|
الاستاذ محمد علي محي الدين حقاً انت قلم الشهداء
رحيم الحلي
الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 02:56
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الشهيد ملك الثوار
عندما عدت إلى الوطن بعد غياب قسري دام قرابـــة ربع قرن ، هالني حجم الدمار الذي أصاب حياة الناس ونفوسهم ، لقد استطاعت السلطات الديكتاتورية أن تدمر القيم النبيلة عند الإنسان الـعـراقـي الطيـب ، وحاولت كسر ارادة المناهضين لسلطتها عبر القتل أو السجن اوالتدجيــن . وحين زرت مكتب الحزب الشيوعي في الحلة ، وجدت صور الشهداء من اخوتنا الشرفاء الذين قدموا حياتهم دفاعاً عن شرف الكلمة ، كان بعضهم صغاراً في اعمارهم وتجاربهم لكنهم كانوا كباراً في وقفتهم وتذكرت مقاطع من قصيدة الجواهري تناثرت في رأسي تناثر الذكريات . تَمَثَّلْتُ يومَكَ في خاطـرِي...... ورَدَّدْتُ صوتَكَ في مَسْمَعِـي وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ............بأعظـمَ منهـا ولا أرْوَعِ وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون............لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَـعِ فموكب الشهداء متصل مهما امتد الزمن أو اختلفت الأفكار وتطورت فالشهداء في طريق واحد وهم احبة سينامون في مكان قدسي عالي علو نفوسهم الصافية . لكن اشد ما أحزنني هو الضرر الشديد الذي لحق بابنائهم وهم شموعهم وزهورهم التي أرادوا أن يضعوها في طريق شعبنا ، وجدت بعضهم قد ترك دراسته مبكراً لاعالة أسرته ، كما هو حال ابن الشهيد محمد علي الحمامي وكثيرون مثله وربما مروا بظروق اقسى ، فالمدرسة الصدامية في القتل تتلذذ بتعذيب الضحية والانتقام من ذويها بتحطيمهم باشكال عدة . لكن الأشد مرارة كان جواب احد رفاقنا في المحلية وهو رفيق أكن له كل الحب والاحترام لكونه من الشيوعيين الأوفياء ، عندما قال لي أن رفاقنا قد خف حماسهم ومتعبين في هذا الشأن ، وقد بكيت بصمت وأنا أرى الإهمال بحقهم ليس فقط في مجال مساعدة أسرهم بل وحتى الكتابة عنهم ، مما قادني الى أن اكتب عن بعضهم ، وأنا الغريب الفقير البعيد عن الوطن وبالتالي تشح عندي المعلومة التي تكون الاساس في الكتابة في هذا الباب . تذكرت السياب في قصيدة المسيح بعدما أنزلوني ، سمعت الرياح في نواح طويل تسف النحيل و الخطى وهي تنأى ، إذن فالجراح و الصليب الذي سمروني عليه طوال الأصيل لم تمتني ، و أنصت : كان العويل يعبر السهل بيني و بين المدينه مثل حبل يشد السفينه وهي تهوي إلى القاع ، كان النواح مثل خيط من النور بين الصباح .و الدجى ، في سماء الشتاء الحزينه ثم تغفو ، على ما تحس ، المدينه لكن ما روى ضمئي وهدَّءَ خاطري وخفَفَ ألمي هو الجهد الرائع والنبيل للأستاذ الكاتب محمد علي محي الدين ، حين كتب بشكل مشرف عن حياة هؤلاء الشرفاء من رفاق دربنا حين ذكَّرنا بالبطل الاسطوري الشهيد مطشر حواس وخالد احمد زكي وكاظم الجاسم وابو عبيس وابو رهيب وكتاباته الاخيرة في حلقات محطات العمر عن البطل الاسطوري عبد الجبار علي أبو هادي . كتب كثيراً عن شهداء مدينته ليس تفضيلاً فكل الشهداء مفضلون ، بل لأنه قريب منهم ويستطيع بعد جهد الحصول على اخبارهم ، ولا انسى ماكتبه الآخرون الطيبون ، ولكن أبو زاهد كان القامة الاعلى في هذا الميدان ، أتمنى أن اضمه إلى صدري وان اقبل جبينه الطاهر وان اقبل يديه التي حملت قلماً قدسياً . أن الوفاء للشهداء يعكس حقيقة المرء ، مدى تماسكه وقوة عزيمته واصراره ، لا ينسى الشهداء سوى الاموات ، ولانريد أن نموت وندعي الحياة . لن ينسى الشهداء سوى المزيفون المنافقون والمنحشرون خطئاً في مسيرة النضال ثوار المكاتب والمناصب . أتمنى أن يعطى ملف الكتابة عن الشهداء الشيوعيين للأستاذ محمد علي محي الدين فهو خير من تصدى له ولتعطى الأرض لفلاحها النشيط ، فالنيام لن يطعموا الجياع . أتعلم أن جراح الشهيد ...... تظل عن الثأر تستفهم أتعلم أن جراح الشهيد ........ من الجوع تهظم ما تًلهم جرح الشهيد هم أهله ، أبناءه الذين تركهم للزمن القاسي ، في ظلام الليل الطويل ، الذين خيب رجائهم الثوار المزيفون حين لاحت خيوط الفجر الواهية ، ضاعت امالهم حين جاء المحتل وحين جاء ابطال المكاتب وفحول الليالي الحمراء الذين لايهمهم سوى اشباع ماتشتهي نفوسهم الشبقة . يا ملك الثوار.. أنا ابكي بالقلب لان الثورة يزني فيها والقلب تموت أمانيه
#رحيم_الحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|