تغوص في أعماق النفس وتجسد الحلم

جمعة أوصمان

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 05:51
المحور: الادب والفن

" إذا رغبت في شيء , فان الكون بأسره يطاوعك لتحقيق رغبتك " بهذه المقولة تتلخص فكرة رواية "الخيميائي" التي كتبها الروائي البرازيلي المعروف " باولو كويلو " سنة / 1988م / الذي له في أمريكا اللاتينية سمعة وشهرة تماثلان ما يملكه (غابرييل غارسيا ماركيز) . الرواية التي حققت نجاحاً عالمياً باهراً ونشرت في أكثر من / 45 / بلداً جعل كاتبها من أشهر الكتاب العالميين .
تقص الرواية لنا حكاية مغامرة قام بها " سانتياغو " الراع الأندلسي الشاب الذي انطلق يبحث عن كنز مدفون عند أقدام اهرامات مصر , تاركاً أغنامه من اجل اللحاق بحلم حلم به مرتين .
بدأت رحلته في اسبانيا عندما يجوب ربوع الأندلس , حيث التقى بالمرأة العجوز – الغجرية ثم ملكي صادق – ملك سالم , الذين يخبرانه عن الكنز , ليعبر مضيق جبل طارق بدءاً من " طريفة " ماراً بـ" طنجة " في المغرب والصحراء الممتدة حتى بلوغ مصر بأهراماتها العظيمة , حيث توجهه إشارات غيبية على طول الرحلة .
أحداث كثيرة تقع في طريقه للعثور على كنزه تكاد تكون عقبة تمنعه من متابعة رحلته في بلوغ أسطورته الشخصية , إلى أن يجد الوسيلة التي تساعده على اجتياز تلك العقبة – الإصغاء إلى قلبه .
يسلب مرتين ويعمل في متجر للبلور ويرافق رجلاً انكليزياً يبحث هو نفسه عن أسطورته الشخصية المتمثلة بلقاء رجل يعلمه " الخيمياء " ويشهد حروباً طاحنة تدور رحاها بين القبائل ويلتقي حبه الكبير " فاطمة " فيبقى حائراً بين البقاء إلى جانبها ومتابعة رحلته بحثاً عن الكنز, إلى أن يلتقي بعارف الأسرار العظيمة " الخيميائي " الذي يعلمه كيف يصغي إلى قلبه وأن يقرأ علامات المستقبل ولا سيما كيف يمضي نحو حلمه .
الرواية تغوص في أعماق النفس البشرية حيث تطوف في معانيها فلسفة روحية رائعة , تجسد الحلم الإنساني في رحلة بدأها كل الذين فتشوا عما يجعل الحياة أجمل – حجر الفلاسفة وإكسير الحياة المديدة , كما تعكس الصراع الأزلي مع الحب – سانتياغو و فاطمة .
فهي بمثابة فرصة سياحية نتجول من خلالها ونتعرف على بعض معالم وعادات وتقاليد شعوب اسبانيا والمغرب ومصر وبعض من أسرار وجمال وخطورة الطبيعة والصحراء .

#جمعة_أوصمان (هاشتاغ)

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات