أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - عجائبُ آخر الزمان: ملاكمة ٌ في البرلمان














المزيد.....

عجائبُ آخر الزمان: ملاكمة ٌ في البرلمان


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 04:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عجيب أمر هذا العراق الجديد، فما يحدث فيه يتجاوز قصص شهرزاد لجلادها وزوجها ومليكها شهريار في قصص ألف ليلة وليلة. الخيال فيه يذبح الحقيقة، والحقيقة على أرضه وفي سمائه تطير بأجنحة الجنون نافثةً على رؤوسنا حكايات تتجاوز حدودالخيال.
فلا الفلسفة تجدي لتفسير مايجري ولاعلم الإجتماع ولا حتى علوم السياسة باتت قادرة على إستنطاق الواقع وإستنباط شئ ما منه. ورحم الله العلامة علي الوردي، فما كان سيستطيع أن يجد تفسيراً أو تحليلاً منطقياً لما يجري في ساحة السياسة في عراق ملوك الطوائف والميليشيات وأراه، رحمة الله عليه، خارجاً من قبره، الذي يتعرض الآن وفي هذه اللحظة للنبش بحجة توسيع منشآت جامع براثا، ليرمي بكتبه في مياه دجلة ويعلن البراءة من نظرياته التي لم تعد قادرة على تفسير هذا الخبال. معتذراً لنا جميعاً بأنه كان يحلل مجتمعاً يعاني من بعض الإنحرافات وأن أعظم نظريات التحليل الإجتماعي تقف عاجزةً عن تحليل إنحراف عظيم شاء له الرب الأمريكي أن يصبح دولةً وشعباً ووطناً أقنعونا بأنه بلدنا العراق.
فضيحة البرلمان العراقي يوم أمس أظهرت للعراقيين أن أكثر من نصف أعضاء البرلمان الذين أنتخبهم شعب "الحضارات العريقة" ليقودوا البلاد الى برّ الأمان والرفاه والتقدم ليسوا سوى عفطية وعربنجية وزقاقية من الدرجة الأولى. وان أفضلهم لا يصلح لأن يكون بائعاً للر ﮔـي في علاوي الحلة أو كشواناً في ضريح سيد أدريس في بعقوبة.
داهية الدواهي أن أعضاء "البار- لمان" يتسابقون أمام كاميرات التلفزيون موجهين اللكمات بعضهم الى بعض كما في مباريات محمد علي كلاي وفريزر ليدينوا زيارة النائب السابق مثال الآلوسي الى أسرائيل وليظهروا لنا الكمّ الهائل من الوطنية التي تتأجج في بنطلوناتهم وجيوب دشاديشهم!!! بينما بات شعب العراق يعرف بأن أكثر أعضاء برلمانه مجرد خدم للأمريكان الذين هم بدورهم: حزام ظهر إسرائيل وحاضنتها وأمها الشرعية.
لانفهم كيف أصبحت العمالة لأمريكا حلال والعمالة لأسرائيل حرام؟هل هناك حقاً فرق بين أمريكا وأسرائيل؟ أليست أمريكا هي اسرائيل وإسرائيل هي أمريكا؟
أم ترى أن هناك من أوعز لبعض الأحزاب "العراقية" بالجلوس في حضن أمريكا وأختطاف التفاحة منها بعد ذلك لصالح سادة آخرين ينتظرون الفرصة للإنقضاض على العراق متى ما سنحت لهم الفرصة؟
عبثاً حاول مثال الآلوسي الدفاع عن نفسه بأنه إن كان عميلاً فهو ليس الوحيد بين أعضاء هذا ا البرلمان، وهنا يشهد شاهد من أهل العملية السياسية ومن داخلها، ففي برلمانكم أيها العراقيون عملاء لكل دول العالم، البعيدة والقريبة والمعادية والصديقة، وما عليكم إلا أن تسبحوا يا أهل العراق بحمد الله بكرةً وأصيلاً وتصلوا على محمد وأله الطيبين الطاهرين ... وأصحابه حملة راية الدين، وتدَعوا أمريكا وأسرائيل وايران والسعودية وبوركينافاسو وجورجيا وتيمور الشرقية والغربية تتولى أموركم وجميعهم يقول لكم يا أبناء العراق وبناته: طز فيكم، لدينا رجال ونساء في برلمانكم يتولون مصالحنا ويقبضون بالدولار وسنأخذ مانريد منكم وأنتم صاغرين.
ما حدث أمس في البرلمان العراقي تتضائل أمامه أعنف الفضائح السياسية في العالم. فبعض العملاء يُطردون وتنزع حصانتهم بينما يجلس عملاء آخرون بخيلاء الديكة الرومية دون أن يستطيع أحد أن يقول لهم ثلث الثلاثة كم؟ ولكن ربّ ضارة نافعة. فزيارة مثال الآلوسي الى أسرائيل والتي تشكلّ خروجاً واضحاً على الإجماع الوطني الشعبي العراقي أظهرت لنا وعلى شاشات التلفزيون أن مؤسسات الحكم في بلادنا تعجّ بالعملاء والمأجورين وأرباع المتعلمين من أبناء الشوارع الذين لم يكونوا يحلموا يوماً أن يجلسوا على كرسي فرّاش في دائرة من دوائر الدولة اصبحوا هم القيادة العليا فيها وهم على أتم الأستعداد لبيع ضمائرهم وأنفسهم ووطنهم لمن يدفع ليجنوا الغنائم على حساب العراقيين اللذين باتوا يعرفون قياداتهم السياسية جيداً.


سعد الشديدي
[email protected]


الموقع الخاص
http://alshadidi.blogspot.com



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يأكل الحزب الشيوعي العراقي أبناءه؟ عن رحيل كامل شياع
- الجواهري، إنغمار بريغمان ومحمود درويش .. عن فضة الصمت والغيا ...
- قبلَ ان يموت الجسر
- تفجيرات الكوفة - أربيل ولغة القواسم المشتركة
- غورنيكا عراقية لسماءٍ بلونِ العقيق
- يومٌ يستحقُ أن يحتفى به
- جند السماء.. أولى شرارات ألمعارضة ألشعبية ألعراقية؟
- جند السماء وجند المنطقة الخضراء
- الصدريون يستعدون والسيستاني يرمي بمقتدى الى المحرقة
- لماذا لا يريدون لصدّام أن يموت؟
- أيها الشيعيّ لا تصمت هذه المرّة
- قرار اعدام الديكتاتور بداية أم نهاية؟
- يا يونس المحكومِ بالإعدام.. عدْ للحوتِ ثانيةً
- ولا داعٍ للقلق
- هل حقاً ان كركوك أغلى من البصرة؟
- انهم يقتلون أطفال العراق
- الفيدرالية حقٌ يُراد به باطل
- موطني.. حتى إشعارٍ آخر
- ايها العراقي انت نملة.. فكن سعيداً
- الزرقاوي.. نحروه أم انتحر؟


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - عجائبُ آخر الزمان: ملاكمة ٌ في البرلمان