أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -العرب الجُدُد- و-العرب القدامى-!














المزيد.....


-العرب الجُدُد- و-العرب القدامى-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أوروبا القديمة" و"أوروبا الجديدة".. والآن، "نسمع"، ولو لم تتكلَّم الولايات المتحدة، "العرب القدامى" و"العرب الجُدُد".

في أوروبا الشرقية، تهيَّأت للولايات المتحدة فرصة لتطويق "الدب الروسي" مع مَصْدَري قوَّته الاستراتيجية، "الترسانة النووية" و"الغاز"، عَبْر ضَمِّ دولها إلى حلفها، "حلف الأطلسي"، وعَبْر "العلاقة الثنائية"، بأوجهها كافة، فتفتَّق ذهن رامسفيلد عن هذه "الفكرة التمييزية"، متوقِّعاً أن تُتَرْجَم بابتناء قلاعٍ للنفوذ الاستراتيجي للولايات المتحدة في تلك المنطقة الوسطى، أي التي تتوسط بين روسيا وأوروبا الغربية.

استراتيجياً، تتصوَّر الولايات المتحدة أوروبا الشرقية، أو "أوروبا الجديدة"، على أنَّها موقع متقدِّم لـ "درعها" ضد الصواريخ النووية الروسية، وممرَّاً لأنابيب نفط وغاز (إلى أوروبا الغربية) تسيطر هي عليها، وعلى مصادِر الطاقة التي تتدفق فيها، فروسيا يجب النيل من قوَّتها النووية، ومن قوَّة نفوذها الطاقيِّ في أوروبا الغربية، التي يجب أن تخضع للنفوذ الطاقيِّ للولايات المتحدة، من خلال تَحكُّم "الحكومة العالمية" في"الأنابيب الجديدة البديلة (من الأنابيب الروسية)"، وفي مصادِر الطاقة في آسيا الوسطى وبحر قزوين.

وتريد الولايات المتحدة لتركيا أن تكون جسراً لنفوذها الطاقي في أوروبا الغربية، من خلال جعلها مركزاً لشبكات الأنابيب الجديدة البديلة، فعضوية تركيا في هذا "الحلف الطاقيِّ" الذي تقوده الولايات المتحدة ضدَّ روسيا، ومن أجل إحكام قبضتها الاستراتيجية على "القلعة الأوروبية"، أهم بكثير من عضويتها في "حلف الأطلسي".

وتوصُّلاً إلى الغاية ذاتها، تصارِع الولايات المتحدة من أجل السيطرة على "النفط الإفريقي" الذي يملك كثيراً من الخواص التنافسية. وبدعوى تقليل تبعيتها لـ "النفط الخليجي"، وللسعودي منه على وجه الخصوص، وَجَّهت الولايات المتحدة شركاتها النفطية العملاقة إلى زيادة استثماراتها في تلك المصادِر العالمية الجديدة للطاقة.

وها هي رايس تقوم بـ "زيارتها التاريخية" لليبيا، زاعمةً أنَّ من أهداف هذه الزيارة أن تُظْهِر الولايات المتحدة وتؤكِّد أنْ ليس لديها من أعداء دائمين (ومن أصدقاء دائمين أيضاً).

وإعلامياً، نَشَرَت إدارة الرئيس بوش وهماً إذ زَعَمَت (عبر تقارير صحافية وإعلامية) أنَّ الغاية هي أن تُثْبِت رايس لـ "النوويين" في كوريا الشمالية وإيران أنَّ حذوهم حذو ليبيا (على الصعيد النووي) سيعود عليهم بما عاد على الليبيين من "نفع" و"فائدة".

كلاَّ، فـ "الدافع" و"الهدف" مختلفان تماماً؛ ولولا شركة "غازبروم" الروسية العملاقة لما اكتشفت رايس أهمية ليبيا في سعي الولايات المتحدة إلى إقامة الدليل على أنْ ليس لديها من "أعداء دائمين"، ولما أقامت وزناً لـ "الأخلاق النووية الحميدة" لطرابلس الغرب.

قبل أن تقوم رايس بـ "زيارتها التاريخية"، وتتناول طعام "الإفطار الرمضاني" مع العقيد معمر القذافي، وقبل أن يشتعل فتيل الصراع الدولي الجديد في الثامن من آب المنصرم، عرضت تلك الشركة التي تملكها الحكومة الروسية "شراء كل المتاح من الغاز الليبي (مع بعض إنتاج ليبيا من النفط)". وبعد لقاء مع القذافي، أعلن رئيس الشركة الروسية أنَّ شركته ترغب في شراء "كل الكميات المتاحة مستقبلاً من الغاز الليبي بسعر السوق".

وشركة "غازبروم" هي من أهم أدوات النفوذ الاستراتيجي للكرملين في أوروبا الغربية، فهي تلبِّي لـ "أوروبا القديمة" أكثر من رُبْع احتياجاتها من الغاز؛ وقد وقَّعت سنة 2006 اتفاقاً مع الجزائر للتعاون في مجال الغاز.

وهذا الاتفاق أثار في أوروبا الغربية مخاوف من أن يتعاون أكبر مُصَدِّرين للغاز إليها (روسيا والجزائر) على رفع أسعار الغاز أكثر فأكثر، أي كما تفعل منظمة الدول المُصَدِّرة للنفط (أوبك).

إنَّ اللعبة الاستراتيجية التي تلعبها الحكومة الروسية، في مجال الطاقة، عبر شركة "غاز بروم"، هي ما حَمَلَت رايس على القيام بـ "زيارتها التاريخية" لليبيا، وعلى أن تضرب صفحاً عن تهمة "الإرهاب" التي كانت توجِّهها الولايات المتحدة إلى العقيد القذافي، كما ضربت فرنسا صفحاً عن "قضية الحريري"، وعن اتِّهامها دمشق، غير مرَّة، بالتورُّط في اغتياله.

ويخطئ كل من يتصوَّر دوافع وأهداف "القمَّة الرباعية (الدولية ـ الإقليمية ـ العربية)" في دمشق بما يتعارض مع "المسار الدولي الجديد" الذي بدأ في جورجيا في الثامن من آب المنصرم، فساركوزي إنَّما هو نفسه رايس التي قامت بـ "زيارتها التاريخية" لليبيا.

لقد خشيت الولايات المتحدة من الطريقة التي فهم فيها الرئيس السوري بشار الأسد ما حدث في جورجيا.

الرئيس الأسد سارع إلى إظهار رغبته في أن تطوِّر دمشق علاقتها (الاستراتيجية) مع موسكو بما يساعد روسيا في أن تعود قوَّة عالمية عظمى.

أخشى ما خشيته الولايات المتحدة هو أن ترى شيئاً من "أوكرانيا" و"جورجيا" في علاقة دمشق الجديدة مع موسكو، فالأسطول الروسي قد يتمتَّع في ميناءي طرطوس واللاذقية بما يتمتَّع به في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا؛ كما أنَّ شيئاً من "جورجيا" يمكن أن تقوم به سورية في لبنان. وربَّما تتطوَّر علاقة دمشق أكثر مع موسكو فنرى شيئاً من "بيلاروسيا" في سورية، التي حاولت (على ما يبدو) أن تقنع روسيا بأهمية الموقع السوري في مواجهة خطة الولايات المتحدة لنشر أجزاء من "درعها الصاروخية" في بولندا وتشيكيا.

أمَّا أخشى ما نخشاه نحن فهو أن نرى تلك "الثنائية الأوروبية"، أي "أوروبا الجديدة" و"أوروبا القديمة"، في عالمنا العربي، فتشرع الولايات المتحدة تمدُّ الجسور مع "العرب الجُدُد" الذين يُظْهِرون الآن تفوُّقاً على "العرب القدامى" لجهة الأوراق الاستراتيجية التي يملكون في هذا الصراع الدولي الجديد!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُمَّةٌ تبحث عن فلك تسبح فيه!
- ما ينقص -الفكرة- حتى تصبح -جذَّابة-!
- -خيار أوكسفورد- لا يقلُّ سوءاً!
- ثقافة -الموبايل- و-الفيديو كليب-!
- لقد أفل نجمها!
- أسبرين رايس والداء العضال!
- خطر إقصاء -الأقصى- عن -السلام-!
- العالم اختلف.. فهل اختلفت عيون العرب؟!
- -الإعلام الإلكتروني- يشبهنا أكثر مما نشبهه!
- -العلمائيون- و-السياسة-.. في لبنان!
- -إيراروسيا-.. هل تكون هي -الرَّد-؟!
- ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القو ...
- ما معنى جورجيا؟
- مات -آخر مَنْ يموت-!
- الصفعة!
- النفط -الخام-.. سلعة أم ثروة للاستثمار؟!
- -قطار نجاد-.. هل يتوقَّف؟!
- -الموت-.. في تلك الحلقة من برنامج -أوبرا-!
- طهران أفسدت -مناورة- الأسد!
- صُنَّاع الخزي والعار!


المزيد.....




- وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
- سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس ...
- المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
- السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر ...
- القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل ...
- موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا ...
- محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات ...
- فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف ...
- دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -العرب الجُدُد- و-العرب القدامى-!