أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن صابط الجيلاوي - مدخل إلى عالم المترجم والقاص الدكتور علي عبد الأمير صالح















المزيد.....


مدخل إلى عالم المترجم والقاص الدكتور علي عبد الأمير صالح


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 06:13
المحور: الادب والفن
    


عند زيارتي لمدينة الكوت، بعد 25 عاما من المنفى كان لابد من زيارة الوجوه الثقافية البارزة في المدينة وكان همي وأنا في سفرة قصيرة أن التقي أبرزهم حضورا ثقافيا وبشكل خاص الدكتور علي عبد الأمير صالح. عندما غادرت العراق كنت أعرف ان هناك شاب ناجح يحمل فكرا وثقافة وطموح ولكن كما أتذكر إننا لم نلتقي إلا مره أو مرتين بحكم كون الأخ علي يَدرس الطب في بغداد وأنا كنت أواصل دراسة الإعدادية..لكنني كنت أتابع ما يكتبه هنا وهناك رغم الجدار القاسي في عزل مثقفي الداخل عن زملائهم وقراءهم خارج الوطن والعكس يصح تماما...بعد وصولي بيومين ومن خلال احد المعارف استطعت أن اعرف مكان عمل الدكتور علي، حيث يعمل طبيب أسنان معروف في المدينة كلها..ذهبت إلى المستشفى الذي يعمل فيه، ومن خلال زملاءه حصلت على رقم تلفونه، اتصلت من هناك وقدمت نفسي، بعد حوالي نصف ساعة دخل إلى بناية المستشفى...بالطبع الظروف القاسية التي مرت على الوطن مرسومة على وجه علي أسوه بكل العراقيين الذين عانوا من سنوات الدكتاتورية والقهر والحرمان...، بعد السلام والسؤال عن الأحوال والناس…، أخبرته بان لدي موقع ثقافي على شبكة الانترنيت عن مدينة الكوت وهو يحمل أسماء الكثير من مثقفي المدينة الموجودين في الخارج وقد جاءت الساعة لكي تفتح مواقع لمثقفي المدينة الذين لا زالوا داخل الوطن وتحملوا تلك الأعباء القاسية تحت ظلم السنوات العجاف للدكتاتورية، تلك هي رسالة الموقع للاحتفاء بهؤلاء الزملاء الرائعين والذين قدموا الكثير لكي تستمر الكلمة الحرة رغم كل العسف...

تقول السيرة الشخصية لعلي عبد الأمير صالح

مواليد الكوت عام 1955، خريج طب الأسنان جامعة بغداد، بدأ يكتب ويترجم منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، وعلي نشط في مجال الترجمة حيث ترجم أعمال مهمة للكاتب الألماني غونتر غراس مثل رواية طبل من صفيح، ورواية قط وفأر وقد أخذت من جهده ووقته الكثير أعمال غراس...كما ترجم حفلة القنبلة للكاتب البريطاني - غراهام غرين- وجميع هذه الترجمات الضخمة صدرت مابين عام 1989- 20002 وكأن الكاتب يريد أن يتحدى وان يبرهن على قدرة المثقف والإنسان العراقي في تحدي الحصار والدكتاتورية...

نستطيع ان نوجز أعمال د- علي عبد الأمير صالح كالتالي:-

الكتـــب المنشورة

v    حفلة القنبلة – رواية مترجمة – للكاتب البريطاني ( غراهام غرين – بغداد 1989 )

v     طبل من صفيح – رواية مترجمة – للكاتب الألماني ( غونترغراس – بغداد 2000

v     قط وفار – رواية مترجمة – للكتاب الألماني ( غونتر غراس – بغداد 2001 )

v     الهولندي الطائر – مجموعة قصصية ( تأليف ) دمشق 2000

المـخطوطات:

v     قل لي كم مضى على رحيل القطار – رواية مترجمة للكاتب الأمريكي الزنجي جمس بولدوين

v     البحيرة – رواية مترجمة – للكاتب الياباني ياسوناري كاواباتا

v     مخيلة الاجنة – رواية ( تأليف )

v     موسيقى وحشية – مجموعة قصصية ( تأليف )

v     جبل السحر – رواية مترجمة – للكتاب الألماني توماس مان

و د- علي نشط في تنظيم صفوف أدباء المدينة فبعد سقوط الدكتاتورية، أجتمع مثقفي الكوت لتأسيس إطار ثقافي متمثلا باتحاد كتاب وأدباء واسط وفي أول اجتماع تم انتخاب الأخ الدكتور علي عبد الأمير صالح رئيسا لهم...

ننتظر من الدكتور علي مزيدا من الترجمات التي تغني المكتبة الثقافية العراقية بكل ما هو جديد وإبداعي بعد زمن طويل من التجهيل وحجب المخالف...

كما ننتظر أن ترى أعمالة الشخصية تأليفا في مجال القصة والرواية النور سريعا حيث عانى أسوة بزملائه من الظروف الشحيحة للنشر وقسوة الرقيب تحت ظل سيطرة نظام معادي للثقافة والإبداع...

يوجد موقع فرعي للكاتب على موقع الكوت

 http://members.chello.se/kut/

ولإتمام الفائدة ننشر أدناه مقابلة مهمة مع الكاتب والتي توضح بجلاء الظروف التي مر بها المثقف العراقي داخل الوطن.

القاص والروائي والمترجم الدكتور علي عبد الأمير صالح:

أكتب بعفوية وصدق وأشعر بتقارب روحي مع غونتر غراس

حاوره : فائز شمران الياسري

  الدكتور علي عبد الأمير صالح قاص وروائي ومترجم عراقي عرف سواء في مثابرته في عالم الكتابة والترجمة.. كتب ونشر قصصا عديدة نالت استحسان القراء والأدباء على حد سواء .. ومنها قصتا ( الهولندي الطائر ) و ( بانوراما ) المنشورتان في مجلة ( الأقلام ) العراقية.. ترجم ونشر عشرات الدراسات النقدية حول تولستوي، ودويستويفسكي، وفوكنر، وهرمان هيسه، وسولجنتسين، وتوخولسكي، وهمنغوي، وفرويد .. كما ترجم قصصا قصيرة لـ غراهام غرين، نادين غورديمير، فوكنر، د.هـ. لورنس، كنغسلي اميس، ونايبول، وايان مكيوان .. وبعد ان نشر رواية ( حفلة القنبلة ) – لغراهام غرين العام 1989، فاجأ الدكتور علي عبد الأمير صالح قراء الأدب الروائي بترجمته لعمل روائي مهم إلا وهو ( طبل من صفيح ) للكاتب الألماني غونتر غراس الحائز على جائزة نوبل للآداب العام 1999 .. اذ نشرت هذه الرواية في صيف عام 2000، وفي العام الذي تلاه نشر رواية ( قط وفأر ) لغونتر غراس أيضا .. فضلا عن ذلك نشر مجموعة قصصية في دمشق العام 2000 تحمل عنوان       ( الهولندي الطائر ) ضمت ست عشرة قصة قصيرة كتبها للمدة بين عامي 1975 و 1998.

   التقيناه في مدينة الكوت حيث يقيم بشكل دائمي، وكان هذا الحوار:

 س: متى كانت بداية مسيرتك الأدبية ؟ وهل بدأت قاصا أم روائيا أم مترجما ؟

ج: بدأت قاصا ثم مترجما ثم روائيا. بدأت الكتابة في العام 1974، ونشرت أوائل قصصي في الصحف والمجلات العراقية في العام 1975 في ( التآخي ) و ( العراق ) و ( ألف باء ) و( الإذاعة والتلفزيون ) و ( طريق الشعب ).. اما الترجمة فقد بدأت بها في العام 1977، اذ شرعت بترجمة القصص القصيرة ونشرت هذه الترجمات في مجلة ( صوت الطلبة ) وجريدة   ( المرفأ ) البصرية .. أما الترجمة الروائية فقد ترجمت اول رواية العام 1988 . كانت هذه ( حفلة القنبلة ) لغراهام غرين .. التي نشرت في العام التالي لترجمتها .. اما كتابة الرواية فقد بدأت بها العام 1996 بعد ترجمتي لخمس روايات عالمية .. يومذاك احسست انني مؤهل لكتابة الرواية سيما ان خزينا من التجارب والقراءات والترجمات ساعدني كثيرا في خوض المغامرة الروائية .. كنت على وشك الانتهاء من ترجمة ( طبل من صفيح ) حين بدات بكتابة روايتي الأولى ( خميلة الاجنة ) .. الا انني لم انته من كتابتها الا في مايس 2001 .. وبعد ذلك بسنة واربعة شهور بعثتها بالبريد الى دمشق .. ربما هي الان منشورة .. لكنني لا اعلم .. هذه هي إحدى الكوارث التي حلت بنا .. نحن الكتاب نملك مقابر جماعية لكتبنا .. والتي نبعثها إلى الخارج أما تعاد إلينا بالبريد أو تنشر من دون علمنا .. أو ربما نعلم بعد مضي أعوام عدة .. كما حصل مع قصتي ( الرذاذ وحبات اللؤلؤ ) التي نشرت في ( الآداب ) البيروتية لكنني لم اعلم بنشرها إلا بعد مرور ثلاثة أعوام ..

س : أنت طبيب أسنان وفضلا عن ذلك تمارس الكتابة والترجمة .. في أي حقل أو نشاط إنساني تشعر بالمسؤولية اكثر ؟ وهل كان لمهنتك تأثير في نصوصك الإبداعية، وفي اختيارك للروايات والقصص والدراسات النقدية التي قمت بترجمتها أو تلك التي ستترجمها مستقبلا ؟

ج : أنا اشعر بالمسؤولية اتجاه عملي كطبيب أسنان وكقاص وروائي وكمترجم .. أنا مخلص لمهنتي ولإبداعي الأدبي .. أعالج مرضاي بضمير حي .. واكتب بعفوية وصدق .. الكتابة بالنسبة لي رسالة ومتعة .. أنا اكتب بحمية وحماسة ومتعة .. وتربطني بالقلم صلة روحية عميقة .. لقد تشبثت بالقلم تشبث لثة الطفل بثدي أمه. أما ما يخص الترجمة فأقول أنني أترجم بدقة وببطء .. لا أترجم اكثر من صفحتين أو ثلاثا في اليوم الواحد .. واستشير خلال ترجمتي معاجم وموسوعات كثيرة كي أتوصل إلى استيعاب جيد للنص المترجم قبل نقله إلى العربية .. لان ثقافة وسعة اطلاع الكتاب الأجانب تستدعي مترجما موسوعيا وحاذقا بمستوى الكتاب كي يستطيع أن يجاريه ويعزف معه لحنا مصاحبا .. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فأقول نعم كان لمهنتي تأثير واضح في كتاباتي وانتقائي للأعمال المترجمة .. بعض زملائي الأدباء يسمونني ( مترجما انتقائيا ) .. نعم ، أنا كذلك .. أن اغلب ما كتبته وترجمته يحمل مضامينا راسخة إنسانيا وفلسفيا وفكريا وروحيا . وفي الوقت ذاته يتسم بروح العصر وتعقيداته .. وللعلم أقول أن صحفيا ألمانيا كتب عني في جريدة ( جنوب ألمانيا ) قبل حوالي عشرة شهور قائلا أنني مددت الجسور بين الطب والأدب .. هذا الصحفي أجرى معي حوارا حضرة الزميل الشاعر والمترجم حسين حسن .

س : لقد أنجزت ترجمة روايتين لـ غونتر غراس وتقول انك تنوي ترجمة روايات أخرى له .. ما سر تعلقك بغونتر غراس ؟ وكيف غامرت فترجمت ( طبل من صفيح ) ، وهي رواية ضخمة ومعقدة مع كونها جميلة وذائعة الصيت ؟

ج : الصحفي الألماني هيكو فلوتاو وجه إلي السؤال ذاته : فأجبته أجيبك الآن يا عزيزي أنني اشعر بتقارب روحي مع غونترغراس .. وإذا كانت رواية ( طبل من صفيح ) احتجاج شاعري ضد دكتاتورية هتلر فان روايتي ( خميلة الأجنة ) احتجاج شاعري ضد دكتاتورية صدام   حسين . أن صدام حسين اكثر قسوة وعنفا من هتلر . فكلاهما شوه بلده وأساء إلى شعبه .. واوديا بحياة الملايين .. لقد شرد هتلر الكتاب الألمان وشرد صدام حسين الكتاب العراقيين .. لقد ترددت مرارا في ترجمة ( طبل من صفيح ) لأنها رواية ضخمة ومعقدة .. وعلى أي حال قررت في مطلع العام 1996 البدء بترجمتها مع علمي أن ذلك عمل شاق وعسير إلا انه ليس مستحيلا .. لان الرواية تعتمد مستويات سردية متعددة ، وتشمل فيضا من المعلومات والأحداث التاريخية وقد صيغة هذه كلها بأسلوب رائع جاء منسجما ومتوافقا وذا بعد إيحائي يوسع من أفق التأويل العام للنص .. لقد عانيت كثيرا من غزارة وكثافة المادة الروائية لـ ( طبل     الصفيح ) .. لان هذا العمل الهائل حافل بالانثيالات الشفوية والفنتازيا الغنائية أو الساحرة .. كان اهتمام غراس كشاعر وكروائي ينصب في المقام الأول على الكلمات ، وعلى منابع وإمكانات اللغة .. وللعلم ، يعتبر غراس مجددا للأدب الألماني وهو يقول أن اللغة الألمانية غنية ، ورائعة ومطواعة . إلا أنني مع ذلك شعرت بسعادة هائلة خلال ترجمتي للرواية .. في زمن كانت الطاقة الكهربائية تنقطع بما يزيد على (16) ساعة يوميا .. وليس ثمة مولدة كهربائية تقيك حر الصيف اللاهب .

س : هل أنت على اتصال دائم بغونتر غراس ؟ هل تتابع أخباره ؟ هل توجد بينكما مراسلات ؟

ج : أود أن أقول أولا أنني اعرف هذا الكاتب منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي .. فهو كاتب موسوعي ، متعدد المواهب ، يكتب في الرواية والشعر والمسرح والسياسة .. وقد قرأت كثيرا من الدراسات والمقالات عن نتاجاته الأدبية والفنية ( فهو رسام ونحات ومصمم ديكور مسرح ) في صحفنا ومجلاتنا العراقية والعربية ، فضلا عن تلك المنشورة في مجلة ( فكر   وفن ) الصادرة في ألمانيا .. أتابع أخباره من خلال الصحافة والانترنيت .. واقتني رواياته واختار منها ما يعجبني للترجمة .. أرسلت له رسالتين ، الأولى في كانون الأول 1996 ، كنت يومذاك لا اعرف عنوانه الدقيق .. لكنني أرسلت في تشرين الأول من العام الماضي رسالة ثانية له وبوساطة منظمة ( A P N ) وهي منظمة ألمانية إنسانية مقرها في بغداد .. كتبت له أنني أتمنى اللقاء به وان اشد على يده قائلا : (( شكرا لفنك ، شكرا لبراعتك ، شكرا لمثابرتك . لأنك جعلتني اكسر قلمي وابدأ الكتابة من جديد . )) لقد ألهب غراس مخيلتي وزودني بأدوات إبداعية كثيرة ساعدتني على كتابة قصص جميلة مثل ( الهولندي الطائر ) و ( بانوراما ) اللتين أشاد بهما كل من قراهما . أنا لا أترجم كي يقال عني أنني مترجم جيد ، بل أيضا كي أطور أسلوبي ولغتي في الكتابة ، واغني أعمالي بالمزيد والمزيد من الأفكار والرؤى والصور المستقاة من التاريخ والواقع والمخيلة .. أنا اردد مع نفسي لم لا املك جرأة كتلك التي يتمتع بها مورافيا أو غراس أو الطاهر بن جنون .. ينبغي للكاتب أن يكون جسورا بلا حدود وان يواصل الكتابة في زمن العقم واللاجدوى .

س : في اعتقادك كيف استطاع الكاتب العراقي في الداخل أن يخرج من عنق الزجاجة طوال العقود الماضية المتسمة بالقمع والاضطهاد الفكري والسياسي وان يمرر كتاباته               على الرقيب ؟

ج : أولا لا بد أن أقول أن كتابا عديدين ضيعوا أنفسهم ومواهبهم من خلال الجري وراء المنافع المادية فراحوا يطبلون للنظام البائد وينالون التكريم من هذه الجهة أو تلك .. أما الصنف الآخر فقد ظلوا متماسكين ومتوازنين .. خذ على سبيل المثال جليل القيسي ، محيي الدين زنكنة ، فهد الاسدي ، ياسين طه حافظ ، حسين عبد اللطيف ، كاظم الحجاج ، مهدي عيسى الصقر ، فاضل ثامر ، عبد الرحمن طهمازي ، لطفية الدليمي ، ابتسام عبد الله ، نعيم عبد مهلهل وآخرون .. نحن كتاب القصة والرواية لجأنا إلى الرمز والأسطورة والتغريب والفنتازيا للتعبير عما يجول في خواطرنا .. هكذا فعل نعيم عبد مهلهل في ( حدائق الغرام السومرية ) .. كما استخدم القاص الراحل محمود جنداري الأسطورة ليصل إلى مبتغاه .. والشيء ذاته فعله محمد خضير ولطفية الدليمي .. في قصتي ( بانوراما ) جعلت الأحداث تدور في نفق كي امرر أفكاري وأخيلتي على الرقيب .. هناك أدباء لاذوا بالصمت ، أما البعض الآخر فلجأ إلى أساليب عدة كي ينقذ نفسه وقلمه .. وأحلامه .. التي كادت تتعرض للإجهاض . التغريب كما تعلم يا آخي العزيز يساعد على انفتاح النص ، ويضع احتمالات عديدة للتأويل .

س : كيف ينظر علي عبد الأمير صالح إلى أدب الداخل وأدب الخارج سيما أن عشرات الكتاب والشعراء والمثقفين غادروا البلاد  وواصلوا الكتابة والنشر في كل أصقاع الدنيا من السويد وهولندا إلى استراليا ؟

ج : أنت تعرف ، يا عزيزي ، أن الكاتب العراقي مشبوب العاطفة وجاد وملتزم .. وإلا لماذا يضحي بكل شيء ويختار الغربة .. نعم ، هناك نصوص أدبية رائعة كتبت في الخارج مثل كتابات سعدي يوسف وفوزي كريم وإبراهيم احمد وفاضل العزاوي وآخرون .. وهناك كتاب ضعفت موهبتهم أو قل جف خيالهم فلم يكتبوا شيئا ذا بال .. نحن كتاب الداخل اكتوينا بنيران الحروب البربرية التي دفع ثمنها الشعب العراقي والشعب الإيراني والشعب الكويتي الشقيق .. كما عانينا من نقص الدواء والغذاء إلا أننا لم نستسلم وبقينا نكتب على ضوء مصابيح الكيروسين وفي أقسى الظروف الحافلة بالحرمان والجوع والأنين .. وانقطاع التيار الكهربائي .. نشتري الكتب المستنسخة ونوزعها على زملائنا .. لم نقبل بان نظل متخلفين عن زملائنا الأدباء العرب أو الأدباء العراقيين في المنفى الاختياري أو الإجباري الذي اختاروه . لهذا تجد ثمة كتابات رائعة وجميلة دونها كتاب عراقيون بوسعك أن تصفهم بالأبطال لان قسوة الظروف لم تزعزع إرادتهم ولم تحنِ قاماتهم .. لقد كتب معظمنا كثيرا من القصص والقصائد واحتفظنا بها لأننا لم نجد أحدا ينشرها في الداخل أو الخارج .. ففي الخارج ربما لا يفهمون معاناتنا ، وفي الداخل ربما يقاد المحرر أو مسؤول الصفحة إلى التحقيق إذا ما نشرها .

س : ذكرت في حوار صحفي سابق انك تكاد تنهي ترجمة رواية ( جبل السحر ) لـ توماس مان .. هل أنجزت الترجمة ؟ وأين ستنشر هذه الملحمة الروائية التي طالما قورنت بها (طبل من صفيح ) ؟

ج : نعم أنجزت الترجمة .. فبينما كان ازلام النظام البائد يبحثون عن جحور مناسبة للاختباء كنت أضع اللمسات الأخيرة على الترجمة .. أما إلى أين سابعثها فلا ادري حتى الآن .. إذ لم يصدر عندنا أي كتاب أدبي منذ اندلاع حرب تحرير العراق حتى الآن .. لا ادري هل سنكتفي بالصحف التي انهالت علينا من كل حدب وصوب .. متى سيحل الأمن والاستقرار الذي سيجعل القارئ العراقي قادرا على قراءة رواية بألف صفحة مثل ( جبل السحر ) .

س : ما هو جديد القاص والروائي للمترجم الدكتور علي عبد الأمير صالح ؟

ج : أنجزت ترجمة عدد من الدراسات النقدية حول الأدب الروائي للكاتب الألماني هرمان هيسه .. كما كتبت دراسة بنحو ست عشرة صفحة حول مجموعة ( بيت للشمس والشجر ) للقاص والروائي الراحل حميد ناصر الجلاوي .. الذي عاش وترعرع في الكوت .. لكنه اعتقل في العام 1979 بسبب نشاطه السياسي وبعدها بأربع سنوات تم إعدامه .. الدكتاتورية تكره المثقفين .. ألم يقل غوبلز ، وزير الدعاية النازي : عندما اسمع اثنين يتحدثان في الثقافة أمد أصابعي إلى مسدسي.. الدكتاتورية واحدة ، إنما الأساليب مختلفة .



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيون حسون الدراجي – أبو سلام
- شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام
- ملف عن الشهيد ، ملف عن الإبداع المقاوم…
- حول قرارمجلس الحكم 137 الرجعي
- إلى رجل الايروتيكا السياسية سعدي يوسف
- خيول
- نصوص عراقية / العدد الثاني
- من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق
- خيول
- حوار هادئ مع شاعر النشيد الطويل… برهان شاوي
- مقاومة الأيتام…
- المقاومة يا عرب…!!
- بدون تعليق
- عن أي مقاومة تتحدثون ...؟
- أبو شفيع...
- مشاهد واعترافات
- سوالف مزعل الدواح الجزء -2
- سوالف مزعل الدواح جزء -1
- الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري و ...
- حول الحزب الشيوعي العراقي – الكادر


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن صابط الجيلاوي - مدخل إلى عالم المترجم والقاص الدكتور علي عبد الأمير صالح