أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم أحمد - هل المالكي هو خطأ بول بريمر؟














المزيد.....

هل المالكي هو خطأ بول بريمر؟


إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 03:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال نوري المالكي قبل أيام :" إن بول بريمر قد ارتكب أخطاء كثيرة في العراق لا تقل خطورة عما ارتكبه الإرهاب، وما زلنا نعاني من تلك الأخطاء ونعمل على معالجتها"

لكنه لم يقل ما هي هذه الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها بول بريمر، إن الموضوعية التي ينبغي أن يتحلى بها رجل هو رئيس للوزراء تقتضي منه تحديدها بدقة في الأقل لكي يعيها الناس،
ويساعدونه في حصرها وتصفيتها، وعدم تركها تفرخ أخطاءً وخطايا أخرى!

لا شك إنه لا يقصد من هذه الأخطاء، أن بول بريمر إن قد تدخل في تصميم ساحة الطيران في بغداد، أو إنه قد ضيق استيراد الدجاج المجمد ليكون من جزر الكناري فقط، ومنع استيراد القرفة من الصين،أو النرجيلة من الهند، لابد أنه يقصد قضايا أكبر وأخطر من ذلك بكثير!

فالمعروف أن القضية الكبرى الرئيسية التي عمل عليها بول بريمر هي هدم الكثير من ركائز الدولة العراقية ومؤسساتها وحل الجيش، وسن دستور لبناء دولة أخرى وتنظيم الحياة السياسية فيها،ومحاولة تشجيع أنشطة المجتمع المدني. وهي قد جاءت كما نراها اليوم قائمة على أسس : دينية وطائفية وقومية وحزبية وعشائرية!

فهل يريد المالكي القول أن هذه العملية قد خرجت من رحم بول بريمر؟ حاملة ملامحه وملامح أجداده الكفرة والملحدين؟ وإنه وحده مسؤول عن هذه الولادة المشوهة ؟ إذا كان الأمر كذلك فإن المالكي نفسه، بصفته الابن الشرعي لهذه العملية هو أحد أخطاء بول بريمر! وإن تنكره لبول بريمر هو نوع من العقوق والجحود! وإن هذا التصريح يضره كثيراً ولا ينفعه في شيء!

أما إذا كان الأمر كما يقول بول بريمر في مذكراته وتصريحاته اللاحقة وما يفهم منها، وليد نهج وغايات الأحزاب الدينية والقومية والجماعات والشخصيات البارزة الذين أصروا على حل الجيش ( خاصة قادة كرد ) وحل الكثير من مؤسسات الدولة، وصياغة الدستور بهذه الشاكلة وإنهم هم من صاغ ديباجته الطائفية ( الحكيم وحمودي وغيرهما ) وبنوده التفكيكية وشكل مجلس الحكم،بطابعه الديني الغالب، ووفق نسبه الطائفية والقومية حتى أنهم رفضوا إشراك المرأة فيها وبذل جهداً شاقاً لإقناعهم بمشاركتها.

وهم من تصدى وحاصر مجلس إعادة إعمار العراق الذي جاء معه والذي كان يضم قرابة150 خبيراً من الرجال والنساء هم من خيرة التكنوقراط العراقي.وإنه كان ينوي تأجيل الانتخابات العامة لظرف أفضل لكنه لم يستطع إقناع المرجع الشيعي الأعلى على السيستاني الذي أصر على الإسراع بها ودعم جهة دون أخرى بفتاواه ومباركته، وبالتالي جاءت نتائجها بما هي عليه اليوم من خلل وإجحاف وانحراف!

وبهذا تكون الأخطاء هي نتاج القوى والأحزاب والمرجعيات المتصدرة الساحة، بل هي متخمة بأخطائها وخطاياها ولا تحتاج لأخطاء وخطايا الآخرين! ويكون المالكي النتاج الشرعي لأخطاء جبهته الطائفية والحزبية!

ويستطيع بول بريمر أن يقول أنه رحل منذ أربع سنوات ولم يبدأ الذين تولوا الحكم بعده من منطقة الصواب، بل يصرون دائماً على البدء من منطقة الخطأ،ومن المنطقة الخضراء فقط لا المناطق كلها!

لقد كان المالكي وإلى ما قبل أيام يعلق كل فشل تجمعه القائم على المحاصصة والحزبية الضيقة وكل هذا الخراب والحصاد المر في الوضع على شماعة البعثيين،ولا يفوت مناسبة أو حديثاً إلا ولعنهم وتوعدهم رغم إن قسماً منهم صار ضمن عصبته عبر الرداء الطائفي!

لكنه الآن انتقل إلى موجة جديدة فصار يعلق هذا النقص المريع في الكهرباء والماء وانتشار الأمراض الفتاكة واغتيال المثقفين وبقاء الوضع الأمني هشاً قلقاً وغيرها من الكوارث على شماعة بول بريمر! وهذا مؤشر عجز ومغالطات تذكرنا بالذرائع المدمرة للعهود السابقة.

فهناك الكثير من المهمات لم يستطع إنجازها وفي مقدمتها المصالحة الوطنية والتسوية السياسية العامة في البلاد والتي هي العامل الرئيس في استتباب الأمن والحد من الفساد المستشري والتقدم بما يكفي في مجال الخدمات والبناء والاعمار!

وسواء كانت الأخطاء الكثيرة التي هي أخطر من الإرهاب هي من صنع بول بريمر أو من صنع المجموعات السياسية التي تحدثت مع بول بريمر بصفتها ممثلة للشعب العراقي وانتزعت الحكم لها واحتكرته فإنها أخطاء رهيبة حقاً وتقتضي المعالجة دون تأخير، والمالكي نفسه وعد الناس بمعالجتها ولكن عدم تشخيصه لها سيجعل الناس تعتقد أنه سيكتفي بإطلاق استيراد النارجيلات من الهند،والقرفة من الصين، بينما هي تتطلع لأن يقوم المالكي بإعادة سور الصين إلى الصين بعد أن جاءت به تشكيلته الطائفية والقومية والحزبية إلى بغداد والعراق كله وجعلته يلتف بين بيوتهم ويجثم على صدورهم، ويحجب عنهم الشمس والماء الهواء!

على المالكي أن يكون ضمن حلم الناس بقائد وطني فيصفي هذه الأخطاء بغض النظر عمن صنعها سواء بول بريمر أو الحلف السياسي الذي ينتمي هو إليه، ويبدأ العملية السياسية من جديد ،ويحرص على أن تجري الانتخابات المحلية والعامة المقبلة بكل شفافية وأمانة ودقة ودون تدخلات أو فتاوى لتنهض دولة جديدة وحكومة جديدة تستندان على أسس المواطنة والكفاءة والنزاهة والحقوق المتساوية وحب العراق والولاء له لا لغيره أية دولة كانت إيرانية أو تركية أو حتى عربية ،فلا ولاء ولا خضوع إلا للعراق، وأهل العراق عرباً وكرداً وتركماناً وآشورين ومندائيين ويزيديين وغيرهم من قوس قزحه الجميل ، ولا بأس أن تقوم علاقات جيدة ومتينة ومصالح مشتركة مع أية دولة إقليمية أو أجنبية تبادل العراق نفس الشعور ونفس المصالح والمواقف والسلوك!

بهذا يكون المالكي قد تجاوز أخطاء الماضي،وشماعاته المضللة، واتجه نحو المستقبل وشموعه الكثيرة!



#إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة الكرد في زمن الكوليرا
- مناصب كبيرة شاغرة في العراق____2 2 الحلقة الثانية والأخيرة
- مناصب كبيرة شاغرة في العراق (الحلقة الأولى)
- كامل شياع : المعركة غير المتكافئة
- المثقفون الكرد أمام مسؤولياتهم
- استفتوا العراقيين جميعاً حول كركوك


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم أحمد - هل المالكي هو خطأ بول بريمر؟