|
متى سنكون مجتمعا متطورا..........!!
مازن فيصل البلداوي
الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 09:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كتابات كثيرة وعلى مر السنين الماضية،لا بل منذ مانستطيع ان نطلق عليه قديم الزمان ومن اناس متعددي الالسن والثقافات أدلوا وسطروا ما توصلت اليه عقولهم وبحسب تأثير بيئاتهم المختلفة على كل منهم من استنتاجات ومحصلة لايام وليال قضوها لايجاد تفاسير لمجموعة كبيرة من الاسرار المحيطة ببني البشر على اختلاف مواقعهم على الكرة الارضية،فكانت هذه الحصيلة هي وجهة نظر كل منهم وحسب قلة اوكثرة اوقوة أو ضعف العوامل المحيطة سميت فلسفة ونسبت الى مستنتجها او مبتدعها او قائلها. والحقيقة ان هذه الفلسفات هي ثوب فضفاض يستوعب الكثير من الاخر حتى ان اختلف بفلسفته او معتقده او ثوبه عن هذا او ذلك الثوب،وعلى هذه الفلسفات وفي الكثير من ارجاء الكرة الارضية قامت مجتمعات كثيرة واخذت من هذه الاثواب او تلك مايناسب منهجها الحياتي الذي سنته لنفسها ولابناءها كي ينشئوا وهم متلاحمين متكاتفين يجمعهم ثوب اكبر من تلك الثياب الا وهو ثوب الوطن.وقيام المجتمعات لم يكن وليد صدفة أو نزوة أو لحظة ضعف عند من تصدوا للمراكز القيادية بين اقوامهم ليأخذوا على عاتقهم مسيرة الاخذ بأقوامهم الى الامام ولمزيد من الاكتفاء الذاتي معيشيا والتطور في كل مناحيه ،ومن هذا الطريق بدأت المجتمعات تخطو الى الامام ناسين او متناسين تلك الاثواب المتعددة التي كانت ولاتزال موجودة لكنها لاتفصلهم عن بعضهم وهم تحت ثوب الوطن الواحد.وهذا كان بداية التثقيف لوضع اسس المجتمعات الحديثة المختلفة وبداية صياغة حقيقية لمجتمعات ذات خصائص جديدة ان لم تكن متجددة بالفعل تختلف كليا عن بدايات تكوين تلك المجتمعات ومن اهم هذه الخصائص الجديدة هي خاصية الانتماء الى الوطن او المواطنة، اذ استقطبت هذه الخاصية الغالبية العظمى من ابناء المجتمع الواحد لتنأى بعيدا عن الخصائص الفردية للأفراد وتسمو متعالية فوق الرغبات والاهداف الفردية وتصبح هي الهدف والوسيلة لتلك المجتمعات لايجاد مكاسب جديدة على خطى التطور والرقي. وكما نستطيع ان نلاحظ من السرد اعلاه ان موضوعة الفلسفة تطور مفهومها من الفلسفة كخاصية فردية الى فلسفة اجتماعية جعلها اعضاء المجتمع خيمة يستظلون بها ويحافظوا على وحدة مجتمعاتهم يحدوهم دافع الوطنية والانتماء الذي ايضا لم يكن سهلا الحصول عليه لولا الجهد الحثيث الذي قام به قياديو تلك المجتمعات ومثقفيها لبناء شخصية الفرد الواحد باعتباره اللبنة الاساسية في المجتمع وجعلها ذات مواصفات تنأى عن المصالح الشخصية وهذا بدوره ادى الى تطور تلكم المجتمعات وتميزها عن غيرها. وبعيدا عن الولوج الى قلب صفحة تصنيف المجتمعات والفلسفات المتعددة،الراديكالية منها والديمقراطية،الرأسمالية منها والاشتراكية،يسارية كانت او يمينية، لان هذه المواصفات هي فلسفات قام عليها اصحابها لسنين طوال هم ومن حمل راية القيادة الاجتماعية بعدهم ادت الى نشوء مجتمعات متباينة بمواصفاتها الفلسفية العقائدية ولكنها كانت تشترك بخاصية الوطنية او الانتماء الى الوطن لكل منها على حدة وهذا هو جوهر الموضوع،وايضا ابتعادا عن حالات النشاز هنا وهناك لاشخاص لم ينتموا عقائديا لمجتمعاتهم بسبب دوافع عدة لامجال لطرحها هنا،فاننا نستطيع الجزم بان التطور العلمي كان له الاثر الفاعل في استقرار وتطور تلك المجتمعات عن طريق تنمية عقول ابناء ها وكان الانفتاح على الفلسفات والثقافات الاخرى أقصر طريق ادى الى ارساء حالة تحرر العقول وانطلاقها للبحث والتفحص والذي من شأنه ان يأخذ بهذه العقول الى استشراف المستقبل ومحاولة الالتقاء به في نقاط معينة على محور الزمن دون انتظار الزمن ان يأتي بنقاطه الى تلك العقول. خلاصة كتابة هذا الموضوع هي ان المقارنة بين مجتمعاتنا العربية وفلسفاتها المنغلقة على نفسها ورفضها حتى بالحوار مع فلسفات تعيش معها تحت ثوب الوطن أدى بنا الى خلق حاجز عال وسميك يفصلنا عن نقاط زمنية كان الواجب علينا ان نأتي بها الى زمننا الحاضر ولكننا اصبحنا نحتاج الى ضعف او اضعاف الفترة الزمنية التي كان من المفترض ان نستغرقها للوصول الى تلك النقاط،ولاادري حقيقة لماذا وصل بنا الامر الى هذا المستوى ؟ لا بل الكارثة الاكبراننا لازلنا نتشدق بتلك الفلسفات ونحاول تصوير المراحل المتقدمة لمجتمعات اخرى على انها سلبية من وجهة نظر معيار فلسفاتنا المقيتة والتي مرت بها تلك المجتمعات المتقدمة وتجلوزتها ولم تلتفت اليها لانها لاتريد العودة الى الوراء.
#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|