|
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ... الجزء الخامس
سيروان شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 09:45
المحور:
الادب والفن
(ماهية الفن ) يجب علينا ان ندرك الفن وان نعبر عنه ليس اعتباره جوهرا فقط وانما اعتباره ذات ايضا ، ان معناه لن يتضح في الواقع الا بعد فهم حقيقة الفن نهائيا الذي هو جوهر كل شئ لمعرفة الذات ، وهو وجود بوصفه موضوعا للمعرفة . من ذلك يتضح ان للفن قيمة تاريخية يكشف بوضوح عن قيمة الانسانية والميتافيزيقية في الانسانية و تجاوزها بالقدر الذي يكون به هذا المفهوم على ربط الانسانية بالحياة وتوحيد الفكر الانساني بالواقع ، بهذا تكمل الخاصية الاساسية التي يقوم بها الفن لنظرية فلسفية جدلية ، وهي نظرية ذاتية ، فالفن هو الذات ، ومن هنا يكون الحوار قد استجمع كل المفاهيم الحضارية لجعل من الذات محورا للعالم من ناحية ومن ناحية اخرى هو شكل الركيزة الاساسية لمفهوم الفلسفة الانسانية يجعل من الذات في مثالية تاريخية ، بمعنى انه يقرر معنى الذات في حقيقة العالم ويكشف هذه الحقيقة عبر هذاالنمط الانساني ومن خلال المشاركة بين المعاني الاخرى التي يمتلكها اشخاص اخرون لتندمج معا من اجل هدف واحد وهو البحث عن قراءة جديدة للحياة ، ان قراءة الفلسفة الفنية استنادا على افكار الذات يجعل من الانسان ان يقرر نواياه الذاتية من حيث المذهب الفلسفي والعقيدة الانسانية ليشارك المجتمع في بناء صيغة جديدة له بشكل ضمني فمن خلال هذه العبارة عمل الفنان الكوردي العودة الى الذات الحقيقية في بناء عالم خاص به وبمجتمعه لينزع النقاط السلبية التي كانت مدروسة لدى فكر الغير وهي متناقضة في احيان كثيرة قد لايمكن ان يجد نفسه فيها اذا تماشا لفترة طويلة ، فلهذا توجهوا بعد ذلك الى النقاط الاساسية لطبيعة وحقيقة تحويل الذات الى المحاور العالمية في منطق التطور الفلسفي للفن ، وان لم يكن الفنان الكوردي قد اطلق الروح الجديدة في عالم الفن لفقد جزءا كبيرا من الفكر الفلسفي الهادف لمبدأ ثابت ، والمذهب الصحيح هو ممارسة صور الجدل الذي يمكن من خلالها السير في الطريق المنتظم وبمقدوره التغلب على النواقص في الجانب التحقيقي للفكر الميتافيزيقي ، ان الفن لا ينفذ في صميم ذاته فحسب بل هو ارتقاء في مستوى الذات ايضا ، وهي عملية تبادل بين الذات والموضوع يعكس طريقة التفاعل بين الذات والفكرة في ترجمة الذات الى واقع الموضوع لمتطلبات العمل الفني والفلسفة الفنية ومن ثم البحث عن الضروريات والنقاط الاساسية في موضوع الفن وربطها بالواقع الاجتماعي والاهم من هذا كله كيفية الاستغلال او الاستفادة من تلك العبارات الفنية ، كوردستان تتالق من جديد لبذل محاولة جديدة ترمي الى تجاوز الفكر التاملي في مفهوم الفن تاريخيا من حيث طريقة العمل والمضمون السائد انذاك حيث اصبحت لكوردستان صيغتها الجديدة في التعامل مع الفكر والعمل الفني مضيفا اليها هيئة موضوعية ذو معايير مثالية من الجوانب الفنية و الفلسفية حيث ان الفن هو المعبر الوحيد للوصول الى الارتقاء في الذات والى التطور الفكري نحو عالم جديد من الانسانية والاساليب المتنوعة في الحياة وبناء صورة حديثة للواقع المعاصر .
بالاضافة الى النشاط الفكري بحد ذاته عليه فقد حاولوا بعض الفنانين الكورد خلق مرة اخرى الصور الابداعية للفن بدراسة موضوعية للنظريات السائدة والحديثة والقيام بوضع بحوث جديدة تعكس صور الذات برموز جديدة وبحركات صحيحة من خلال التحقيق الذاتي بمستويات جديدة من التفاعل بين شكل الصورة والرموز التي تحتوي هذه الصورة ، فكوردستان تسير في خط مستقيم جوهره التقدم من الناحية الفنية حتى وانه بدا في الاونة الاخيرة تسير بمقتضيات الحاجة الفكرية من الزمن التاريخي والحاضر وفي الزمن ذاته .
وما اهمية هذا البحث او هذه الدراسات التي دفعت بي اليها فترجع الى امور عديدة قد لايسهل حصرها ، وليس هناك أي اسباب في التركيز على هذه الدراسات سوى انها حالة انتقالية ذاتية تهدف الى تغير اسس المناهج التقليدية لتاريخ قد مضى ، وان نضع الوجهة المنطقية في تاريخ الفن والفلسفة الفنية ومدى اهميته خلال السنوات الماضية بمختلف جوانبها ، ولما كان الفن يشير الى بناء كل ماهو غير واضح المعاني وهو بمعناه بناء نظام حياة متطور ووضع فكر جديد لبقايا الاشياء التي لم تضع ما يبني طريقا صحيحا للتقدم ، بذلك اصبح الفن في كوردستان ذا اهمية فكرية ثقافية تاريخية الى جانب الاهمية السايكلوجية والميتافيزيقية الذي جعل من المجتمع الكوردي ينهض من جديد بعدما توقف الابداع الفني في فترة ما وساد التقليد في الاعمال الفنية التشكيلية وانتشر التخلف الفني والفكري واضطهدت حرية الذات في التعبير عن الظلم والفساد بطريقة ابداعية وعاش الفكر والثقافة في محنة وتحول الفنان الى شخص آلي يحرك ذاته دون تركيز او تفكير صحيح تابعا للحاجة التي تسيطر على فكر المجتمع الكوردي مقارنة للتفكير المعاصر الذي يعيش فيه مجتمعنا الان حيث انه اثبت على طريق جديد من التفكير والممارسة الفعلية للفن والواقع ان كل ما نقوم به هو بناء مستقبل جديد لكوردستان .
ان حقيقة طبيعة الفن للوعي يمكن الوقوف من خلال تحليلها على طبيعة خبرة الوعي الحسي بذاته من ناحية وعلى طبيعة معرفته بذاته وبموضوعاته واساليبه من ناحية اخرى ، ويشمل تطبيق الحقائق العلمية والثقافية التي تحصلت للوعي عن الفن على الوعي ذاته ومن هنا قام الوعي الفني بنوع من التغير في الانماط الفكرية وبملاحظة الذات رؤية الفن او العمل الفني في اتجاه اكتساب المزيد من الوعي بشكل عام ووعي الفني بشكل خاص ليكون ملما بذاته وعالمه ، الى مستوى الادراك لينتقل بذلك الى حالة من الفهم الذي يضع الوعي على ابواب محصلة جديدة تقترب فيها من التيقن بان الاعمال الحسية الفنية هي اعمال معبرة عن مفهوم الابداع ،ماهي في الحقيقة الا برهان لتثبت ذات الفن الصادق وهذه الحقيقة برهنت في الفترة الاخيرة لكوردستان حيث وضع الفنان الكوردي التحول الفكري لخدمة الحقيقة الفنية بين وعيه وعالمه رغم التناقضات الفكرية الذي حاول تمزيق هذا الوعي ، وقد ظل هذا التناقض الاليم الذي حاول تشتيت الوعي الذاتي من خلال بعض الافكار اولهما ان الوعي الفني الذاتي في حقيقته لا يتعرف على ذاته كفن لقيمة الفن الا لبعض الاتجاهات المعينة التي تخدم مفهوم معين وهذا لايجوز في الفن الحقيقي وثانيا تغلب الوعي الايدولوجي على الوعي الذاتي نتيجة لدوافع تهدده في وهم مصيره بالفناء والزوال الذاتي وثالثا عدم القدرة في المواجهة مع الذات ومع الفكر الاخر الى اقصى حد ، وظل هذا الصراع ينشب بين الفكر والوعي الفني حتى تفهم الفنان الكوردي في الاونة الاخيرة بعض الاسس الفنية المرتبطة بالحياة الفنية والوعي الذاتي الفني والمقاصد الذي يهدف به الفن الحديث والمعاصر ، وقد تحرر معظم الفنانين حيث لم يتبق الا القليل من الخطوات السابقة ليستعيد ثقافته الفنية معتمدا على الوعي والحس الذاتيين ، فعندما يكشف الوعي الفني انه ليس في تناقض مع الفكر المعاصر بل بالعكس في حالة وفاق معه فيتوجب على الفنان الكوردي اثبات هذه الحقائق والخروج عن وحدة المتناقضات الفكرية وصراعها وان يثبت اهمية الفن المعاصر للمجتمع من خلال الاعمال الفنية ومحاولة بث الفكر الفني لدى الغير في مكامن موضوعية فلسفية تبحث عن الذات في اكتشاف المفاهيم وتحقيق الوعي الفني في مواضيع و اساليب يتحقق منه المفهوم الصحيح للفن ، فقد اجاز له ان يضع وظيفة جديدة للفن مقترنة بالفن العالمي فقد حقق فيه توظيف الفكر الكوردي في الاعمال الفنية باساليب متطورة فتناول المواضيع الذاتية والتراثية والشعبية من صميم الواقع الكوردي ليضع صورة جديدة للعالم ليس بالشكل المباشر بل بالمضامين الذي يعبر عنه الفنان الكوردي في محتواه الذي يربط النهج المعاصر في الفن بالحركات الثقافية في العالم .
كوردستان تاريخ امة عاشت من اجل تحقيق الذات والوعي الذاتي فمن هنا خرج الفنان الكوردي ليحقق تاريخا اخرا وليضع مجالا اخرا من خلال الطابع الفكري والفني وترجمته لاعمال رمزية بطولية في الساحة الفنية ومن هنا يتحقق الجوهر الفعلي لماهية الفن ووحدة الفكر الفني في كوردستان والعودة الى الذات الفنية بوصفه قيمة التطور في المجتمع المنطقي .
في هذا القسم تطرقنا الى الاخذ ببعض الاراء من مثقفي الكورد في مجال الفن فتجيب نازدار عبدالرحمن احدى المعلمات في مدينة عقرة بان الفن يلعب دورا كبيرا الى حد بعيد في حياتنا أي يمكن القول بان اسلوب حياتنا يتكون من الفن ، وكما تقول دائما ان الفن الجيد هو الخط او التفكير الصحيح والسليم لتقدم المجتمع والتطور به .
وفي أي مجتمع عنما يلعب الفن دوره بشكل مخصوص ودقيق نلاحظ بان هذا المجتمع مجتمع متطور ومثقف وتكون الحركة الفكرية في كل المجالات جيدة ، اما بالنسبة للجانب التربوي واهمية الفن فيها فتجيب من اهم المجالات التي يكون فيه دور الفن مهما وكبيرا حيث يؤثر على التربية بشكل ايجابي وعلى الاسس المنهجية والخيال الفكري ، ففي كوردستان لعب الفن في المدارس دورا مهما في توفر الكتب الذي يحوي على الرسومات الجميلة والكادر الفني الذي سلك الطريق الواعي وتحقق في بناء مجتمع واعي ، تقول نازدار ان الفن لايحتاج الى تعريف اوشرح عنه لان معالمه واضحة حيث يعمل ايضا بتسهيل او تفهيم المادة دون اجهاد فهو حاله حال أي لغة جديدة عندما يتعلم الطالب شئيا منها ولكن يجب علينا فهمها بالطرق الصحيحة وتفسيرها بشكل ناجح .
اما في اجابتها حول التطور الفني في كوردستان تقول – يتطور الفن بنفسه ذلك من خلال العمل المستمر وكيفية تعامل الشخص مع العمل الفني ومدى رغبته له،واكيد في كوردستان يتطور الفن بشكل ملحوظ وخاصة في السنوات الاخيرة وكيف ذلك التطور تسال وتجيب – بواسطة الظروف الحالية الجيدة والامكانات المتوفرة ، فهذا ساعد الفنان على الاستمرار والتمعن اكثر في مجال الفن والدخول الى عالم الابداع ،فالظروف تلعب دورا مهما في كل المجالات من ناحية التطور وخصوصا في الفن حيث يحتاج الى الحرية الفكرية وتوسيع مدركاته واظهارها بالشكل المطلوب من قبل الفنان وكل هذا دون عوائق حيث ان الفن لايجوز وضع رقيب عليه .
كان هذا جملة من النقاط قد ابدت بها المعلمة نازدار حول دور الفن في التربية والتعليم وايضا كيفية التطور ومما يتكون هذا التطور ، حيث اكدت على ان التربية الفنية هو طريق نحو تطور مفهوم وهو مدخل في تحقيق الفعاليات التربوية وهو معيار للتغير الاجتماعي والثقافي في المدارس وايضا يساعد على تحقيق الاساليب الحديثة في فهم المناهج التربوية بشكل افضل وتحديد معاني فكرية متطورة يكون اساسا في العمليات الناضجة ولفهم المعنى العام لمضمون المواد الاساسية من حيث جعل المدارس وسيلة لكشف الحقائق العلمية الاساسية عن طريق التربية الفنية وتحديد الذكاء للطلبة كما في كتاب تربية الذوق الفني ل ( هربرت ريد ).
وحول دور الفن في كوردستان كانت اجاباتها واضحة من حيث التطور الفني الحاصل في السنوات الاخيرة فنتيجة الظروف الجديدة بقصد التغير الايجابي والحضاري في تحقيق حرية التعبير الفكري والفني وايضا التغير الاجتماعي من حيث الثقافة والحس والادراك الفني، والاهم من هذا كله قيام حضارة فكرية متقدمة غير تقليدية تتحقق فيها نقاط مضمون الانسانية .
اما سوزان صباح فهي مدرسة السيراميك في معهد الفنون الجميلة بمدينة دهوك تتحدث قائلة - طبعا الفن هو حرية كاملة يشعر بها الانسان وبالاخص حين يبدع في فنه وكل ما يدور في ذهنه او في داخله يحوله الى اعمال فنية مبدعة في الفن التشكيلي وتقول ايضا انها كفنانة تشكيلية في فن السيراميك ابدع في فني من خلال الافكار التي تدور في مخيلتي والذي اقوم بدوري في ترجمتها الى اعما ل جميلة فنية وكل هذه الاعمال كانت من محض مخيلتي وذهني, اما في ردها على الدور الفني في كوردستان فتقول كل فنان مبدع يعبر عن شعوره من خلال الاعمال الفنية بانواعها وايضا يجب على الفنان الكوردي التعرف على الفنون القديمة ليس الحديثة فقط من خلال الاعمال والقطع الفنية في كوردستان حتى تساعده على نهضة فكره للمجتمع وان التطور في كوردستان حسب رايها في عملية مستمرة كما ان الفنان الكوردي يبدع في فنه وبامكانه تطوير مجتمعه .
مجمل ملخص الاسئلة اجابت عليها مدرسة السيراميك والقصد هو ابراز النقاط الايجابية لغرض جوهري في ايجاد واعطاء قيمة حقيقية للفن التشكيلي حيث اكدت على اهمية الفكر في تحقيق الترابط بين المخيلة وهي الاساس في بنية الفنان المبدع وعلى ان هذه المخيلة تكون في حدود المنطق الابداعي للاعمال التشكيلية والنقطة الثانية الحس الموجود لدى الفنان والفكر الموجود في تحقيق الرغبات والكشف عن المضامين بطرق جميلة ، اما بالنسبة للفن في كوردستان فهي تقول ان على الفنان الكوردي المشاركة في تطوير المجتمع والخروج الى الحضارة الجديدة من خلال المعرفة الكاملة لتاريخ المجتمع والاستمرار في العمليات الفنية بفكر ذو مضمامين ابداعية ومحاولة تطبيق هذه المفاهيم الجديدة للمجتمع لغرض بناء مجتمع جديد وايضا الوضوح في كوردستان يستمر بحالة متفائلة من الفن التشكيلي .
اما شيلان عقراوي فهي احدى المتذوقات الحقيقيات في الفن التشكيلي تتحدث عن الفن بكل بساطة حيث تقول, الفن – هو ابداع لكل الانشطة الذي يتناولها الانسان في حياته وكل شخص يعبر عن الفن بطريقته الخاصة والفن بضمونه العام حسب رايها يشمل كل ما حولنا في هذا الكون وان الفنان يعبر عنه بواسطة فن جميل ويعبر عما في داخله فيصبح بذلك فنا رفيعا يمكن من خلاله تطوير مجتمعه فحاجته كحاجة التكنولوجيا والغرض التقدم في النواحي الحياتية والجوانب اللانسانية .
اما في ردها الفن في كوردستان – فتقول يمكن ان يتطور الفن في كوردستان من خلال الدعم المعنوي بشكل كبير ثم الدعم المادي والتشجيع من قبل الجهات المختصة ويكون اداة يتداولها كل شخص كوردي في حياته اليومية ليكون حافزا لانشطة اخرى .
اجابات مختصرة ولكنها هادفة تجيب عليها متذوقة الفن التشكيلي شيلان عقراوي حيث استنتجت من مشاهدتها الاعمال الفنية انه حاجة ضرورية للحياة اليومية للانسان فمن خلاله يمكن التعرف على جميع انشطة الحياة ويمكن ايضا ادراك المعنى الحقيقي لقيمة العمل الفني حيث يمكن التقدم بالمجتمع من خلال الفن والعثور على الشئ الصحيح في تحليل المنهج العلمي للفن وجوهرية المبادئ في طرح الافكار الجديدة اما بالنسبة للفن في كوردستان فهو حالة يكشف به الفنان ادراكاته الحسية من خلال الفن ولكن مشروطا عليه الدعم المعنوي والمادي فهي بمعناها عودة الانسانية لتاريخ الفن ووضعها في صورتها الصحيحة والتي تدل على احدى معانيها في فلسفة الحياة وان اهمية هذا النشاط الانساني في جوهريته هو بناء مجتمع صحيح من الناحية الثقافية والحياتية والعلمية .
شاع الفن في كوردستان بترجمتها الحية لنظرية الطبيعة بمعنى رسم ما تضمن الطبيعة من الاشكال والاشياء دون التحكم في المشاعر وبموجبها لم يقتدر الفنان الكوردي على معرفة مضامين الفن من حقيقتها فادرك في لوحاته مواضيع تقليدية بحيث لايبقى عليها سوى غموض معرفة الاسس الحقيقة للفن ،كان استخدام هذه الفكرة في سابق عهدها في فلسفة فكر الفنان الكوردي ،ولكن الان اصبح معنى تطابق الفن بمنطق الحياة المعاصرة في العثور على صور جديدة تكون ذات دراسة تحليلة منهجية وتكون من اصولها المختلفة والمتميزة للاذواق الفنية بصفة جوهرية ويشكل جزا مهما لعالم الجمال الحقيقي تقديرا لمحتواه الفعلي وقيمته الموضوعية ، ان ابعد مايكون في الوقت الحالي هو ثبات الفن في هذه المرحلة حيث كسب جوانب جديدة مرتبطة بالوعي الكوردي جوانب ينقلب على بناءها التقليدي ليبني عالما خاصا في ذاتها وذات الفنان الكوردي لا ينكشف ذاته الا في التاريخ وهذا ما نود ان يكون الهدف في فلسفة التاريخ للفنون الحقيقة المعاصرة .
والواقع ان موقف الفنان الكوردي في الظاهريات الفنية يستبعد بها على ان تكون عملا يقصد به اساسا طرح الموضوعات في تحليل ثابت دون التصورات الفكرية الذي يقوم في تسويغ المعرفة والادراك الكامل والكشف عن ماوراء حدود التصورات بل انها في الحقيقة تصورات تم نسخها لدى العديد من الفنانين او الاشخاص او المتذوقين على ان الفن هو حقيقة فكرية ابداعية يتم فيها خلع المناهج التقليدية ويقابلها في الوقت نفسه متحولات تستند في باطنها على الرموز الجميلة في الحرية التعبيرية والاستقلالية في الفكر الابداعي تضمن مقاييس الفن العالمي يتخطى التصورات العقلية في بعض الاحيان ولكن هل هذه الحقيقة ستبقى وتستمر نحو الافضل في التعبيرعن الوعي الذاتي امم سيمكث في فترات طويله دون الكشف عن حقائق جديدة ..
الحقيقة ان الوعي الانساني هو طريق نحو السلام والابداع فعلينا وعلى الفنان الكوردي اثبات هذه الحقائق ببرامج فنية تشكيلية متنوعة ومبسطة في معانيها وفي تركيبتها الفكرية للتغلب على كل نهج سائد وتقليدي في طرحها للمواضيع المجردة من العواطف الانسانية .
ان الوعي عند الفنان الكوردي كانت عملية حية لم يكشف عنها من قبل بسبب الظروف الماساوية او بسبب القيود المفروضة علية والسياسة المتبعة انذاك حيث وضع فكر الفنان الكوردي رهن الاعتقال، وان قولنا لهذا الشئ لم يكن مجرد كلمات بل نتيجة لتجارب او التحليلات الذي برهن على ان الفنان الكوردي كان يعيش حالة من فقدان الهوية الحقيقية ولكن في الاونة الاخيرة وبعد رجوع النهج الصحيح لواقع المجتمع الكوردي اصبح الفنان في كوردستان روحا طليقة ، غير مساره التقليدي الى بناء حضارة معاصرة ونشر الخير ، وان وعيه جعل منه يتعامل مع العمل الفني بصدق وشفافية تامة، والعمق في لحظات كان هو في امس الحاجة لمعرفة الوصول الى الانسانية والى منبع الحقيقة في كوردستان .
ان قلب الفنان الكوردي تعمق في الانسانية من خلال الاعمال الجريئة والمطلقة في التعبير الصادق لا لقيام ذاته بل لقيام حضارة جديدة في ارضه وترابه ليدون رموزا جديدة مطلقة في الجوهر تكون قادرة على بقاء هذا الثراء والتراث بمعاني خيرة من خبرة الفن والارتباط الحقيقي بالذات الجوهرية لمعنى الانسانية .
#سيروان_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
المهرجان الفني في دهوك
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
مسرحية(( الزنوج البيض))
-
مهرجان معهد الفنون الجميلة في دهوك
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
مسرحية اللحّاد
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية فى العهد الجديد واهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة
...
-
كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة
...
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|