أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهد عزت حرش - رسالة شخصية, ليست الى محمد بكري فقط؟!!














المزيد.....


رسالة شخصية, ليست الى محمد بكري فقط؟!!


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 740 - 2004 / 2 / 10 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 اخي .. صديقي العزيز محمد
 اتذكر وانا اكتب اليك هذه الرسالة, تلك الكلمات التي وردت في قصيدة كتبتها تحت وطئ احداث القتل المتعمد للانسان العربي.. بذات الاسلحة الامريكية وذات الايدي والدوافع المتعددة, وقد حملت حينها عنوان "جدارنا الاخير" واليك تلك الكلمات اولاً..

"ثبت خطاك .. على الثرى
وبعضاً .. انحني .!!
كيما تمر العاصفة
ثبت خطاك ..
ودع سيول الجرف
تعبر باضطراب ..
وانت كالاشجار تضرب
جذعك في الارض ..
فهي الوحيدة .. عارفة"

 اما بعد .. فانت يا جذع زيتونة ضاربة جذورها في ارض الجليل, تتحدى الريح والعاصفة.. وانت سنديانة عصية على الانحناء.. لا تخف!! نحن في الهزيع الاخير من الظلمة.!! لا تخف.!! لا بد وان تتعرى كل الايدي التي تطاولت عليك.. ولا بد من لحظة صمت تعود من خلالها لتراجع حساباتك وخطوات ايامك الماضية منذ ايام؟!! فقليل من الصبر كيما تمر العاصفة.!! وتتبدى الامور واضحة امام عينيك.!

 هي الحقيقة.. هذه التي اجترحتها قبل ان يتساقط الغبار على حطام البيوت والطرقات في ارض جنين المنكوبة بالابادة.. والان تتلقى ردة الفعل التي تلزمك بدفع ضريبة صوتك المرتفع في وجه الجريمة.!! واسقاطات ثبات عقيدتك وايمانك الراسخ بالانسان.. وبالحق الفلسطيني.!! وها انت تنزف على صليب عنفوانك المرتفع في عمق السماء, لتروي ظمأ الوحش الكامن خلف ثياب يهوذا منذ عهد المسيح.!!

 خطيئتك يا ابا صالح انك لم تساوم.. وانك ما تركت متسعاً من الوقت للغبار كي يتساقط على ارض ساحة الجريمة.!! حملت ذاتك على راحتيك وبكيت هناك, ودماء الضحايا بعدها ما زالت ساخنة زكية تعبق في ارجاء المكان.!!  ذهبت لتوثق معالم الجريمة قبل ان يتغير لون الحطام.. وقبل ان تبدل الشمس ساعتها, ويسدل المغيب بسكونه الرومانسي اعتبارات اخرى على الجثث الممددة على خاصرة الطرقات والبيوت.

 لك في التاريخ سطوراً من ذهب.. ولك من العطاء على مسرح تاريخنا سجل حافل بالخطوات النافذة كسهم تخطى كل جدران الحقد والكراهية والعنصرية, لتثبت اننا شعب ككل الشعوب.. مشوارك الطويل شكل بصيصاً من الضوء لكل الذين جاؤوا خلفك يتلمسون معالم الطريق.. نبرة صوتك وملامح وجهك يطلان من خلف كل حكايات المسرح والسينما, ممتلآن برائحة فلسطين.!! فما الذي حدث الآن يا "سعيد ابي النحس المتشائل" ؟؟ لماذا تقف الان وخلفك جدار من الجليد.. وفوهات البنادق مصوبة الى صدرك.. وانت وحيد؟!!

 استطيع ان افهم صراخ خفافيش الظلام مجرمي الحرب والابادة.. حين يقترب موعد بزوغ الفجر!! لانهم يخافون الضوء, لانهم يخافون الحقيقة.!! واتوقع ان سيناريو المحاكم لم ينتهي بعد.. وقد تتبعه حملة موجهة الى عقول الناس وقلوبهم, فليس من الجائز ان يقبل القاتل وهو صاحب السلطة والسلطان, حقيقة تدل عليه كمجرم حرب!! فديمقراطية الصواريخ الذكية لا تحتمل ضوء شمعة تحملها كطفل بين يديك, لتفضح بنورها البسيط معالم وجوههم في سراديب جرائم الظلم والاستبداد والابادة.. انما امام كل ذلك تبقى الحقيقة كالشمس ولن يستطيع التاريخ ان يُكتب من دونها بعد الان.!!

 بيد ان الامور لم تقف عند هذا الحد.. فأنت يا من صنعت "جنين جنين" بكلتا يديك.. نسيت انك تنتمي الى قوم يقول فيهم نزار قباني في قصيدة عن عبد الناصر, هذه الكلمات :
 "فنحن شعوب من الجاهلية
 نحن التقلب ..
 نحن التذبذب .. والباطنية
 نبايع اربابنا في الصباح
 ونأكلهم حين تأتي العشية"
لذا فان النجاح في الشارع العربي جريمة, والصدق في الشارع العربي جريمة, وكأننا اصبحنا جزءاً من البضاعة والسوق ومن عملية العرض والطلب؟!! فان نجاحك هذا انتج بالمقابل عشرات الاعدء.. وربما لك شيئاً من المساهمة في العداء او في خلقه ايضاً؟!! الا انه في النهاية لا يصح الا الصحيح.!!

 خطيئتك الكبرى يا ابا صالح انك نجحت فيما عزمت عليه.. الا انني اسألك بحق ما بيننا من قهوة عربية ولحظات صمت.!! الى متى سنواصل الاحتراق؟؟ والفتنة متى تكف عن فعل فعلها فينا؟!! قليل من اعادة الحسابات التي اودت بنا الى هذا المطاف, تثبت لكل من له علاقة بالامر, انه كان بالامكان.. بل من المفروض, ان تأتي الخلاصة على غير ذلك!! من قال اننا لا نستطيع ان نكثف طاقاتنا وجهودنا ونرتقي بما نملك من قدرات لنتحدى بها هذه المرحلة.. خسارة ان تضيع جهودنا في المواجهة, وخسارة اخرى ان لم نستفيد كما يجب من هذه التجربة.!!

لو انك صنعت فيلماً على نمط الاغاني التي تملء فضائيات العرب في الغناء والطرب.. لواحدة تغني بصدرها وساقيها, او لواحد يمتطي جواده عابراً طرقات احدى قرى الريف الاوروبي, تنتظره وترنوا اليه الفتيات الشقر من كل زاوية.. كنت ستجد الف متمول عربي ممن يحملون مئات الاف الدولارات في سراويلهم ليشتريه منك. اما "جنين جنين" فهو الدماء والبكاء.. وما عاد لدى هذه الامة من وقت للشهداء.. "فاحمل صلبك وامشي" ما يزال دربنا طويل.!! حتى ينهض هذا الشرق من سباته المميت!!

خلاصة القول .. حسبك بانك جذع زيتونة تتحدى الريح والعاصفة.!!
ولا يحضرني في محنتك هذه سوى بيت شعر قاله المتنبي في احد الايام.. وهو شكوى حالي اليك..
لا خيل عندك تهديها ولا مال   فاليسعد النطق ان لم تسعد الحال

والى عناق متجدد مع الشمس.. لك مني الف تحية واحترام .



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موجز من تاريخ الفن التشكيلي في شفاعمرو
- كاندنسكي .. ثورة لم تخمد بعد!!
- نزيه نصرالله .. هذا هو ميلادك الاخير؟؟
- اغنية للسنة الجديدة قــوافـل الــدمـوع
- الحرية للمناضل السياسي ابو علي - محمد مقبل
- عريان وابي عريان في اخر الزمان قصة لم تنتهي - من تراثنا العر ...
- رابطة سوا للفنانين التتشكيليين في شفاعمرو
- اتمنى لشمعة -الحوار- ان تبقى مضيئة به وبكم ابد الدهر
- عملاق اللون الفلسطيني.. اهلاً بهذا الحضور كلمة لم تلقى في حف ...
- مساهمة بصوت مسموع في نقاش استوفى كافة حالات الهمس عمداً
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن-7
- شفاعمرو ..تاريخ واسماء ووطن - 5
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن(6
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن 4
- الرسم الايقونوغرافي او التصوير الكنسي البيزنطي
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن- 3
- شفاعمرو تاريخ واسماء ووطن 2
- فنون فلسطينية مقاتلة في منهاتن


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهد عزت حرش - رسالة شخصية, ليست الى محمد بكري فقط؟!!