- الحب وسيلة البقاء والخلود
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - جهاز كشف الكذب