فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 05:58
المحور:
الادب والفن
(إلى سهير التي طارت)
وماذا أفعلُ بأكياس الأرزِ والسُّكر
وبازلاءَ مجفّفة
ورءوسِ ثومٍ
عثرتُ بها في مطبخِك؟
ماذا أعملُ بالثلجِ عشّشَ في أركان البيت
بقطّتكِ البيضاء
تُقعي في الصالة
في صمتٍ تنظرُ إلى باب الشقة
ترجُفُ أذناها
مع كلِّ قدمٍ على السُّلّم؟
ماذا أفعلُ
بصور العائلة على الحائط الأبيض؟
بالأبوابِ البيض المغلقةِ أمام قلبي
بستارةٍ بيضاءَ ساكنةٍ
لأن الشيشَ مُقفل؟
بالسيارة البيضاء العجوز
التي لم تعد تحت البيت؟
بفوطةٍ بيضاءَ تحملُ رائحتَكِ
بخصلةٍ من شَعرِكِ بيضاءَ
عالقةٍ بالمشط
بشالِ حريرٍ أبيضَ
ضمَّ كتفيكِ المُجْهدين
بقطرةٍِ من ماءِ زمزمَ
عالقةٍ في كأسِ غُسْلِك
بوحشتي
بخوفي؟
هل أبيعُها وأشتري أقراصًا منومّة؟
هل أقايضُ بثمنها على أبٍ قديمٍ
نسيتُ ملامحَه،
وأمٍّ
تركتني وطارتْ
ويدي لم تزل
معلّقةً في طرفِ ثوبِها؟
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟