أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الاتكالية كسلوك سلبي














المزيد.....

الاتكالية كسلوك سلبي


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعريف الاتكالية : لأ بدأ أولا بتعريف مصطلح الاتكالية الذي يعني الاعتماد على الغير في حل الأمور الخاصة إلى درجة كبيرة تنتفي فيها المسئولية الخاصة والمجهود الذاتي
أو على الأقل تبدو جد قاصرة وضيقة أمام ما ننتظره من الغير لحل إشكالاتنا الخاصة جدا .
ذلك أن الشخص الاتكالي يكتفي برمي مسئولية تدبير شؤونه المادية أو حتى المعنوية على الغير قبل استنفار مقوماته الشخصية والخاصة .

بعض أسباب الظاهرة :

مما لا شك فيه أن صفات كهذه تنتشر بشكل كبير في المجتمعات المتخلفة وتشكل من ناحية أحد تمظهرات الخلل التنموي وبتعبير اقتصادي محض تعكس أحد وجوه سوء توزيع الخيرات والخدمات المادية منها والمعنوية ما بين الفئات الاجتماعية حيث لا تتوزع شروط النشاط الاقتصادي بشكل متعادل ما بين فئات المجتمع .
ومن ناحية أخرى تشكل ظاهرة الاتكالية أحد أسباب إعادة إنتاج الاختلالات الاجتماعية في اتجاه مزيد من التضخيم والانتشار ، لأنها تبرز أحد تمظهرات الإعاقة الاجتماعية .....
فكيف نتصور مجتمعا ناهضا إذا كانت فئات كبيرة منه موقوفة عن الفعل و توكله
بشكل إرادي أو لا إرادي للغير .
مفاهيم التنمية البشرية بشكلها الحديث تحرص على أن تكون مقاربتها في تفسير الظواهر الاجتماعية شمولية وتدمج بالتالي المنظور الاقتصادي ،بالاجتماعي بالثقافي وكذا بالنفسي .
من هنا فإن المقاربة النفسية تشكل في نظرنا أحد ركائز أو تجليات المقاربة الثقافية .
فإذا حاولنا البحث عن أسباب القصور في تحمل بعض الناس لمسئولية إدارة شؤونهم الخاصة ورميها على الغير : كالمقربين بالخصوص وحاولنا البحث عن
الأسباب الذاتية فسوف نجد بالتأكيد عدم تشبع هؤلاء منذ نعومة أظافرهم بقيمة الاعتماد على النفس وما قد ينجم عنها من اكتساب لمهارات مختلفة نتيجة لتكرار عمليات التجريب ومواجهة تحديات الحياة اليومية بإرادة لا تلين شأن كل من يحرص على تحقيق نجاحات معينة في حياته الخاصة بل حتى العامة .
في سياق الظاهرة التي نحن بصدد تناولها يمكن القول بأن فعل الاتكال على الغير باعتباره ظاهرة واسعة الانتشار يجد روافده في القيم الاجتماعية التي تعمل إما على تعزيزه أو تبريره في أحسن الأحوال بهدف ضمان بعض الأهداف الثانوية
ذات الطابع الآني أو القصير المدى و تعمل من جهة أخرى على إفراز اختلالات جديدة قد تأخذ شكل تمظهرات نفسية سواء لدى المعني بالأمر وذلك بتكريس صفات الكسل والخمول والتقوقع الاجتماعي في سلوكه وكذا بالضغط المبالغ فيه على من يتحمل وزر مسئولية آخرين على حساب حاجياته مما قد يؤدي إلى أن يكون الثمن باهظا على حياته الخاصة .
هذا بالإضافة إلى النتائج الاجتماعية حيث تفعل الظاهرة في اتجاه بروز ظواهر سلبية جديدة ناجمة عن قصور في أدء شرائح عامة من السكان في أداء بعض وظائفهم الاجتماعية .ذلك أن كل المشكلات الاجتماعية غالبا ما تتشابك فيما بينها عبر سيرورة مسترسلة ومتفاعلة من الأسباب والنتائج .

أمور تفضي إلى العديد من الالتباسات التي قد تمس التفاعلات العلائقية ما بين
أفراد العائلة أو المحيط الاجتماعي بشكله الواسع للأشخاص الاتكاليين .
ولعل الخطير في الأمر أن الاتكالية غالبا ما تتخذ مرتكزا لها ضمن ما هو ديني عبر تأويل مغرض للعديد من الآيات أو الأحاديث :،حيث يعتبر هؤلاء بأن الرزق على الله وبالتالي يتقاعسون في البحث عنه ، وحسب نفس المنطق يعتبرون مساعدة الأقرباء لهم : أهلا أو جيرانا أو حتى الدولة في بعض المجالات ( واجبا يدخل ضمن الواجبات الدينية بحكم أن الدين حث على التكافل الاجتماعي . علما أن التوكل على الله لا يلغي ضرورة السعي نحو الرزق بمختلف الأوجه المتاحة وبالتالي فالتوكل على الله لا يعني بأي شكل من الأشكال الاتكال على الغير الذي قد يعتبر استغلالا لأريحية هؤلاء لأن المساعدة غالبا ما تكون مرحلية وعابرة وإذا كانت قارة فمن المفروض أن تذهب لمستحقيها ممن لا يستطيعون القيام بأي جهد كالمرضى والمسنين والمعاقين والأطفال أما ما عدا ذلك فإن تأبيد المساعدة لمن هو قادر على العمل تذهب ضد مصالحه وكذا مصالح المجتمع في تعبئة مختلف الطاقات والاستفادة منها عبر العمل المنتج .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميديتيل و الأنترنيت الموقوفة التنفيذ
- المغرب يعيش على إيقاع الكوارث والضحايا دائما الفقراء
- مزايا العفو والتسامح كقيمة سلوكية
- المرأة والإبداع في العلوم الاجتماعية
- من أجل تعايش أرقى بين الشعوب والحضارات
- الأم العربية ،رمز التضحية والعطاء اللامشروط
- اليوم العالمي للمراة : الحق في الاعتزاز بالذات
- لآليء المعاني...داخل جوهرة اللغات
- الوضع الاعتباري للثقافة والمثقف في العالم العربي (تابع)
- الوضع الاعتباري للثقافة و المثقف في الوطن العربي
- عزوف سياسي أم إفلاس حزبي ؟ بعض ملابسات الحقل السياسي بالمغرب
- الانتخابات التشريعية.....وحملة بنكهة الثلج ......باردة باردة ...
- فضاءات بنكهة الالتباس :الرمزية والتجليات
- الحروب ،أية مشروعية ؟
- الإفتاء الغوغائي عبر علاقاتنا الاجتماعية
- من يحمي المواطن من عنف المؤسسات
- الشباب والقراءة
- بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين
- حول آفة الخيانة الزوجية
- لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الاتكالية كسلوك سلبي