يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 06:22
المحور:
الادب والفن
جاءني صوته مبللا ً بندى المحبة والودّ .. دافئا ً دفء شاي صباحات بيوت الطين .. جهوريا ً كهتافات عشـاق ٍ يطالبون بردم مستنقع الضغينة والخنادق إفساحا في المجال للمسرّة والحدائق .. فدار بيننا هذا الحديث :
أنا : أأنت حقا ؟ الان عرفت لماذا بدت ظلمة هذا الليل صافية كجديلة عاشقة زنجية ، ضاحكة النجوم كعيون الطفولة ..
هو : قبل لحظات حصلت على رقم هاتفك من صديقنا الشاعر علي الموسوي ، فرغبت الإبتراد بصوتك في هذا الصيف المسعور ..
أنا : ألمْ تسـتوعـبوا رسالة الظلاميين باستهدافهم رأس المناضل التنويري المفكر كامل شـياع ؟ فابحث لك عن وطن مستعار ريثما تضع الطائفية في العراق أوزارها وتولي الحكومة اهتماما حقيقيا بالمبدعين ... أرجوك حافظ على قنديل رأسك ..
هو : لا أرى لموتي معنى بغير العراق .. لقد اشتريت لي مترا مربعا في مقبرة وادي السلام ... سأنتظرك في سفوان ـ فأنا لا أريد أن يستقبلك أحد قبلي ..
**
تلك كانت فقرات من مهاتفة الشاعر المبدع جواد الحطاب قبل ساعات من محاولة السَفـَلـَة ِ إطفاء قنديله بتفجير سـيارته ـ وهـو المسالم الوديع ، عاشق الطفولة والعطر ، والسادن النبيل في محراب الصداقة ...
ترى هل كان السَـفـَلـَة ُ يعرفون أن الحطاب قد اشترى مترا مربعا في مقبرة وادي السلام ، ليضمن له سريرا من تراب الوطن حين يغفو إغفاءته الأخيرة ؟ وهل كانوا يعرفون أن الحطاب منهمـك في نسج ِ منديل ٍ جديد ٍ من حرير الشعـر ليُمَسِّــدَ به جرح البصرة ، ويمسحَ دموع بغداد وهي تودِّع فتى الأبجدية البار كامل شياع ؟
**
جواد الحطاب فارسُ شعر ٍ حقيقي : سلاحه نبض قلبه ... صهوته قلم ٌ ، وساحته ورقة .. فلماذا يخشاه المدججون بالديناميت ؟ جواد الحطاب مبدع عراقي حقيقي في زمن ٍ إلتبس فيه الإبداع فبات عسيرا التمييزُ بين " غارس الشعر في حديقة الدهشة " و " طـاحـن الـشـعـيـر فـي طاحـونة الهـذيـان " كالتباس ِ الـ "العَـراقـة ِ " في وطن ٍما عاد سهلا ً فيه التفريق بين " عـميل " لطواغيت البيت الأسود في واشنطن .. و " مُعـيل " لأطفال الكوخ الأبيض في بغداد ..
قبل أيام نجح الطائفيون وأعـداء النور والحرية والإبداع بإطفاء قنديل المناضل المفكر كامل شـياع ... وأمس كادوا أن ينجحوا بإطفاء قنديل الشاعـر المبدع جواد الحطاب .... ترى مَنْ سيأتي دوره غـدا ؟
سؤال بحجم فضاءات الأبجدية ، أضعه على طاولة المسؤولين المعنيين ـ على رغم يقيني أنهم لن يجيبوا ....!
**
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟