لما لا تلـين المفردات
ولا تحـلو نبرة الصوت
إلا حين تعجز عن الكلام
أفواهنا المطمورة منذ عقودٍ
كخمرٍ ينام قـرير العيـن
في خـابـية؟
/
ألهذا صارت شوارعنا متخمةً
بالمغنـين لا بالمواطنين؟
ألهـذا لا نجيد سوى
هـزّ الصدور
وليّ الأرداف
من صغيرنا لكبيرنا؟
/
عبـثاً نتصـنَّع التـقوى
ملاذاً أخيراً لما بقـي من الأنفاس
ونحـن نشتـم الأربـاب
حتى الركعة الأخيرة
فالعـبادة وأدعية الصلاة
صارت تصلنا معلـبةً
من النظام العصري الرحيم
على جناح السرعة
أسوةً بكفـاءة وفاعلـية
البلاد المتقدمـة.
/
ماذا يفـيد القضـية
لو أزددنا رفاهيةً.
وعاد اللون إلى خدود مدنـنا.
أو تحررت نساؤنا
وصرن تبحن بحبهنَّ
للرجـال في قيظ الظهيرة.
أو صارت أسماء كتـّابنا
ودواوين شعراءنا الأقـحاح
على كل لسـان؟
مهما سترنـا ركود عقولنا
في سكـرات أوجاعها المتقـطعة
ستبقى عاريةً
ترتجف من البرد
كما خلـقتها مرارة الحياة.
/
يـأتي التتـار أو الروم.
ويطوينا الأمريكان أم الروس تحت جناحيهما.
نعـانق الرصاص
أم نلهي أصابعنا بأزرار الكومبيوتر.
الهباء
هو
الهباء.
والزعيم
هو...
الزعيـم.
/
لا يتبدل في عبق
رائحة الرتابة الكريهـة
سوى لون
أو طعم
الحذاء.
أو ربما
بعض ألقاب وسحنات
أولياء
الأمور.
/
أما الخـواء البـاهر
الذي يبعـثر في الهـواء
ما يمـت إلى أرواحنا بصلة
فهو
بـاقٍ
كي
يطـأنا
إلى
الأبـد.