مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 05:29
المحور:
الادب والفن
صعق الغريب
وافرغ الصوت الأصيل
ولم يخاطر بالرجوع إلى الوراء
ففي الرجوع أنةَ الماضي جراحات قديمة
سجن الأنينْ
في صدرهِ..
وتوارى في القناني
أعاب ملفظه العتيق
وعفا رهاناً في الوعود
وواصل الدمع الغزير
فلا صديق في الجوار
أو من بعيد
سوى الزفير
ولا قريب يشتكي
هماً..
سوى الفراغ
والهاجس الملعون يقرض في السراب
والحس ينأى عن مواضيع الجرائد
ويتيه في خضم الصراع.
كتم الدليل السر في القلب العليل
وتاه في وسط الزعيق
في حلمهِ وجعٌ قديم
مثل الجذوع الخاويات
صعد الغريب
على مجسات الكلام..
فدقت الأجراس معلنةً فراق
حزنٌ تتابع كالذئاب
بمخالبٍ سوداء شقتْ مقلتاه
ورمته في جبّ القلق
الحزن منبعه البعاد
فلا قريبٌ يشتكي هماً لهُ
ولا صديق في الجوار
قلبٌ يدل على الوداعة في اللقاء
قلبٌ يُيَتمه البعاد
في غربةٍ سوداء نور الشمس فيها كالظلام
فيها العيون الاصطياد
فيها التقَلّب والرياء
مدّ الغريب أصابع الندم الطويل
على ضياع السابقات
على ضياع الحاضرات
على ضياع القادمات
وغفا على حزنٍ تقمص في الشتات
صوراً من الوطن القديم
صوراً من الوطن السجين
شكلاً من الوطن المخرب بالحديد
وطن المثلثات في الهروب
في واحة العمر الكسير
وطنٌ غريبٌ كالغريب
فُقِدتْ ملامحه الكثار
وتناثر النخل الجريح
على الحدود
فبكى الغريب
وطن العذاب
20 / 7 / 2008
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟