أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مخاوف الفراغ الامني














المزيد.....

مخاوف الفراغ الامني


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موجة التفجيرات الاخيرة تعيد الاهتمام بالامن الى الواجهة فرغم إنه من المستبعد أن تتوقف القاعدة وغيرها من جماعات العنف أو تختفي من الوجود بضربة واحدة إلا إن الأجهزة الامنية ومعها الساسة والاعلام الرسمي سربوا الى الناس آمالا مضخمة، بل إن المؤسسة السياسية إندفعت في توقعاتها في القدرة على فرض الامن وراحت تطالب بمواقيت قريبة لسحب القوات الامريكية من العراق، وكل هذا لا يقلل من حجم النجاحات الامنية التي تحققت لكن يدعو الى الواقعية في التعامل مع نتائجها على المدى البعيد، ومن الواضح إن القاعدة أو من يدعمها له ستراتيجيته السياسية فالقاعدة وطاليبان إستفادوا من الانشغال الامريكي في العراق وإستعادوا جزءا مهما من قوتهم في أفغانستان ويبدو إن الخطط العسكرية الامريكية لسحب مزيد من القوات من العراق وتوجيهها الى أفغانستان تدفع القاعدة الى تكثيف هجماتها في العراق وهي بذلك تضع قدرة الجيش الامريكي على خوض الحرب في جبهتين على المحك، علما إن هذا المحك يعد سقفا مهما في ستراتيجيات الدفاع الامريكية، وقد دار جدل سياسي وعسكري أمريكي طويل حول قدرة القوات الامريكية على خوض حربين أو فتح جبهتين في نفس الوقت، كما إن التركيز على إحدى الجبهتين أكثر من الاخرى هو إحدى ملفات التنافس الرئاسي الامريكي، فبينما يركز ماكين ومعه الجمهوريون على النجاح في العراق يركز أوباما والديمقراطيون على الخسائر في أفغانستان، ومع ذلك فإن القاعدة لوحدها لا تشكل خطرا من دون حواضن وواجهات وموجهات عراقية وقد فقدت القاعدة كل ذلك لكنها قد تستطيع إستعادة بعضه في ظروف مختلفة، فهناك ملف الصحوات الذي قد يفتح طريق عودة البعض الى القاعدة إذا لم يعجبهم تعامل الحكومة العراقية معهم بعد إنتقال هذا الملف إليها، وهناك أيضا إنتخابات قريبة سواء لمجالس المحافظات أو حتى لمجلس النواب، كما إن هناك العديد من القضايا الشائكة التي قد تثير المشاعر وتدفع الى حمل السلاح حتى ولو تغيرت إتجاهات البنادق وخرائط حدائق التفخيخ القاتلة.
وما يقال عن القاعدة ينطبق على الجماعات المسلحة الاخرى التي إنكمشت تحت ضغط الضربات التي وجهتها القوات الامنية العراقية لكن يجب أن نضع في الاعتبار إن تلك الضربات كانت تتم بوجود القوات الامريكية التي حتى عندما لاتظهر في ساحة المعركة فإنها تشكل غطاء ساندا للقوات العراقية وأحيانا تخشى الجماعات المسلحة من تدخلها بطريقة تضعف إداء تلك الجماعات في مواجهة القوات العراقية هذا فضلا عن إمساك القوات الامريكية ببقية ساحات المواجهة بينما تنشغل القوات العراقية في ساحة محددة.
الوضع الامني في العراق تحسن كثيرا لكن أيا ممن حملوا السلاح ضد العملية السياسية وحتى بعد أن شاركوا فيها لاحقا لم يعلن تخليه عن منهجه وأفكاره وعداواته السابقة وكل ما في الامر إنه توقف عن القتال ربما بصورة مؤقتة تحت ضغط العمليات العسكرية أو نتيجة لصفقات سياسية عابرة أو منافع محدودة ما زال ينظر إليها على إنها جزء من حقه وليست كل حقه، الحق الذي قد يشمل السلطة بكل فروعها والبلاد بكل مكوناتها وجغرافيتها. وهذا الوضع هو ما يبرر التخوف من الفراغ الامني الذي قد يحدث بعد إنسحاب القوات الامريكية أو خفضها خاصة مع وجود الولاءات المتناقضة ومشاعر الثأر التي تسيطر على بعض الفصائل السياسية.
إذا كان الزعماء السياسيين مصرون على التمسك بالسقف الزمني للإنسحاب فعليهم في هذه الحالة السعي بصورة جدية لحل كل الملفات العالقة التي قد تهدد وحدة وإستقرار البلاد بشكل نهائي وبعيدا عن الصيغ الجزئية والمرحلية، كما إنه على القوى السياسية التي حملت السلاح التعهد بإحترام الدستور والنظام السياسي الديمقراطي وأن تقطع وعودا واضحة بالتخلي عن السلاح نهائيا، وبذلك يكون سقف الانسحاب سقفا لحل كل العقد التي تواجه العملية السياسية.
ما زال الطريق طويلا أمام تحقيق الاستقرار الكامل في العراق ووالوصول الى الاستقرار الكامل لا يعتمد فقط على بناء جهاز أمني كبير فقط بل يعتمد أولا على تغيير العقلية التي تسيطر على كثير من الفصائل السياسية الفاعلة في العراق.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الانسحاب
- إستضافة أم إستجواب؟!
- منزلق الشعارات
- إدارة ملف الاتفاقية
- سلاح الاعلام
- خلافات عادية
- مؤشرات مفوضية الإنتخابات
- النفخ في الجمر
- معادلة الأمن وحسابات السياسة
- المطبخ السياسي العراقي
- تأويل التأجيل
- الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك
- صراع الرموز
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف
- موسم الحصاد


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مخاوف الفراغ الامني