أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى الشحتور - كوليرا - الكل يرى














المزيد.....

كوليرا - الكل يرى


مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 03:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علينا وقد امتلئت المستشفيات في بابل بالمصابين بالكوليراواجتاح الوباء اكثر من محافظة علينا ان نتهيأ للجدري وان نستعد للطاعون وان لانتوهم اننا في مأمن من أي مرض وبائي .علينا ان نستعد للخطر ان ابادة عرضيةلمرض يسري بين ابنائنا ويفتك بشعبنا دون ان نعلمه حتى يخطف من يخطف بدون سابق انذارمسالة جد طبيعية في هذا السياق اللاطبيعي للانهيار البيئي الغاشم. الكوليرا تعود الى زمن انطلاقها تنهش في الاماكن والمواطن الموبؤة.والعراق الموطن الطبيعي لكل امراض الدنيا السارية الوبائية، والهمجية والوحشية والعادية والتقليدية .
لما كنا في الابتدائية اواخر السبعينات.كانت الفرق الصحية تجوب مدراسنا حيث نتلقى التلقيح المتواصل بمصل الامراض الثلاثة الاكثر فتكا.
وما ان غادرنا تلك المرحلة اعلنت المنظمات العالمية ان العراق بلد نظيف ومعافى ولايخشى عليه من أي من تلك الاوبئة.
نسينا الكوليرا والتيفوئيد .ونسيناالمضمد عباس الاطرم الذي كان يخدش سواعدنا في منطقة تحت مفصل اليد اليسرى ، بشفرة حادة تدمي سواعدنا الطرية او يلسعنا بيابرة الكوليرا الحارة المحرقة.
انتهى زمن الكوليرا وظننا ان العالم لم يعرفها لاننا في ذلك الزمن الشح لم نتعرف على مصابين .معرفتنا بالكوليرا كما الجدري ارتبطت بالاجراات الوقائية التي تمارسها المؤسسات الصحية،تمنحنا بعدها استراحة يوم كامل.
في ذلك الوقت كانت لدى الدولة سياسة واضحة في الوقاية والرعاية الصحية.
كانت لدينا بضع مستوصفات فعالة ومتقدمة وتؤدي اعمالها باخلاص منقطع النظير.
ماذا يجري اليوم؟
مجاري المياة الاسنة تلقى سمومها في الانهار الرئيسة.
المخلفات الصناعية تاخذ وجهتها الى مجرى المياه العذبة للفرات ودجلة.
جثث المغدورين تلقى في مياه النهرين.
الردم الصحي (العبثي) يتم وسط الاحياء السكنية.
انابيب ومواسير المياه الناقلة منخورة وتسير بموازة المجاري .واذا ماارتفع مستوى اسن المجرى وهو الحال الطبيعي وانخفض منسوب ماء الشفة استقبل الانبوب الصحي مياه المجاري وتلقفها الماطور الحرامي.الى خزان ماء العائلة.
ماهو دور وزارة البيئة في كل ذلك سؤال يحتاج الى اجابة؟ ماهي اجراات وزارة الري سؤال حائر اخر؟
وغير هذا فقد خصصت الحكومة المركزية لوزارة الصحة ميزانية كافية ان لم نقل مغرية .لكن الاموال المتاحة ذهبت بطريقة محيرة .
وعلى سبيل المثال نستطيع القول ان احد المستشفيات الرئيسية التي جرى ترميمها بمليارات الدنانير،هذه المستشفى تلزم المرضى بجلب بطانية وشرشف اذا ماقرر الطبيب المختص ادخال المريض للرقود في ردهاته الصحية.بل وان احد المستشفيات في احدى المحافظات الجنوبية وبعد ترميمه .تبين انه لاتوجد دورة مياه واحدة للمرضى !مع ان المستشفى يتألف من ستة طوابق متماثلة.
واكثر من هذا ان عوائل المرضى تجلب المراوح ومياه الشرب لمرضاها.
الوضع الصحي في البلد ينذر بكارثة رهيبة .
ليس هناك اليوم رقابة حقيقية.
وقد علمت من مصدر قضائي موثوق ان وزارة الصحة منعت القضاء من نظر دعوى احتراق مستشفى رئيسي عام بعد ان تعرض ذلك المستشفى لخامس حادث حرق مشكوك فيه في ظرف عام فقط.
هناك فساد مزمن في المؤسسة الصحية العراقية.
هناك فشل في تحديد الاسبقيات في التصدي للامراض والاوبئة
هناك انهيار في معرفة الواجبات والمسؤوليات.
هناك كوليرا تفتك باهلنا في الحلة وكربلاء وميسان.
ماذا ينتظر الاخرين؟
ربما التيفوئيد وربما الطاعون.
المياه القذرة والسياسات الخائرة.
والايادي غير الطاهرة عوامل اساسية لانهيار الوضع الصحي وللموت الاخر الذي يفتك بأهلنا الطيبين ،كلنا يرى ذلك بعد ان رأى تفشي الكوليرا.



#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسناء وماكين
- امطار ايلول
- اي شيء مهم لم يتحقق!
- الداخلية بين قرارين
- أبو غريب – أبو ظبي
- فوازير الحكومة
- لا النجاح ولا المعدل يكفي
- درس اخلاقي ياشعب الجماهيرية
- على دين مديري
- هيئة عليا
- عقالي ام قبعتي؟
- جولة هنا وصولة هناك
- لانفي ولا تأكيد
- ايها المطران ،اننا نرفض دموعهم
- شيخ الاعلاميين
- عذرا يامدينة الرئيس
- الكورد يستحقونها
- للكورد افضل
- نجاد ابعاد الاستفزاز
- قوانين الدولة وقوانين السلطةالغاشمة


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى الشحتور - كوليرا - الكل يرى