رحاب حسين الصائغ
الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:52
المحور:
الادب والفن
لم تنساه
تأملتني امرأة لا يبدو عليها الجنون، مرتبة مثل معلمة لمدرسة أطفال، حاملة أرواقا يعناية فائقة، بينما كنا مجمدين لمرور رتل أمريكي، تحرش بها مراهق؛ ايتسمت له وعيناها تتابع الدبابات الامريكية، حاول مرة أخرى اثارة اهتمامها، بابتسانة ثقيلة من زاوية فمها قالت:
- لا تشبهه.. لا أحد يشبهه!!.
بعد مرور الرتل مباشرةً، أعلن منبه سيارة إقتربت منها، هتف لها السائق:
- هيا بنا!.
انكمشت على بعضها قائلة له:
- لم اجد اليوم أحدا يشبهه!!.
دوى انفجار، جعل الكل يشبه الكل...
تكسر
استلمت رسالة من أسير قلبها ذات صباح، بدأت تقرأ سابحة في عتمة العبارات، روحها منسابة لمفاهيم أكثر حرية، وجدت الكلمات كفقاعات فوق الاسطر، رغم ذلك اختلجت أضلع صدرها بزقزقة العصافير على أغصان الايام، ولم تشعر ببرد أو حر لسنوات، مع أول صحوة لها؛ يوم ارادت طي الرسالة، تساقط منها اجزاء صفراء على الارض.
عقاب
عصر يوم مثقل ببخار أفكاره، هجم كطاغية على قفص قلبه المنخور من عذاب الحب، مصراً على شنق اللحظات المختبئة بين ملابسه المعبقة بعطرها، ينما هو جالس في مقهى المدينة، نازعاً بقسوة رحيق القبل من نوافذ أنفاسها الملفوفة على أصابع ايامه المقتولة، عندها علم من صديق له.. انها تعشق منه أشياء يجهلها، قرر أن يسقيها وجع الانين وشراسة الحب، نهض ذاهباً ناحية أخرى من عقله.
#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟