عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 08:49
المحور:
الادب والفن
أما زِلـْتـُمُ خـَلـْفِـيَ تحتمونْ
بظلـِّي في الضُّحى؟
كأنْ لم يكنْ موتي لكم أسوأ َالأحداث،
ولا قتلي، إذنْ، أردأ َالأفعال:
كأنْ لم يكنْ منتهى امتلاكي
وسوءَ الغايةِ المطلق؛
لذا غادَرتموني، رغم جهنـَّمِكمْ،
باسمين.
كنتُ أحبو في حَلـَباتٍ يرقـُصُ الموتُ بها
دينا ًًوهَيُولىً وجنونْ
إذ تختلسُ السَّعالى الدخول
بأطرافِ أصابعِها
بماض ٍ قـَدَّسَ ممنوعاتِ مستقبلِه
ومضحكاتِهِ،
وأدمنَ الأفيونْ.
وفي الخُطى أهـْجُرُ نفسي
لأصونـَها،
منها،
وأ ُلغيَها بعنوان ٍ جديد
على قدميَّ
لكنْ فجأة ً تـَشـْهـَرُ المسافة ُ سِكـّينـَها.
حينَ النفـْسُ تـُكابـِدُ غـَيْـمَها وأرضَها
وحنينـَها.
أعتلي حرية َ الكون ِ،
(لمَسْتُ أديمَـهْ)،
حضَنـْتُ أعناقـَها
فشـَمَمْتُ أعْرافـَها العَرقى،
كنهر ٍ،
سعيدا ً بعودتي لضفـَّـتي الأولى
وأحزاني القديمة.
ودّعْتُ دونـَها
أسطورة ً تشدُّني
بأغلال ِ وهمي
لأسرارِ برقي ورعْدي
وهطولي.
لم تقتلـْـني نـِصالُ تلكم الدنيا
وبارودُها
وما فـَتـَلتْ دواليبُها،
أو حاكً صمْـتـُها ولـسانـُها؛
كان يرفعُني نـُحولي
صوبَ أجزائي وأصولي؛
لذا تصدَّعَتِ السماءُ،
بريح وصولي،
وتـَشظـَّتْ نجوما ًوابـِلاتٍ
في زوابعَ من ذيول ِ خـُيولي.
وهناك في تلكَ الغـُبارة
ستولـَدُ الخُطى كبيرة ً أيضا ً،
عُنـْـفـُواناتٍ للمسير،
كما تلدُ الريحُ كفـَّها
لمّا تـُباغِتُ الظـَّهْرَ
أو كما تـُزلـِقُ المحيطاتُ تِلالـَها الزاحفة
أو تنفـُخُ الآلهاتُ طينـَها.
رأيتُ نهرا ًيفيضُ في الخارطةِ البعيدة!
قلتُ سيأتي الزيتونُ العراقَ ،
من كَاورباغي*،
بنفسجيا ً، كبيرا ً، رقيقا ً، مثلَ تمر ٍ ناضج ٍ؛
فهناك الظلالُ بعد الموتِ داكنة ٌ بالنجيع؛
والفقراءُ ماتوا،
ويموتونْ،
(كان لا بد أن يخسروا)،
فالزيتونُ لم يكنْ ناميا ً بعدُ ،
وما زالوا،
قبلَ أنْ يُورِقَ الزيتونْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كَاورباغي: منطقة بساتين زيتون بين مدينة كركوك (كردستان العراق) وحقول النفط القريبة منها؛ جرى، في فـُسحةٍ فيها، مغطاةٍ بعشبٍ قصير، تجمع لعمال النفط المضربين، (1943). وبتحريض من شركة النفط الأجنبية أطلقت السلطاتُ النارَ عليهم وطاردتهم.
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟