أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسعد اللامي - انت راحل اذا.. ايها النبيل














المزيد.....


انت راحل اذا.. ايها النبيل


اسعد اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 03:18
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قبل يومين، من وقع الفاجعة، وبعد ان اعجزتني عن رؤيته مشاغله الثقافية الكثيرة، كلفت الصديق علي عبد السادة، بايصال مجموعتي القصصية"بقايا حلم اليه".

كنت حريصاً، أن تتلقفها يداه، واكثر حرصاً ان اسمع منه رأياً حول نصوصها، ربما بسبب من معرفتي، بثقافته الواسعة، ورؤاه النقدية السديدة، وحبه الجم للإبداع.

كنت قد كتبت له، على ورقة الاهداء.

الى المتواضع النبيل، كامل شياع.

رفقة الطريق، المفضي الى الحلم.

حلم الوطن، الخالي من موت الفجأة.

وموت الطلقة، وقضبان السجون، وجوع الانسان

وطن يحترم كرامة المرء، وحقه

في الفكر والرؤيا والحياة.

هل وصل الكتاب إليه؟ هل لامسته يداه؟

هل تلكأ علي عبد السادة، لأنشغالاته الكثيرة في الصحيفة عن ايصاله اليه؟

هل سمح له الوقت ان يتصفح ورقة منه؟ ورقة واحدة فقط ليجعلني أقول بفخر، كعزاء اخير لي، أنا المذهول حتى هذه اللحظة. والمصدوم بوقع خبر رحيله، ان مثقفاً كبيراً بحجم كامل شياع، قد لامست عينه الحبيبة احرفي، ولربما يكون قد حملها معه، نحو المدى الأزرق البعيد للأبدية اللا متناهية الأبعاد، ولا بد ان اسمع منه ملاحظاته حولها.. بعد ان يستريح هناك، ويستقر به المقام ربما في عملية تواصل عبر الاثير، فهو لم يتخل طوال حياته عن إسداء نصح، ولا يمكن للموت على الإطلاق مهما كان فجائياً ومرعباً، ان يثنه عن طبعه ذاك.

علي الآن.. ايها الباسم الجميل، ان اقول، انك اخترت موتاً، مبدعاً، جميلا، لسبب بسيط: انك تركت عن قناعة عالماً مليئاً بالورد، والوداعة، وفن العيش، تركته خلف ظهرك وأخترت، العراق، العراق مالك لبك منذ اليفاعة، اخترته ايضاً عن قناعة راسخة، وايمان مطلق، بغده الواعد الجميل، ولم يثنك عن عملك، وتفانيك، وتواضعك، وحبك للجميع، معرفتك بأن الطريق محفوفة بالمخاطر، وان الليل ما زال، يلقي عتمته على الارجاء، وذئابه المسعورة تسرح طليقة بين الجنبات، تلتقط الشرفاء، والمخلصين، بيض القلوب والايدي والألسنة، ليخلو لها المسرح، تلعب على هواها دون ان تفضح غلوها وتطرفها وسعيرها، عقلانية راء كبير،

هو الصراع ذاته، ايها الممتلئ بالصدق،

قوى النور مقابل قوى الظلام

هو الصراع ذاته ايها الرقيق، يلف العراق منذ ازمان سحيقة لست انا الذي يقول ذلك اليك، انت تعرفه، بما تملك من بصيرة ثاقبة، ولكنها اللحظة الماكرة، لحظة الخسة والغدر، لا يلجأ اليها الا من يحمل في داخله كل أدران التأريخ، وقبح الشر، وهمجية الظلام

أنت مرتحل إذا ايها الصديق، عن العراق الذي أحببته حتى الرمق الأخير.

الى بقاع رحيمة، لا غدر فيها، ولا عدوان

بقاع يعرف الإله فيها، ما تحوي أوعية القلوب

وما تضمه السرائر، من حب للكائنات،

يجزي عليها، ويختار لأصحابها، اهدأ الامكنة

بعد عناء الحياة في العراق.

نم قرير العين، وتيقن ان بذارك، سيهمي

عليه مطر جميل، وستشرق عليه شمس ساطعة

وسيغدو نبتاً وارف الظلال



#اسعد_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسعد اللامي - انت راحل اذا.. ايها النبيل