أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم النجار - الفنان صالح حسن ممثل يتحدث بلغة الجسد على خشبة المسرح















المزيد.....

الفنان صالح حسن ممثل يتحدث بلغة الجسد على خشبة المسرح


كريم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 743 - 2004 / 2 / 13 - 03:58
المحور: الادب والفن
    


الحرية في العمل الفني مفهوم يؤرق كل فنان يشتغل بحقل التمثيل والاخراج المسرحي، الحرية بمعناها الإبداعي في التجديد والتلقائية ومحاورة النص من الداخل ومن ثم الاشتغال على تشظيه ولم تفاصيله حتى وأن كان نصاً مكثفا يعتمد بالأساس على حركة الممثل وطوع جسده، فللجسد ذاكرة وحياة وصرخة تتسع الرؤيا.
وفق هذا المدخل نحاول محاورة الفنان الممثل والمخرج صالح حسن المقيم في هولندا منذ عدة أعوام، حيث قدم عدة أعمال مسرحية (اخراج وتمثيل) باللغة العربية والهولندية، ويعمل حاليا مع أحدى الفرق المسرحية الهولندية المعنية بمسرح الطفل، هذا المسرح الذي يكاد يكون من أصعب الفنون لما يحمله من لغة واشارات ودلالات خاصة تخاطب ذهنية الطفل وتؤثث أحلامه وأفكاره العفوية.
قبل الحديث عن تجربته الخاصة هذه لا بد من معرفة تفاصيل مشروعه الفني الذي تناما في داخله منذ تخرجه من اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد قبل ما يزيد عن 15 عاما واشتغاله مع المخرج المتميز صلاح القصب في مسرحيتي (أحزان مهرج السيرك، الحلم الضوئي)، حيث أجج لديه هذه الجذوة في التعامل مع الصورة وتشكلاتها، التي يكون الجسد هو العنصر الأساس لتأثيث واعادة تأليف العمل المسرحي.
يقول (أنا مدين لصلاح القصب لأنه خلق لدي حاسة خاصة في معرفة الامكانات الجسدية وصورها ومحاورة الجسد وهو نائم لدى الممثل).
كانت رحلة عجيبة بعد المشوار والتأسيس الفني داخل العراق حيث محاولة الانطلاق إلى أفق رحب آخر لا تمارس فيه الضغوط الفكرية وتهميش الحرية على الإنسان، والمبدع بشكل خاص.. فكانت وجهته الاولى إلى الأردن ومن ثم صنعاء التي وجد نفسه فيها بمواجهة الفن بشكل مباشر وعمله على تدريب مجموعة من النساء كي يكونن مدرسات للمسرح فيما بعد، وهناك أيضا التقى بمجموعة من الفنانين (عراقيين ويمنيين) ليخرج ويمثل فيما بعد ثلاث مسرحيات (سمفونية المطر –قدمها فيما بعد في أمستردام بعد أن أعاد العمل عليها– رائحة الوطن ومسرحية قصائد بلا شعراء- بالتعاون على اعدادها مع الشاعر اليمني الراحل عادل البروي).
ولأنه بقي جامح الطموح في أن يتفاعل ويقدم ما هو جديد ومثير على صعيد الفكرة والتكنيك ودراسة المسرح (الجديد) شد رحاله عام 1997 إلى هولندا، ومنذ إقامته فيها شرع بالعمل على مشروعه الذي بقي يتقد داخله وأعني به أسلوب " الميم " المسرحي (كلمة مشتقة من البنتومايم لكن تعطي الممثل حرية أكبر وتستوعب الرقص والحكي والإشارة)، فأعاد العمل على مسرحيته (سمفونية المطر) التي تتداخل فيها المشاهد الصامتة والرقص والايماءة وتجسيدات الصورة التشكيلية بلغة رشيقة مع مؤثرات موسيقية. اشتركت معه في هذا العمل الممثلة الهولندية ميرندا.        
      .
يقول (أن لغة الجسد هي أختصار العالم بفوضاه وحركته، حاولت ولا زلت أن أقدم ما تمليه علي مشاهداتي وقراءاتي وتجربتي المتواضعة بهذا الشأن.. مستمداً من تجارب كروتوفسكي البولوني والروسي مايخولد، كذلك أعد بحثاً الآن عن المخرج الايطالي المعاصر أوجين باربا الذي يشتغل على موضوعة الفيزيك وثقافة الممثل، على الوشيجة التي تربط الممثل والمتفرج، هذه الموضوعة أثارت بي ولا تزال على العمل والخوض في تفاصيلها كي أصل إلى نتيجة مفادها من الممكن أن تكتب قصيدة بكلمة.. أو تجسد الموت أو الحب أو الروح بلغة صامتة تعتمد الإشارة.).
قدم فيما بعد في امستردام ومدن أخرى عملين مسرحيين متميزين، الأول بعنوان (أجمل الأحياء) من تأليف واعداد الشاعر شعلان شريف عن مجموعة شعراء عراقيين تركوا خطاهم وقصائدهم ورحلوا في منتصف مشوار العمر داخل العراق وخارجه بالاشتراك مع الفنان أحمد شرجي والممثلة الكولومبية سورايا سانشيز.
والعمل الثاني بعنوان (قلب وذاكرة) بالاشتراك مع الممثلة الهولندية (كليانا) وهي راقصة باليه، أعتمد فيه على حركة ولغة الجسد. (كان مصادفة وجود المخرجة الهولندية يودت همر أثناء التمارين فرصة للتعارف وقد طلبت منه فيما بعد المشاركة في عمل من اخراجها مع فرقة (دانس فولتاجا) حيث أصبح أحد أعضائها فيما بعد.
قدمت الفرقة مسرحية (Katten staart en zonnebrand) "ذيل القطط ولهيب الشمس" وهي مسرحية موجهة للأطفال واليافعين، يعتمد العمل في هذه المسرحية على حركة الممثل والرقص والجملة البسيطة الرشيقة، أما ثيمتها فهي عملية اللعب مع الطفل بلغة مسرحية مثيرة ومدهشة ومحاولة مشاركة الطفل في العمل. عرضت المسرحية 18 مرة في أماكن مختلفة من هولندا.
- لم أواجه أي مصاعب أو مشاكل بالعمل مع هذه الفرقة، بل أن أغلب المفردات المسرحية هي واحدة، بالرغم أن عمل الممثل هو اجتهاد فردي. لا أخفيك سراً أنني كنت خائف ومتردد لأنني قادم من ثقافة مختلفة ومغايرة عن الثقافة الأوروبية، لكن مع ذلك لم أواجه أي مشكلة تذكر، إضافة إني استفدت عبر الفرقة من تحسين لغتي الهولندية نتيجة الألفة التي تجمعنا.. أو كما كان يقول لنا الفنان عوني كرومي "من لا يعمل لا يخطأ".
في هذه المسرحية أعتماد على الارتجال و(الإضافة) قابلة للحذف والنقاش، عمل المخرجة كان تنظيم الحركة وتشذيب الأشياء الزائدة.
الغريب في هذا العمل كان نصف مشاهديه من الكبار.
وعن رأيه بالممثل الأوروبي مقارنة بالعربي يقول:
- الممثل الأوروبي يعمل من الخارج – هادئ جدا- عكس الممثل العراقي الذي يشتغل من الداخل، من واقع المجتمع، هنا يكون من الواجب عليك كسر الوهم والموائمة بين الحالتين. المكان بحد ذاته يبقى قضية أزلية تحاول أن تخضعه وفق رؤاك، مع أنك محمل بأشياء مأساوية، كربلائية، تعتمد على الوجود وسؤاله منذ كلكامش وحتى الآن، لكن حين تعمل مع الآخر ستضاف لك الحميمية عكس الصرخة التي تحملها داخلك منذ أزمان، عليك أن تتوافق مع الهدوء الصارخ حيث يكون هناك توافق بينك وبين الآخر، وعند ذاك نستطيع أن نحاور الأمكنة حتى بظواهرها المختلفة، نمسك الروح من خلال امرأة الحانة في كلكامش كما كنا نمسك الروح من خلال جدارية جواد سليم.
أن هذا العمل يعتمد على لعبة الدلالات والرموز البصرية، سواء في حركة الممثل أو الفكرة لخلق طقس بصري متكامل في اللون والضوء والحركة والإيماءة والموسيقى. علما أن هذا العمل لا يعتمد على الكلمة كأسلوب وحيد للتعبير، وإنما على الطاقة التعبيرية لجسد الممثل.
أما عن زيارته للعراق مؤخرا والتي صادفت أيام المهرجان العراقي للمسرح ومشاهداته لأغلب عروض المهرجان يقول:

تحرير بغداد من الدكتاتور أعظم عمل مسرحي في حياتي
 
كان يعيش المسرح العراقي حالة من التخبط والاغتراب طيلة فترة النظام السابق، كان مقيدا محصورا وغير منفتح على المسارح والتجارب العربية والأوروبية، أما اليوم وبعد أن تخلص من رقابة السلطة الصارمة والرقيب الابداعي استطاع أن يشق دربا  جديدا لا يحتاج بعد إلى المراوغة أو المخاتلة أو التأويل والتعمية.
 هدا ما رأيته بعد أن عدت إلى بغداد في مهرجان المسرح بعد عشر سنوات من الغربة.. كم كان رائعا أن تحتضنني بغداد بعرس مسرحي إلا وهو مهرجان بغداد المسرحي الأول بعد زوال الطاغية على قاعة المسرح الوطني للفترة من 9/12/2003 حتى 19/12.
 شاهدت عروضا مسرحية مختلفة ومسرحا متحررا من القيود، وأتأمل أن يكون هناك مسرحا  متجددا يليق بواقع الحركة المسرحية العراقية.
   



#كريم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضوءُ يشفُّ عَنكِ
- الوضع العراقي الراهن.. بين خيار الفوضى والاستقرار
- بلاد خلف أبعادها تهوي
- ليس انتصاراً لجاسم المطير بل من أجل الحقيقة- دعوة للتسامح


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم النجار - الفنان صالح حسن ممثل يتحدث بلغة الجسد على خشبة المسرح