صمت... صمت... يا هذا الطارق أبواب الموتى.... يا هذا الطارق من أنت ؟ يا هذا القادم من جزر الملح والموز لتقيس حجم هزيمتنا بأسم لجان التقصي, يا هذا الزمن الطاعن في الهجرات وفي ملاحم الابادات قم وأخبر عنا بأنا لم ولن نكون يوما هنودا حمر, لن نرضى أن نظل نستتر بأثواب النكسة ونعلق ثوب اللوم في خزائن هزيمتنا والبعد عن القيم والدين والله الذي غدا غير موجودا بادلة العقل التي لا تقهر, يا هذا الزمن الطاعن بالسن والمفعم بروائح مجدنا التليد انزع عنك ثوب المؤرخين والمرتزقين بدينار أو حصن حساء من خزائن البيت الأبيض او بيت مال المسلمين واخرج من قمقم العولمة الذي صبغوك فيه واخبرهم بما لديك من خبرة عمن انتحر بين نهريها, أكد لهم أن من أبى أن يكون عربيا سينتحر بين شريانان الدم فيها دجلة والفرات...( قضيتنا لنا وطن كما للناس في أوطانهم نزل... وأحباب وأنهار وأجداد...وكنا فيه أطفال... وصبياناً...وبعض صار يكتهل... وهذا كل هذا الآن محتل ومعتقل...قضيتنا سنرجع أو سنفنى.. مثلما نفنى...ونقصف مثلما قصفوا.. ونقتل مثلما قتلوا...فإرهاب بعنف فوق ما الإرهاب ثوري )* هكذا بدأت العراق اليوم ولكنها ما نامت يوما وما بخل أهلها عليها بقطرة دم, الدم مقياس الانتماء لتلك الأرض (وطني علمني أن أقرأ كل الأشياء...وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء)* كما لكل الشعوب سيكون التراب المثقل بروائح الدم المقياس وخروج السكارى عن هذا الصف الترابي العربي, ليس غريبا فلا بد للسكارى أن يصحوا من رائحة التراب العبق اللبق, وان لم يكن كذلك فالسكين للخائنين (فبعض عاشق يصحو وبعض عاشق ثمل...وكاد لولا كاد...لا دبر ولا قبل...وأمسكه هوى لبلاده ما بعده غزل...عراقي هواه وميزة فينا الهوى خبل...يدب العشق فينا في المهود وتبدأ الرسل ...ورغم تشردي لا يعتريني بنخلة خجل...بلادي ما بها وسط...وأهلي ما بهم بخل )* هذه القبائل الثائرة إن أصابها النعاس لا بد تستفيق, فهذه ليست سكرات الموت لها , وثأرها لم يمت يوما , وكيف يموت وهي التي لا تكتب وصيتها فكل موت فيها ميلاد جديد وكل درب للشهادة هجرة أخرى كما قال محمود درويش ( هي هجرة أخرى فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما ... سقط السقوط وأنت تعلوا فكرة ويدا وشاما ... لا بر إلا ساعداك ... لا بحر إلا الغامض الكحلي فيك ... فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما ) .
أرادوا من بغداد أن تكون الطروادة الأخرى في عصر الانزلاق , وفي زمن الوقوف على أطراف الهاوية , حين صار الزمن الأخر كما اسماه غسان كنفاني
( الخيانة مجرد وجهة نظر ) يقودنا خصي في المعركة وبعد أن نموت يطلب منا أن نطرق جدران الخزان (ما عدت أطيق تعاليم المخصيين ...تفردت.. نشرت جناحي في فجر حدوث ... ووقفت أمام القرن الرابع للهجرة ... تلميذاً في الصف الأول ...يحمل دفتره.. يفترش الأرض.. يعرف كيف تكلم عيسى في المهد...فإن الثورة تحكي في المهد...ويسمع صوت السبل النارية تبدأ بالخلق ...اللهم ابتدئ التخريب الآن ...فإن خراباً بالحق.. بناء بالحق)* ... أرادوا لبغداد أن تكون طروادة البيت ومسادة الوقت , أرادوها طروادة, وكانوا في بيوتهم ينحتون الحصان الخشبي لإدخال الغزاة إلى حجرها الطاهر ليحلو مكان النظام السابق وللذي يرى بعين الواقع يرى ماذا يعد الاسلاميين اليوم في داخل المدن العراقية ليكونوا بديل صدام قذارة تستبدل بالقذارة ... نحتوا الحصان الخشبي الذي فتح المدينة من سرو وسنديان وبلوط العرب وشيده النجارون العرب .. وحضر حفل افتتاحه قادة من جيوش العرب على أنغام المسلخ الدولي (ورغم تشردي لا يعتريني بدجلة خجل فلست أدري ليومي ...إنما ما يمحض الأمل ... وأن العنف باب الأبجدية في زمان عهره دول ...قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفداً أرسلوا السكين وفداً ينتهي الخلل ...)*
بغداد ... لقد سقط شاعر العرب , وسقط تاجر العرب , وسقط قاضي العرب وقائد جندهم , وسقط الوتد المتبقي من شهامتهم حين شيدوا حصان البيت الأبيض الخشبي في متاجرهم , واحرقوا كتاتيبهم , وعلقوا على الصلبان سبايا المسلخ الدولي , وأشعلوا نار العشائر للقادمين من الغرب على خيول الفتح والبوارج وحاملات الطائرات , وأزالوا صرح الديكتاتور ليستبدلوه برجالهم وبديكتاتورية جديدة على طريقتهم ليحفروا من انشائات تاريخهم الأسود صورة لسيد البيت الأبيض ... وما سقطت يا بغداد (لا تخف إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفة ...ما حنى الدهر قامتها أبداً...إنما تنحني لتعين المقادير إن سقطت أن تقوم وتتم مهماتها الهادفة)*
هؤلاء السكارى يا بغداد ادخلوا كل زنات التاريخ العربي مرة أخرى لحجرتك ووقفوا خلف الأبواب , كل عواصمنا دخلها زنات الليل بنفس الأسلوب الذي اغتصبت به القدس في جنح الليل العربي الحالك (لماذا أدخلتم كل زنات الليل إلى حجرتها ...وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفاً ...وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض)*
هم اليوم يطلبون منها ان تتحمل نتيجة ما فعل صدام ولذلك يفعلون ما يفعلون بداخلها ويحملون الشعب المسؤولية ويبررون تحالفهم مع لامريكان واليوم يستعدون ليحلوا محل القوات الامريكية التي اعطتهم الصلاحيات الكاملة ليس غريبا عليهم فهذا ما عهدناه من الاسلاميين دوما, هؤلاء المقاتلون السكارى يا بصرى , هؤلاء المقاتلون السكارى يا بغداد الأمجاد هؤلاء أبناء الزيف يا نجف , أعضاء المحفل الانتقالي يتراقصون على الدم وعلى قبور القتلى ومجزرة أخرى (يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق ...في العلب الليلية يبكون عليك ...ويستكمل بعض الثوار رجولتهم ويهزون على الطبلة والبوق)*.... بغداد أفيقي لقد خرج جند المحفل الانتقالي من الحصان الخشبي ليفتحوا أبوابك الموصدة لقد خرج اتباع الدين السياسي لينفذوا مسيرتهم الدموية ليقتتلوا بسيوف السنة والشيعة مرة اخرى , ربما هي واقعة الجمل الاخرى وصفين الاخرى, مولاي على شط البصر يبكي حائرا لا يدري ماذا يفعل , من سلم شط البصرة قبل ذلك للفرس ومن جاء يسلم شط العرب لسيد البيت الأبيض ؟ من ضرب الطبل ورقص على أنغام دخولهم لخدرك الطاهر , ومزق التاريخ في متحفك ودمر أمجاد بابل , بابل العظيمة يا بغداد , وصل الحقد إلى الأرحام وجاءوا ليثاروا من نبوخذ نصر يساندهم نفر من أبنائك الصامتين وثلة من المغادرين بلا سبب والمنفيين .
كلن من السكارى على طريقته كان يحتفل بحفل اغتصابك بغداد ويغنون بأنه حفل الحقيقة الوحيدة , والحقيقة الوحيدة أننا جميعا غير بريئين (تعالوا نتحاكم أمام الصحراء العربية كي تحكم فينا ...أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء كهزيمتكم ...يا شرفاء مهزومين...ويا حكاماً مهزومين...ويا جمهوراً مهزوماً ...ما أوسخنا.. ما أوسخنا.. ما أوسخنا..ونكابر ... لا أستثني أحدا )* ... قَدِمَ الطغاة ينتظرون أن نرش الدبابات بالزهور والعطور ونستقبلهم بالتين والبخور ونعدم بقية الصقور الراغبة بالموت لأجلك... (ماذا يدعى أن تتقنع بالدين وجوه التجار الأمويين؟ ماذا يدعى الدولاب الدموي ببغداد؟ماذا تدعى الجلسات الصوفية في الأمم المتحدة؟) الجلسات الصوفية الجلسات الاسلامية في الامم المتحة في قلب امريكا الدافئ الذي طالما احتضهن الحضن الذي احتضن حسن الترابي من قبل وسانده لاسقاط ثورة الشهيد عبد الخالق محجوب في السودان, اسألو التاريخ يا عرب الردة ماذا فعل الترابي بعبد الخالق محجوب باسم الدين ؟؟
مخطئون مخطئون حين ظنوا أننا نائمين منتظرين المحرر القادم على ظهر حاملة طائرات ... إننا بانتظار الصبح , أليس الصبح بقريب! , لا بد أن تضرب شمس الحرية طبولها حتى يفيق هذا الفجر الخائف المختبئ في ملجأ العامرية ... الصبح قريب ليس بحاجة لبطاقات سفر وموعد للحجز ... فأجسادنا بساط السندباد العربي الذي سيحمل الحرية إلى أراضيك العربية فهذه متطلبات الرجولة... سيعبر الرفاق ولا بد سينتحر الطغاة الذين ظنوا لمرة أن سلاحنا ليس إلا كلمات من الرثاء تتراقص فوق أضرحة القتلى وتراتيل ولطامات نبكيها على قبور الاولياء سلاحنا ليس اللطم على الحسن والحسين وليس البكاء والخزعبلات وبقايا الانبياء الذين قدموا ... سنستل مع درويش من تينة الصبر غصنا ونقذفه كالحجر وننسف دبابة الغاصبين ... ولا بد سنطردهم عن إناء الزهور وحبل الغسيل ... ونطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل ... ونطردهم عن أذان الجوامع ... ونطردهم عن بخور الكنائس ... ولن يبقى في مجلسهم أمن, ولا في معاولهم غزل , ولا سكارى في محفلهم , ولا نفطنا في طائراتهم ... (سيرحل هذا الطين قريباً ،تعب الطين ...عاشر أصناف الشارع في الليل ...فهم في الليل سلاطينْ)*
ستفيق الأمة من لعنتها وتمسح عارها والمجلس الانتقالي وبريمر والاسلام السياسي وعاره المزروع فينا منذ قرون وكل رجال الشرطة والمخافر وكل كلاب الشرطة ويبقى الوطن ... سيشهد هذا النفط الأسود على اختلاط دمهم به صفوفا صفوف ... أفق أيها الضمير العربي وقاتل ,أفق أيها الجندي العربي وارتدي بزتك العسكرية وقاوم, أفق أيها الطفل العربي من غفوتك وطاردهم بين الأزقة, أفيقوا جميعا (أصرخ فيكم ,أصرخ أين شهامتكم إن كنتم عرباً.. بشراً.. حيوانات ,فالذئبة حتى الذئبة تحرس نطفتها ...والكلبة تحرس نطفتها ...والنملة تعتز بثقب الأرض وأما انتم!!!!)*
إرادة الشعوب لا بد أن تنتصر إذا أيقنت ( أن البندقية هي القابلة القانونية لولادة التاريخ)(نايف حواتمة) ... زمن الكوليرا الإمبريالية والحظر الصحي على قرارات مجلس الأمن , وشهادات الخلو من الإرهاب , ولغات الصمت العديدة , كل هذا سينتهي وبقدر كافي لان يوقف هذه الشعوب على قدم واحدة لتتحدى على المارد الأسطوري الرأسمالي الطامع في دمنا , أوقفوه يا حفاة العرب وستقف الشعوب بكل ما اوتت من قوة تقاوم لتنال حرية وسنزلزلهم بالغضب اللاهب هم اوهن من بيت عناكب ولا بد أن نستجيب لنداء مظفر بغداد الغضب (يا حفاة العرب ...يا حفاة العجم ...ادفعوا الهادر البشري المسلح ...صكوا على عنق السفن الأجنبية ...ألغوا مدافعها بادعاءاتها الزائفة ...حشدوا النفط.. فالنفط يعرف كيف يقاتل حين تقوم الحرب وقد يتقن الضربة الخاطفة
يا جنود العرب ...يا جنود العجم.. أيها الجند ...ليس هنا ساحة الحرب.. بل ساحة الالتحام لدك الطغاة.. وتصفية لبقايا عروش توسخ في نفسها خائفة
أيها الجند.. بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة... حطموها على قحف أصحابها)*هذه هي ساحة المعركة وهنا لا بد ستنفذ في عرش الإمبريالية أخر الضربات القاضية لنتم المهمة الهادفة لحرية الشعوب , سينتحر الخوف حين تقوم الأمم ساخطة غاضبة , لا خوف بعد الآن لا نوم , طيور النار والعنقاء ستعود وترجم الفيل المجنون القادم على ظهر السفن الأجنبية (الأساطيل لا ترهبوها ...أنفروا لو عراة كما قد ولدتم وسدوا المنافذ في وجهها والقرى.. والسواحل.. والأرصفة
أقصفوا ما استطعتم إليه الوصول من الأجنبي المجازف واستبشروا العاصفة
مرحبا أيها العاصفة ...أحرقوا طغم القمع من خلفكم ...فالأساطيل والقمع شيء يكمل شيئاً كما يتنامى الكساد على عملة تالفة)*
هذه الحرب العنيدة كشفت كل شيء,كشف عوراتنا وضعفنا ومواطن الخوف فينا هذه الحرب كما يسمونها الضالعون بالسياسة , حرب الخليج الرابعة .!كشفت عن زيف وهشاشة الفكر السياسي العربي .. ذلك المتصل بالسلطة خاصة , والمتأثر بها عامة .. وأدخلتنا هذه الحرب في متاهات الألفاظ الوطنية المسطحة , تلك التي تشدقت بها مليون حنجرة وحنجرة .
فقبل ذلك .. منذ النكبة ونحن نحاول التشبث بشيء يحملنا لشط نجد فيه وطن حر , لكن هذه الحرب قضت على كل شيء يمكن أن يوصلنا وكشفت التآمر العلني على القضايا , منذ النكسة أمنا بهشاشتنا.. وها نحن نعرف اليوم أكثر .. ورغم هذا , ما زال المزايدون يزايدون على الأمة وعلى فشلها , إن الأمة لم تذق طعم الفشل والهزيمة إلا منذ أن صار التجار حماة ديار ومنذ صار تجار الدين السياسي اتباع الفكر الانهزامي هم من يسمون بالمقاومة او كما تريد امريكا وكما تريد الاستخبارات الامريكية ان تجعل من اتباع الاسلام السياسي بديل للانظمة ... ومنذ أن صار المد الجماهيري يسير خلف الانقلابات الهزيلة , والشعارات الخداعة , نسينا القضية المفصلية , نسينا حتى أنفسنا (عشية يوم في القرن الرابع للهجرة كيف نسينا التاريخ؟ أطلق فلاح في أقصى الحنطة ناراً فانقضت كل وطاويط الشاه هناك ... وكانت قدمي الملوية قد تركت بقع خضراء من الدم المخلص ...واستجوبت الأحجار فلم ينطق حجر ...كيف نسينا التاريخ؟وكيف نسينا المستقبل؟)*. , رضينا بالديكتاتورية كحل لقضايانا , وعلقنا هزيمتنا على شماعات الخوف والتنصل من المسؤولية , وصلنا الكهف ونمنا فيه أربع وخمسون عام مع أهل الكهف , أفقنا كالذئاب , لا احد يعرفنا ولا احد يؤمن بنا (بأس.. يا سيد الموقف أعصف ودمر...أقبل حسن يديك.. طهر الشعب من لعنة الجبر, شمر وزود مبادئنا الشاحمه ...تمرد فهذي الشراذم ملعونة الأبوين على عهرها شدت الأحزمة ...من جلالته بالحجاز يزج بكل أذان إله إلى خير الأنظمة ...شهوة نحرت باتجاه أمريكا سبعا وسبعين في لحظة وتوضأ مجرمها بالدماء) *
تراكم الآهات في النفوس المنكوبة , هرب النفس إلى الفكرة , لا شيء يمكن أن يمنع هجرة الذات إلى الفكرة السامية , لان الفكرة لا بد أن تنتصر , هي بحاجة لاستبسال الضمير في إيقاظ الإبهام ليضغط زناد البندقية بالاتجاه الصحيح (ازحفي أيتها الكتل البشرية ...هذي العيون الملايين لو نظرت ذوبتهم ,فكيف إذا حدقت بالبنادق عابسة صارمة!)*, هي بحاجة لوقوف الأمم أمام إفك صاحبة الطهارة , وفك مسمار الصليب على خلاص الاستعارة , ونحر هذا الصمت الذي صار قافلة الخطايا , كي لا يصير الوطن استراحة العابرون على الهضاب واكتواء الذهول المستفيق على شبابيك الأسى والندم , كل شيء سيعود , لكن ليس كما كان حتى أيام السندباد , فالسندباد لم يعد يحترف فن الحياد , الجند قادمون على ظهر الشعوب المبادة , طائراتهم تحمل أسماء قبائل الاباتشي الهندية المحترقة بنيران الجندي الأبيض, وسيد البيت الأبيض , الجند قادمون يحملون أعلام الثأر من نبوخذ نصر , يحملون أعلام الحداد على الهيكل , الجند الفارعون يدخلون بغداد, ويفيق السكارى المسربلون بالوجع ليبدأ مسلسل الخيانة(يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي أهاجر في الفقر ...وخنجرك الفضي بقلبي.. وأولادي ...عشقتني بالخنجر.. والهجر بلادي ...ألقيت مفاتيحي في دجلة أيام الوجد وما عاد هنالك في الغربة مفتاح يفتحني) ... كل شيء يكذب كنشرات الأخبار , يقولون أن بخلاء الجاحظ سرقوا متحف بغداد وبساط السندباد , وعواء السكارى يتعالى واللصوص يدخلون بغداد من كل الأبواب , والأصابع تشير إلى قبر خالد بن الوليد في حمص , الاصابع تشير الى سوريا من جديد او الى فتح جديد كما يقول عنه السكارى المسلمون.
كلنا صار العاشق السيئ الحظ فكيف سيعود القلم من جديد ليفضح الاشتياق ؟ (صرت شوقا ً مخيفا ً لكثرة ما اشتـقـت يا وطني ...أن أحط على كل بابٍ خدودِ وألـثمها مثـلما شـفـتي هاتـفة)* أم أننا صرنا كما اسمانا إدوارد سعيد يوما (فرادة موقفنا أننا ضحايا الضحايا ) وإلا فأين أبنائك الحقيقيين يا بغداد وأين كانوا ليلتها حين قدم الطغاة بكل ما يملكون من جند مسلحون حتى أسنانهم بالحديد والنار والقنابل النووية والكيماوية , أين ذهب المقاتلون ولماذا تحولوا إلى قتلى في لحظة , قتلى بالمعنى الحقيقي للصمت عن القتال , وغدا المقاتلون السكارى هم الآمر والناهي في نواحيكي , أين الغريب الذي يرى وجه غريبته في مرايا الآخرين ؟ ليس أصعب من هذا العنوان للمرحلة أو الهزيمة ( القتلى والمقاتلون السكارى ) لذلك عجبت من هؤلاء المقاتلون السكارى لماذا كانوا فرحين بسقوط بغداد في أيدي الطغاة , وكانوا يرقصون طربا كالطير في موسم الزواج؟ , أي امة تلك التي تفرح بسقوط بغداد! , وأي امة تلك التي تغتال القصيدة من على الشفاه ! أي سكارى هؤلاء الذين يشربون كأسا على قبر الشهيدة ! ويا لهول هذا القبر الذي يضم بين جناحيه بغداد التي غير قابلة للموت وماذا كانت حجة تقاعسنا عن حمايتها (مازلنا نتوضأ بالذل ونمسح بالخرقة حد السيف, ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف)* ... هم أسموه قبر بغداد ويريدون وأد بغداد حية وشرياناها مازالا يسيران, فعلى اليمين يسير دجلة وعلى اليسار الفرات ... وبغداد خالية من جند اليمين واليسار ... فلا شيوعي ولا إسلامي, ولا بعثي ولا شيعي , ولا متشدد ولا وسطي, ولا دموي ولا إنساني ؟ أين كانوا ليلة المعركة أين هارون الرشيد وأين الحجاج ؟ ولماذا هذا الاستبسال في الحياد ؟ (مرحبا سيقوم من الجرح أكثر عافية وطني بجراحاته النازفه ...دفنوه عميقاً فقام التراب به إذ تململ فالقوتان هي القوة الخائفة...أيها الدم العربي لماذا هزمت و واجبك العربي فلسطين ؟؟أنت أجب.. أيها الدم يا سيد المعرفة ؟)* اذا كانت حجتهم الطاغية صدام فصدام قد سقت فلماذا يتأمرون بكل وقاحة ؟ الدم سيد المعرفة وعنوان المرحلة ولا شيء سواه عنوان ومهر لبغداد ... الشراذم السكارى سيرحلون قريبا بعد أن تتلقى هذه الأمة درسا في التخريب ... درسا حقيقيا في المعارك ... درسا في النضال الأممي وهذه الأرض لن تكون إلا عربية ولن تتلقح هذه الأرض بغير اللغة العربية (كوني عاقرا أي أم الشهداء من الآن فهذا الحمل من الأعداء ذميم.. ومخيف ...لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية ... يا أمراء الغزو فموتوا..سيكون خراباً.. سيكون خراباً.. سيكون خراباً ...هذي الأمة لابد لها ان تأخذ درساً في التخريب)*
بقلم : الكاتب والناقد السياسي الفلسطيني
مهند صلاحات