جاسم ألياس
الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 04:57
المحور:
الادب والفن
أمام الطريق التـقـيته ُ،
سلـّمت ُ ،
ناولـَني حفنة َضوء ٍ ،
وكان جميلا ً، جميلا
يصفــِّفُ ثوبَ طفولتهِ بين كف ّ النهار ِ ،
وبين انهيال ِالضباب ِ
مشى ،
ومشيتُ ،
وإذ كــَبـُرَ البرقُ
حدّثني
عن زمان ٍ بلا طعنات ٍ ،
وعن أفق ٍ لم يلدْ بعد ُ ،
عن قمر ٍيرفع الهمَّ عن شدو ِ دار ِ
وعن صُحـْبة ِالناس ِ وفقَ العدالة ِ ،
عدل ِ الرغيف ِ
وعدل ِالجوار ِ ،
وحدّثني
عن عذاب ِالطفولة ِ
في مدن ِالخوف ِ،
ما أبشعَ الهمجيّونَ ، قال ،
يجوع ُالصغارُ،
يكدّونَ ، يحترقونَ ،
ويومُهمُ ، لو علوا ،
في الربيع ِ،
وبين الأراجيح ِ ،
ما أبشعَ الهمجيّونَ ،
كم طعنوا أمـّنا الأرضَ ،
كم جرّدوها الأماني ،
ماذا تريد ُالمخالبُ منـّا ..
تعبنا من القهر ِ ،
والناسُ كم تعبوا ،
أكثيرٌ إذا سَرّ أطفالـُنا ،
أكثيرٌ إذا قبـّـلَ الماءُ وجه َالدنان ِ ،
ونحو الشبابيك ِعاد الصدى ،
أكثيرٌ إذا حـَـلمَ المرءُ أن يستريحَ على باب ِجدّه ِ ،
ومشى
ومشيت ُ
وإذ لاح َبابٌ من الشرق ِ ،
قربَ تموّج ِنبعيـن ِِيختزلان ِ الضباب َ،
إلى قلقي مالَ ،
صافحني مرّتين ِ
وسارَ ،
إلى قبـّة ِالفيض ِ سارَ ،
وما سقط َ الورد ُعن وجهه ِ ،
رفع القيظ َعن آخر ِالحسرات ِ ،
وسارَ
وما سلــّم البحرَ مفتاحَ قريتهِ ،
وضفائرُ ريتا أبى أن تكون من الذكريات ِ،
تدلــّتْ على حاجبيه ِ،
وأهدته ُحلما ًطويلا ً، طويلا
وسارَ ،
وكان جميلا ً، جميلا .
#جاسم_ألياس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟