أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحجاج - كفاك شجاعة يا (مثال)














المزيد.....

كفاك شجاعة يا (مثال)


كاظم الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرى_ولست مبالغا_أن العراق الجديد لم يفرز شيئا يستحق الذكر طول خمس سنين سوى ظاهرة (مثال الالوسي ) فبعدما اكتمل ترويض العراقيين لأكثر من أربعين عاما، تحولوا فيها إلى قطيع أغنام، تهتف وتصفق لذابحيها، من دون أن تجرؤ حتى على الصراخ من الألم .وبعدما بقينا صامتين نصغي بإعجاب إلى كل كلام تافه يقوله قاتلنا أو قاتلونا.
فأذ نحن فجأة نرى رجلا واقفا على قدميه بثبات، ينظر إلى جثتي ولديه وهو يتلقى التعازي (من الغرباء !)_ حيث لم يجرؤ أي واحد منا، نحن القطيع المذبوح على تعزية الرجل .. كنا نخاف من مجرد تعزية

فلقد قدم لنا (مثال الألوسي ) لحظتها مثالا على عودة العراقي الجديد، العراقي الشجاع القوي العملاق .. وهو ما افتقدناه، بل يئسنا من عودته، بعد خوف أربعين عاما .ثم بعدما انفض مجلس العزاء ..

فها هو الرجل يتكلم بيننا نحن القطيع الصامت المصغي طوال أربعين عاما وكان كلامه جديدا وشجاعا، وقفته تلك أمام جثتي ولديه اللذين عرفنا لاحقا كم كان يحبهما أكثر مما كنا نجرؤ على حب أبنائنا الذين كانوا يساقون إلى الموت أمام أنظارنا طول أربعين عاما من دون أن نجرؤ حتى على النشيج لأجلهم

وكان كلام مثال الآلوسي كله اختراقا للخطوط الحمراء (القرمزية )التي كانت موجودة _منذ ظهور الإسلام _والتي أوجدت بعد ظهور العراق الجديد وكان كلامه شجاعا (بالنيابة ) كان شجاعا عنا جميعا .كان كلامه (على طرف لساننا )
غير أننا ما كنا نجرؤ على البوح به ,بعد جبن أربعين عاما وبعد صمت أربعين . وكانت حصانته النيابية حصانة لنا جميعا .فكان هو نائبنا الوحيد تقريبا حيث الآخرون نواب لأحزابهم وطوائفهم وقومياتهم ومصالحهم العائلية ..

وكانت سفرته الأولى إلى إسرائيل _وليته لم يكررها!- لحضور مؤتمر دولي ضد الإرهاب ,هي رسالة تحمل الكثير من التفاصيل من تفاصيلها:
نعم بين العرب والعراقيين وبين إسرائيل عداء (تأريخي ) قديم غير أن عدوي الآن_ الذي قتل ولدي وأولاد العراقيين _وهو ليس إسرائيل بل دول الجوار الست (العربية _الإسلامية ) التي أباحت فتاواها الدينية القومية والسياسية قتل العراقيين من دون ذنب سوى أنهم تحت الاحتلال ؟فهل يستحق من يقع تحت الاحتلال القتل أم يستحق العون والعطف ؟وهل من يقصف قرى شمال العراق الآن هو إسرائيل والاحتلال أم دول الجوار (الإسلامية ) وهي رسالة من دون شفرات ومن دون ألغاز .غير أن فهمها متوقف على شجاعة رجل وحيد وقف ثابت القدمين أمام جثتي ولدية وهو متأكد _ونحن الجبناء متأكدون _من أن قاتلهما ليس الموساد .بل هو بكل تأكيد (مسلم )أو(عروبي) أو هو من (طلقاء)سجن أبي غريب الذين أفرج عنهم قائد الجمع المؤمن وليس قائد الجمع الكافر!
وهنا مفارقة العراقي والعرب والمسلمين منذ خمس سنين! غير أن السؤال المحير الذي يحتاج إلى إجابة من (مثال) قبل غيره هو لماذا يعقد مؤتمر ضد الإرهاب مرتين ,في إسرائيل ما سواها ؟ولماذا لا يعتذر (مثال )عن حضور المؤتمر الثاني ؟ولماذا أوقع نفسه ضحية (للرفاق والرفيقات وفدائي صدام السابقين _من السنة والشيعة )-الذين هم الآن أغلبية في مجلس نوابنا و(نائباتنا ) وهو يعرف ذلك

وأخيرا . كفاك شجاعة يا (مثال) فلقد أديت واجبك .وجعلتنا أقل جبنا فلا تنتحر من أجلنا لأن أغلبنا لا يستحق !
ولأنك تعرف أن السفر إلى إسرائيل ليس هو المشكلة بل لأنك قلت هناك ما لا يقال بعيداً عن (الخط) وهو خط
( قرمزيٌ! ) أحمر فكفاك شجاعةَ . لقد أخجلت جبننا يا ( مثال ) !



#كاظم_الحجاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح
- نيجيريا.. مسلحون يقتلون 56 شخصا في ولاية بينو وسط البلاد
- مصر.. المشدد 5 سنوات وغرامة في حق المقاول محمد علي بتهمة -غس ...
- ألمانيا.. مقتل شخصين بإطلاق للنار في بلدة شمالي فرانكفورت


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحجاج - كفاك شجاعة يا (مثال)