أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمن كراجه - حب يقسم على أكثر من اثنين














المزيد.....

حب يقسم على أكثر من اثنين


ايمن كراجه

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 03:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هي قصة قصيرة, او قصة كثيرة التكرار او ربما هي ليست قصة! مأساة العصر الحديث والتحرر.محمد شاب رقيق فيه من السمات الجمال ما يكفي لينعت بالوسيم, تخرج من معهد اللغات الحديثة بتقدير جيد جدا ودرس بشكل فردي علم الأنساب وشغله التاريخ كثيرا والنازية الهتلرية.ليست القصة مبتدؤها وصف محمد فهو شاب كأي شاب من أنصاف المثقفين او ارباعهم, ممن أظلتهم الأفكار الحديثة والتحرر والتقدميه, محمد كان في أي مجلس ينتقد تخلف المجتمع وخاصة أسر المرأة, المرأة تلك الكائن الجميل مسلوب الإرادة في مجتمع الطغيان الرجولي هكذا كان يبدأ نقاشه.

مريم أسما عن أي وصف, صافية السريرة كماء لم يخلق بعد, شفافة الروح كأنها لا ترى , جميلة كجوكاندا لم ترسم بعد, ناعمة الملمس كغيمة بشرية, صادقة كنبي لم يرسل بعد , تملك بسمة تشق السماء حناناً , في عينيها لؤلؤة الساحرة التي تأخذك الى أي مكان وكل مكان بلا رجعة, فيها ما فيها مما ليس بغيرها.

كانت تسمع مريم عن أحزاب في الاردن تدعو للتقدميه ولتحرير المرأة , لم تكن على قناعة تامه بأنها مأسورة إلا أن فضول المرأة أنبأها بأنه لا ضير في الإطلاع على ما يهذي به فرسان التحرير. دخلت مريم أحد الاحزاب التقدمية وأعجبتها فعالياتهم ونشاطاتهم الموسيقية وأغاني الحماسة وروح المقاومة لدى مجموعة من الشباب ممن يرددون الاغاني وكأنهم على الجبهة يقاتلون.ربما لم تلمح وقتها بعد هدوء محمد الاصطناعي ونظراته السارقه نحو طفولتها وبراءة إنطباعاتها ...كعادته في حب الظهور صعد محمد على المنبر بخطوات متكاسلة لا توحي بالكسل بقدر ما توحي بالوقار والهيبة, وبدأ يلحن على مقام فن الخطابة تحت عنوان " الآن ينجلي الظلم وأنير بكلماتي ظلمة مخططاتهم الغاشمة " من كان لا يعرف محمد فقد ظن بالتأكيد بأنه سوف يسقط أنظمة الحكم الحديثة بخطابه, ومن كان يعرفه فقد بدأ بالبحث عن فتاة جديدة يسعى محمد لإقتناصها بجدلة الغزير حول حقوق المرأة والمخطط الأزلي لإستعبادها.

كانت لكلماته وقع على حديثي العهد والخبرة, فما أن إنتهى من سلسة تنظيراته حتى عاد لا لمكانه الذي انطلق منه بل لمكانها الذي سعى اليه, جلس بالقرب منها وكأنه يستعطفها لتشكره على خطابه او لشعوره تجاه المرأة او لتطلب التعرف عليه اكثر, إبتسمت مريم له ابتسامة لا تحمل اي مضمون سوى كونها ابتسامه, استجمع قواه وتقدم لها: اسمي محمد..وبدأ سلسلة أخرى من التلفيقات والإدعاءات, لم تكن الصغيرة صعبة القنص من محترف نساء مثل محمد, تسارعت الأحداث الى ان اتخذا قرار الحب.

تحب النساء بأساليب مختلفه وبدرجة إخلاص متفاوته تبعا لتجربتهن مع الحب, فكلما خبر الإنسان الحب اكثر كلما قل تعلقه به وإخلاصه له , اما مريم فهي البتول روحا وجسما وإن أحبت مريم فللحب معنى جديد وللإخلاص صورة مثالية والحياة اجمل , أحبته رغم التناقض بينهما فهي بالشرق تغزل من أفكارها سرجاً لخيل حبيبها الأبيض وهو بالغرب يغزل مخططاته ويحلم بيوم التلاقي الفعلي يحلم بدفئ وتلّة من اللذة, هكذا أراد كيوبيد الأعمى وما لإرادة ان تفوق ارادته.

أيام كانت الفترة التي تغلب بها محمد على حاجز العفة بمريم فلهيب اللذة يذيب بسطوتة جدار الجليد العظيم, وكان التلاقي وكان الحب يغني لهما اغنية القبلات الجميله وأسفر الحب عن دم جميل وفقدت مريم حياتها الماضيه وأصبحت إمرأة بفضل الحب. لم تفكر كثيرا بخسارتها فالتضحية تحيي الحب وإقتسما الحب فيما بينهما ولم يبق حب لمن هو سواهما , إستهلكا الحب في كل لحظة من حياتهما .

مضت الأيام وهي تسجل معاني جميلة بقصة محمد ومريم الا ان كان يوم دخلت به مريم الحزب التقدمي لتجد حبيبها محمد عاريا تماما ليس فقط من ملابسه بل من افكاره التقدميه وتنظيراته ايضا, محمد مع فتاة جديدة كانت لقمة اسهل له في حزبه يمارس البغاء , فإن كان ثمة هناك من شرعية لممارسة الحب فليس هناك بعد من أفكار تدعم ممارسة البغاء , ممارسة الحيوانية تحت غطاء من الافكار الامعة الفاتنه.

يا أسفا للعمر كيف ضاع, كان هاجس مريم الدائم. تبتلت مريم واعتزلت الحياة لتتركها للتقدميين من تلك النوعية وعاهدت نفسها على الموت اسفا على حبيب ليس هنا وعلى كيوبيد ظالم وعلى حب دفعت مهره اغلى ما تملك وعلى عهد لا يوفى وحب بعمر الورد قصير او ربما كان خيالات حب , وتغنت بأنا لحبيبي وحبيبي لنجمته الشارده . ويقال بأنها لاقت حدفها في معتزلها إثر غربة نفسية حادة.



#ايمن_كراجه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صائب عريقات, إيران ليست دولة عربية-على فكرة-


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمن كراجه - حب يقسم على أكثر من اثنين